عدت من المجمع التجاري وقد جلبت حاجيات كثيرة,لامعة وطازجة , كان يبهرني تغليفها ومظهرها الحسن,كنت أتحدث أنا وصديقاتي طوال الطريق ,عن غلاء الأسعار ...وافتقادي لكثيرٍ من الأشياء في هذا السوق الكبير..وخلال تراجع الأمن في بلادي الغالية..وألم يعصر الفؤاد...مما يجري على غفلة من الزمن..
فاشترينا بعض ما يلزمنا ,لأهميتها..
كنا نشكو هذه التحركات والتغييرات في السوق بشكل غريب.. بضائع غريبة وأسعار أغرب وبشر يشكون قلة فرص العمل...بهمس خافت كان يصلنا بطريقة ما...
وكنا نجدها بعض تلك الأغراض في أماكن بعيدة لا تخطر لنا على بال!..
وفي أمكنة كان قد هجرها الفلاحون ,فما تركت بركة تقيم في بلادنا إلا وقصمتها..
تراجع جديد وعوز جديد وقصص غريبة كل يوم...
نظرت لصديقاتي بعد أن توقفت برهة قائلة:
-هل تردن توقيف عجلة الزمن؟لا نهر يرجع للوراء وعلينا قبول الواقع,على أن نفكر بحل جديد فردي..
-فردي؟ وماذا بقي من مجهود جماعي..؟؟؟ لن نجد مافقدناه بعد اليوم وسوف ترين...
عندما ظهر لنا فلاح من بعيد بشرواله التراثي اللافت وحمارته العوراء وخرجه الفارغ عائدا من مغامرته اليومية ..
كنا قد اعتقدنا أننا لن نرى هذا أبدا بعد اليوم...
ركضنا نتحرى عن الموضوع هل هو حلم أم حقيقة...
سألنا :
-هل لديك جرجيرا وفجلا؟
-حتى لو انتهت فالخرج لن يخذل من طلب بقي لدي 4 حزم خذوها
توازعناها كتعويذة خير نشم رائحتها الزكية وعطر النعنع الذي كان يتخلل الحزم يطل بعروقه الخضراء اللامعة نظرنا لبعضنا..
نظرنا للعالم من حولنا...مضينا ونحن نعلم جيدا أن هناك من حافظ على اخضرار قلبه قبل اخضرار العالم..قبل اخضرار أقنعة البقاء...
ورغم تصحر العالم وتطور عجلة الزمن السريعة المتهورة...
ريمه الخاني 2-12-2012