عِطر !!
..
فَصَلَ الطَّيفُ فِي الجِوارِ , تَنَفَّسْ
أَيُّها الصَّيفُ عِطرَها ؛ وَ تَحَسَّسْ
وَ دَعِ اللَّمسَ جانِبًا . لا تُخِفهـا
فَمِنَ الحَـرِّ جِلدُهـا يَتَوَجَّـسْ
وَ اهمِسِ . الهَمسُ مُستَقَرُّ حَنِيـنٍ
كُلَّمـا هَـدَّهُ التَّكَلُّـمُ أَسَّـسْ
فـإِذا مـا تَبَسَّمَـتْ بِــدَلالٍ
ذاكَ خُذها بِرِقَّةِ الصَّبِّ ؛ وَ المَسْ
أَيُّها الصَّيفُ ؛ ما بِشَمسِكَ رُوحِي
إِنَّما فِـي عُيُونِهـا تَتَشَمَّـسْ !
أَيَّ بَدرٍ أُرِيدُ ؟ وَ هْـيَ ضِيـاءٌ
كُلَّما جُنَّتِ الدَّياجِيرُ عَسعَـسْ !
زَنبَقَ الحُسنُ رَفرَفـاتِ يَدَيهـا
وَ مِظَلَّاتِ هُدبِها الخَـدُّ نَرجَـسْ
فأَشـارَتْ بِمُقلَـةٍ ذاتِ جُنـدٍ
مِنْ رُمُوشٍ بِغَمزَةٍ ذاتِ مَحـرَسْ
فأَصابَتْ بِلَحظِهـا مُهجَـةً كـا
دَتْ مِنَ الوَهمِ وَ التَّخارِيفِ تَيأَسْ
ثَغرُها مِنْ حَلاوَةِ الشَّهدِ أَنـدَى
وَ مِنَ الأُسدِ فِي الضَّراوَةِ أَشرَسْ
وَ شَظايا الياقُوتِ فِـي مُقلَتَيهـا
قِطَعٌ مِنْ خَزائِـنِ الـدُّرِّ أَنفَـسْ
حَمَلَ الجَـوُّ عِطرَهـا فَتَهـادَتْ
نَسَماتٌ مِنْ نَفثَةِ السِّحرِ بِالمَـسْ
كَيفَ أَختارُ أَنْ أَصُدَّ ؟ وَ قَلبـي
كَمَنِ اختارَ طائِعًا أَنْ يُوَسـوَسْ !
كُلَّما اهتَزَّ عِطرُها أَنطَـقَ البُـك
مَ وَ لِلنَّاطِقِينَ - وَ اللَّهِ - أَخرَسْ
فإِذا ما تَفَجَّـرَ ؛ الطَّيـرُ غَنَّـى
وَ إِذا ما تَبَختَرَ ؛ اللَّيلُ هَسهَـسْ
خَبِّرُوها , وَ خَبِّرُوا الصَّيفَ عَنِّي
فَليَدَعنِي لِعِطرِها فِيـهِ أُحبَـسْ