قصيدة " خروج من عنق الزجاجة"
خالد عبد اللطيف / المغرب.
يا ويح نفسي..
من لغة كالسم الزعاف
قتلتني قبل أن تقتل غيري
وعندي من الأسئلة
ما يغتال ألف فيل وجمل
سلام على الشجرة المباركة
ليلة الرحيل
وياويح نفسي
يوم يحتث النخيل
في هذا الزمن الوبيل
كان الرصاص في الرأس
كهديربحر
مزقته العاصفة
وكان القلب معتصرا
كصخرة سحقت
أزهارا برية
تقبلت النذور ...ذات مساء
حين اقتنعت شهرزاد
بحكاياتي
وقبلت يدي ورجلي
في وداع مرتقب
هجرتني السنونو....
في ليلة كئيبة
وبقيت مسافرا..بلا زاد
شهورا حزينه
ياويح نفسي..إذا ما خرست كل الهواتف
وسكنت جلجلة
المفاتيح
آخر الفوانيس انطفأت
في شارع الجيش الملكي
ويا ويح نفسي
ساعة الإنطفاء
ينادونني في البيضاء
يا ابن التاريخ
جدد بيعتك
للجيل الذي
قصم ظهرك
ليلة الإعتراف الأولى
بكيت أنا
على جيل البيضاء
حين ابتلعته
امرأة كاهنة
وذئب أحمر
هجرتني الواحة الظليلة
في صحراء قاحلة
وصاحبتني ذكريات
كخريف شاحب
وبكيت على الذي كان
سره في خراسان
ياويح نفسي..
إذا سلمتني بلقيس
مفاتيح الغواية
وذبت وسط الطواحين
كم من قيد كبلني
أول الدهر
وعانقتني الغربان
مضطرا غير باغ
فمن أكون؟
هرب قط البراري
من أول لقاء
....سقط القناع
في معركة يائسه
ولعنت القط المزعوم
في خمارة
أردته قتيلا
ياويح نفسي...
إذا ما العصور
سكنتني
فهل يزول الدخان؟
غريب هذا الغمام
الصامت
عجيب هذا القمر
الباهت
ياويح نفسي
إذا ما البيضاء
أسلمت قبيل البعث
وخسرت كل السباقات
حدث هذا في مثل هذا
الزمان
أن البوم أدرك
آخر القافلة
وصنعت لنفسي سفينة
قبل الطوفان
وتنادوا في كل واد
يا قبيلة عطيل
حركي العصا للأسفل
يظهر التابوت
وخطوت أنا للزمن
البئيس
لا قبيلة قيس
تنفض عني
سحر هاروت
ولا سليمان سلمني
مفتاح القمقم المرصود
يا ويح نفسي اذا ما نادتني
البيضاء
في آخر لحظة
وأطعمتني
من زيت أسماكها.
يا ويح نفسي
هل أعشق
ما لا يعشق
ويقتلني السؤال
صحوت ياصاحي
على صوت ناي أبكاني
لحنه
وطلقت ارتعاشة جسدي
العليل
فمن يزكيني؟
أنا هنا قابض على الريح
يا جيل البيضاء
اهجرني حتى يفوتني هذا
الدوار القاتل
بكيت فجرا لما أقمت
في مخدع شهرزاد
ولما أكملت
الليالي
قلت ياويح
نفسي.
خا لد عبد اللطيف / المغرب.