صمود غزة: الدروس والعبر
عبيد بأسعار عالية
لم يعد خافيا على أحد، كم هي الصور القبيحة التي تكونت لدى العالم عن الصهاينة، وهي امتداد لتلك الصور التي كونتها البشرية عن قبح اليهودي اللئيم، وما تلك (العنتريات) التي تبدو على مشية باراك والقادة الصهاينة إلا ترجمة كبيرة لهذا القبح.
فما هي ملامح البطولة التي يتفاخر بها هذا العسكري الذي لا يحترم صفات النبل عند العسكريين، عندما تقوم طائرة كلفتها 40 مليون دولار بقتل طفل أو امرأة في فراش النوم؟ وأيهما أحق بالتباهي بالبطولة ذلك القاتل الذي يستخدم أحدث الأسلحة الأمريكية أم الطفل الذي كُسرت ساقه وتهشم رأسه ويتحدى ذلك القاتل بالصمود؟
حاول الغرب أن يتخلص من اليهود، في زجهم بآتون حرب أو حروب قذرة، سعيا وراء إراحة نفسه من مكرهم أولا، ولجعلهم يقومون بتنفيذ حقده التاريخي على أهل هذه المنطقة الذي ابتدأ قبل المسيح عليه السلام، ومرورا بالحروب الصليبية وانتهاءً مؤقتا باستعمار تلك المنطقة ومعاودة احتلالها كلما سنحت له الفرصة، محاولا إلصاق صفة التحضر بنفسه ومناديا بحقوق الإنسان، وطالما أن هناك الصهاينة من يقومون بأقذر المهام التي تنغص على الغرب خداعه لنفسه أولا بأنه رائد الرقي والتحضر، وإقناع العالم أنه كذلك.
لكن ما هو الثمن لهذه الخدمة الذليلة من قبل الصهاينة؟
يعلم الجميع، حتى اليهود أنفسهم، بأنهم كمريض مستلقٍ بغرفة العناية الحثيثة، الأكسجين من الخارج، والدم من الخارج، وتنظيم دقات القلب من الخارج، وأنابيب التغذية من الخارج، ومعروف أن أكثر كلف الإقامة بالمستشفيات، تكون في غرف العناية الحثيثة.
لقد استهزأ (أرنولد توينبي) المؤرخ الإنجليزي الشهير، بفكرة إنشاء الكيان الصهيوني بقلب أمة ورثت عشرات الحضارات الممتدة الى عمق التاريخ. كما اكتشف فلاسفة يهود شبان تلك الفكرة، وتيقنوا من حتمية زوال كيانهم.
إن الصهاينة في فلسطين هم عبيد ذوو أجرة مرتفعة، وكونهم كذلك فإن سلوكهم حتما سيكون سلوك عبيد، قُيِض لهم الوقت أن يكونوا سادة لعينة من الوقت، عليهم أن يستغلوا فترة سيادتهم المؤقتة أبشع استغلال!