بين خضر عدنان وجلعاد شاليط
بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب مستقل- ( 1/2/2012م )
من اجل شاليط وصل عدد الدول التي تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى سبعة وعشرين دولة ، وقابل والد شاليط زعماء ثمانية من تلك الدول ، منها فرتسا والولايات المتحدة الأمريكية ، وبريطانيا وألمانيا وروسيا ، كما قابل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ، ووضعت كل تلك الدول كامل طاقاتها من أجل شاليط ، وجندت إعلامها وسياستها وبرلماناتها وقادتها لتحقيق ذلك الهدف ، وتدخلت منظمة الصليب الأحمر ومنظمة حقوق الإنسان التابعتين للأمم المتحدة ، وخرج المئات بمسيرات في كثير من دول العالم تنادي بإطلاق سراح جلعاد شاليط ، ونجحت حكومة شاليط في توظيف قضية أسره بأحسن الأساليب ، وتمكنت من حصولها على تعاطف دول العالم .
يبدو أن جلعاد شاليط هو الذي أسس وبنى السامية في نظر زعماء العالم ، وان اليهود بهذه الصفة هم أعظم أعراق الأرض ، وأنهم جديرون بان تكون مكانتهم في المقل وعلى الجباه ... هكذا نجح الإعلام الصهيوني في غرس هذا الوعي عند كثير من دول العالم ، وهو بذلك ناجح بامتياز بفعل تخطيطه الدقيق ومنهجيته في العمل .
أما نحن الفلسطينيون فيبدو أننا من الأم الثانية الجارية السوداء ، والمجهولة نسبا وحسبا وهوية ، كما صرح من قبل المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "نيوت غينغريتش" بأن الشعب الفلسطيني تم اختراعه ، فإضراب الشيخ الأسير خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في سجون إسرائيل سبعة وأربعين يوما ، واعتقاله مع ألوف الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، وعدم تمكن أهل خضر عدنان من لقاء زعيم واحد في جميع أنحاء العالم ، على الرغم من أن خضر عدنان يعيش الموت البطيء بسبب إضرابه عن الطعام ، ولم تتدخل من أجله حكومة واحده من حكومات العالم ، ولم تقف منظمات العالم الإنسانية والحقوقية مع الأسير عدنان المناضل من أجل الحرية ، مثلما وقفت مع شاليط الذي تم أسره من دبابة تقذف بحممها على الآمنين من أهل غزة ... ولعل في ذلك رسالة غير مقروءة من قِبل العالم بمن فيه إسرائيل إلى جميع العرب والفلسطينيين ، لعلهم يدركوا حجم النظرة الدونية تجاهنا ، ويدركوا أيضا هلامية موقف قادتنا تجاه أسرانا ، وضعف الإعلام العربي أمام الإعلام الغربي والصهيوني ، وضعف أداء مؤسساتنا الإنسانية قاطبة .
لقد تغيب الكثيرون عن مناصرة الأسير خضر عدنان في فلسطين وخارج فلسطين ، وكان ضعف أداء القوى الوطنية والإسلامية في قضية خضر عدنان ضعيفا بشكل ملموس ، فتنظيم واحد من تنظيماتنا الفلسطينية كان بإمكانه أن يُجِّير المئات إن لم يكن الألوف من اجل مناصرته من خلال فعاليات واسعة وكثيرة ، فكيف بباقي القوى والتنظيمات الفلسطينية؟.
لقد شكلت القوى الفلسطينية لجنة لفك الحصار على غزة منذ بدايته ، وتمكنت من تحقيق أهداف ملموسة من خلال إبداعها في ابتكار أساليب من أجل تحقيق هدفها ، فلماذا لا يتم تشكيل لجنة على غرار تلك اللجنة من أجل أسير ينتظر الموت إن لم نعمل على إنقاذه ، بحيث تبدع هذه اللجنة في إيجاد الوسائل الكفيلة بإنقاذ حياته ، وتنسجم مع عظمة هذا القائد وتضحياته ؟ .
إن الصمت واللامبالاة شعبيا ومؤسساتيا مؤشرا سلبيا لا يبشر بخير ، يجب الوقوف عنده وتحليله ، والعمل على تحجيمه ، من خلال وضع آليات حراك جديدة ، بحيث يتحول الصمت إلى قوة ضاغطة تضاهي قوة وتأثير حكومة الاحتلال من أجل شاليط ، فهل سنشهد ذلك قريبا ؟ .
للاتصال بالكاتب :من داخل فلسطين 0599421664
من خارج فلسطين 00970599421664
إميل : tahsen-aboase@hotmail.comفيسبوكhttps://www.facebook.com/profile.php?id=100000536605135