فــي مــديــنــة الـعاشقـيـن يـوجـد قـصـر لـملكة إســــــمـــــهــــا نـــــاديــــــن
أرسلت وزيرها لكي يبحث لها عن أفـــــضــــل الـــشـــعـــراء والـــروائــيـــــن
ظــــل الـــوزيــــــــــر يــــبـــحـــث ويــــبــــحـــــث ولــــكــــن دون جــــــــدوى
وذات يــــــــــوم وقــــــــف عــــــلــــــــى بـــــاب قـــصـــرهــــا فـــتـــــــــــى
مــــــــــتــــــــــأمـــــــــــلــــــــنـــاً أن يــــــــــدخـــــلــــــوه حـــــــراســـهـــا
فـــــــــــقـــــــــــــال لـــــــــــــــــه الــــــــــحــــــــــارس مــــــــــــن أنـــــــت
فـــــــــقـــــــــــال الــــــــفــــــــتــــــى أنا من تبحث عنه الــــمـــلــكــــة نادين
فــــــــــــدخـــــــــل الـــــــــحــــــــارس وقـــــــال لـــلـــمــلــكـة عذرا مولاتي
فــــــي الـــــبــــــــــاب فــــــتــــــى يـــــدعــــــــي أنـــكِ من تـــبــحــثـين عنه
فــــــقــــالــت الـــمـلـكة للحارس دعه يدخل ومن حسن حظك الفتى دخل القصر
وشـــــــــــــــــــــاهد الـــــــــمــــــلــــــــكـــــة تـــجــلـــس عــلــى عــرشـــها
فـــــقــال الفتى مولاتي إسمي جـــســـار مـــؤلــف روايــات وكـــاتب أشعار
فـــــقــــالت لـــــه الــــمـــلــكــــة تـــفــضـــل بــالــجـــلوس يـــا جــــســــــار
فــــقــــال الـــفـــتــــــى أمـــــرك مــــولاتــــي بـــمـــاذا تــأمـــريــــنـــنــــي
فـــــقـــــــالــــت يـــــا جــــســـــار أريـــــدك أن تــــكـــتـــب لــي قـــصـــيده
فــــإن أعـــجـــبـــتــنـــي تـــزوجـــتـــك وتــــوجــــتـــــــــك مـــــــــلـــــكــــاً
فـــــــقــــال الـــفـــتـــى إذا فــــل تــــســـمـــح لـــي مـــولاتـــي بـــالــــذهاب
وأطـــــــلـــب مـــــن مــــولاتــــي أن تـــمــــهـــلــــنـــــــــي سبعة أيام لا أكثر
فـــــــقــــــالـــــت لــــه الـــمـــلــــكــــة أذنــــت لـــك بــالذهاب يا جـــســـــار
وأمـــهــــلــــك ســــبــــعـــــة أيــــامــــاً لا أكــــثــــر مـــثـــلـــــمـــا طـــلــبت
فــــذهــــب الــــفـــتـــى لـــبــيــتــهِ وأصــبـــح يــســـهـــر الـــيــالي لا يــنـــام
لـــكـــي يـــكـــتـــب الــقــصــيــده للملكة طمعاً بزواجه منها وتتويجه مــلــكاً
وبـــعــد إنـــتـــهـــــــاء الأيـــــام الـــســـبـــعـــة أنــهـــى هــذا الفتى القصيده
وذهب بسرعه البرق لقصر الملكة وقال للحراس إإذنو لي بالدخول عند الـــملكة
فدخل الحارس عند الملكة وقال لها مولاتي الفتى الذي يدعى جسار في الباب
فـــــــــقـــــــالــــت الــــمــــلـــكــــة نــــاديــــن لــلـــحـــارس دعـــه يــــدخــل
فـــــدخــــل جـــســـــار وقـــــــال ســـــــلام الله عــــــلــــيــــك مـــــولاتــــــي
فـــــــقــــــالـــــت وعـــلـــيـــكـــم الـــســـــــــــــــــــلام يــا شــــاعــــــرنــــــا
فــــقـــــال الـــفـــتـــى مــــولاتـــــي هــــاقد أنـــهــيــت القصيده هل تسمحي
لي بأن أتـــلــــوها عــلى مسامعكِ فقالت له الملكة نـــاديـــن تفضل يا جســار
فقال
هذه مليكتي أرسلت وزيرها يبحث عن شاعر أو روائي لـــهــــــا
فسمعت ذالك وفرحت كثيراً فأصبحت كــ طائرٍ يحلق في سمائها
فـــــــقـــــــــــررت الـــــــــــذهــــــــــاب لــــــــــقــــــصــــرهـــا
وأصـــــــــــــبــــــــــحـــــــــت واقــــــفـــــاً فـــــي أرضـــهــــــا
وشــــــاهــــــدت الـــــحــــــراس يــــحــــرســون أســـوارهــــــا
فــــــــــــــــــقــــــــــــلــــــــــت لأحـــــــد حـــــــراســــــــهــــــــا
إإذن لــــــــــــــــي بــــــــالـــــــدخــــــــول عــــــــــنــــــدهـــــــا
فــــقــــال الـــحــــارس مـــولاتـــي في إجتماع مع وزرائــهـــــا
إنـــتـــظــــر قــــلــــيـــلاً حــــتــــى تــنــتــهـــي فأدخل وأخبرها
وما لــــبــــث إلا قــــلـــيــــلاً وإنـــتـــهـــت الـمـلـكـة من إجتماعها
فدخل الحارس وقال مولاتي في الباب فتى من المدينة يقول أنه أفضل شعرائها
فقالت له الملكة دعه يدخل فدخل وشاهدها تجلس على عــرشــهـا
فقال مولاتي أسمي جسار وهذه القصيده التي طـــلـــبـــتـــهــــــا
فقالت هيا يا جسار فإنــي والله مـــتــلـهفة لـــســـمــــاعــــهــــا
فقال
نــــــــــــــــاديـــــــــــــن مــــــلـــيــكـــتــــي التي أحــــــبـــهــــــا
نــــــــــــــــاديــــــــــــــن مــــلــــيــكــــتــــي التي عـــشـــقــتــهــا
رائــــــعــــــــة الــــجـــمـــــال يـــعــــجـــر لــســاني عن وصــفــهـا
ســــبـــحــــان ربــــي فـــي أحـــســــن صــــورةٍ خــــلــــقــــهـــــا
حُــــــســـــن الــــنــــســــاء كــــلـــهــــم لا يـــســـاوي حـــســـنـهـا
كــــــامـــــلــــــــة الأوصـــــــاف تـــــشــــــد الــــنــــاظــــر لــــهـــا
كـــــــ الــــــــبــــــدر فـــــــــــي الــــــســــمـــــــــاء وجــــهــــهــــا
كـــــــ حــــــــريـــــرٍ نـــــــاعــــــم الــــمــــلــــمـــــس شــــعــــرها
كــــــ لـــــــــــون الــــــــــبــــــحـــــر زرقــــاوتـــــان أعـــيـــنـــهــا
كــــــ الـــــــــــــورد والـــــــريـــــــــحـــــــــان خــــــــــــدودهــــــــا
بـــــــــــالــــــلــــــــون الــــــخـــــمــــــري لـــــونــــت شـــفـــاهــهـا
الـــــــــــثـــــــــالــــثـــــة والــــــــعـــــشــــرون هـــــو عــــمـــرهـــا
كٌـــــــــــتــــــــب الـــــعــــشــــــق والـــــغـــــرام هـــــوايـــتـــهــــــا
حــــــب الــــنـــــــاس وســـــعـــــادتـــــهـــــم غـــــايــــتــــــهـــــــا
كــــــــــل الأدبـــــــــاء يــــتــــنــــافـــســـــون لكتابة روايـــتـــهــــا
قــــــصـــــائــــــد الـــــشـــــعـــــــراء تــــبـــدأ بحروف إســـمـــهــــا
عــــــنــــــدمـــــا تــــغـــنــــي تـــطــــرب الـــســـامــعـيــــن بصوتها
عـــــــــــندمــــــا تـــغــــــنـــي تــــعــــزف الألـــــحـــــان وحـــدهــا
لــــــو نـــــظــــــرت لـــــلــــبــــســـاتــــيــــن لـــتــفــتــحـت زهورها
نــــــــجــــــــــــوم الـــــســــــمــــــاء تــــتــــــرقــــب حـــضـــــورها
لــــــتـــــضــــيـــــــئ كـ مــــصــــابـــيــــحٍ مــــــن نـــــــورهــــــــــا
عـَــــــــــشـــــــــقـــــــــــــت الـــــغــــــوص فــي أعماق بـــحـــارها
عَـــــــشــــــقــــــت الــــتـــــاّمـــــل فــــي روعــــة شــــطـــئـــانــهــا
عَــــــشـــــــــقــــــت الـــتــــاّمــــــــــل فـــــــي صـــــــــــورهــــــــــا
عَـــــــشـــــقـــتـــهــــا أحــــبــبــتــــــهــــا لـــــروعـــــــة مــظـهــرها
هـــــــذه قــــصــــيــــــدتــــي لـــمـــلــيـــكــتــي فهل تــوفي بوعدها
وبعد أن سمعت الملكة نادين هذه القصيده فرحت كثيراً ووفت بوعدها فتزوجته
وتوجته ملكاً
فأكمل الفتى قصيدته قائلاً
هــــــــــا أنــــــا الــــيـــــوم في الــــمـــلــك أشــــــــــــاركــــهــــا
هــــــــــا أنــــــا الـــــيـــــوم أشـــــاركــــهــــا فــــي عـــرشــــهــا
ســــــــجــــــل يـــــا تــــــاريــــخ أنـــنـــي الـــيـــوم أجلس بـقـربها
ســــجـــــــــــل يــــا تــــــاريـــــخ قــــصــــة حـــــبــي وحــــبـــهــا
هـــــــــــــذه مــــــــلــــيـــكــــتـــــي الــــتـــــي حــــلـــمـــت بــــهــا
هــــــــــــــذه الــــــــــــمـــــلـــــــكــــــة ســـــوريـــة حمصية أصـلـها