قالت نيجيريا إن قوات من دول غرب أفريقيا ستكون في مالي خلال أيام
لمساعدة التدخل الفرنسي ضد المتمردين الإسلاميين.
وأكد قائد القوات النيجيرية، الجنرال شيهو عبد القادر، هذا النبأ لبي بي سي بعد
اجتماع للقادة العسكريين لغرب أفريقيا في العاصمة المالية باماكو.
ويوجد حاليا لفرنسا نحو 800 جندي في مالي، بينما ينخرط نحو 1700 آخرون في أماكن
أخرى.
وكانت فرنسا قد بدأت تدخلها في مالي الجمعة بهدف وقف تقدم الإسلاميين نحو
الجنوب.
"واثقون"
وتخطط نيجيريا حاليا لتوفير 900 جندي للقوات الأفريقية، ويفوق هذا الرقم ما
أعلنته من قبل بنحو 300 جندي.
"وافق الرئيس على نشر كتيبة من القوات، وسوف يتم
نشر كتيبة خلال 24 ساعة"
الرائد النيجيري محمد يريما
ومن المتوقع أن تضم القوات الأفريقية 3300 من أشداء الجنود. وسوف تعمل تلك
القوات بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2085 الذي تمت الموافقة عليه في شهر
ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال الرائد النيجيري محمد يريما "وافق الرئيس على نشر كتيبة من القوات، وسوف
يتم نشر كتيبة خلال 24 ساعة".
وتتمتع نيجيريا بأكبر جيش في دول غرب أفريقيا المعروفة باسم (إيكواس)، وهي
المجموعة الإقليمية التي تراقب الجانب العسكري.
وقال رئيس أركان ساحل العاج الجنرال سومايلا باكايوكو "نحن هنا اليوم لنتحدث
أساسا عن انخراطنا مع إخواننا الماليين في الجيش، لتحرير شمال مالي".
وقد تعهدت بينين، وغانا، والنيجر، والسنغال، وغينيا، وبركينا فاسو، وتوغو
بالمشاركة في القوات.
ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر قمة قادة غرب أفريقيا الذي سيعقد السبت آخر تطورات
الأزمة، كما يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الخميس في بروكسل لبحث الوضع
في مالي.
وقد نفذت الطائرات الحربية الفرنسية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع
الإسلاميين منذ بدء التدخل الجمعة.
وتواصلت الغارات ليل الاثنين، ويقول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنها حققت
أهدافها.
وقال هولاند لإذاعة القوات الجوية "نحن واثقون من السرعة التي سنكون قادرين معها
من وقف المعتدين، هؤلاء الإرهابيين".
"نحن واثقون من السرعة التي سنكون قادرين معها
من وقف المعتدين، هؤلاء الإرهابيين"
الرئيس الفرنسي فرانسوا
هولاند
وكان رتل من الشاحنات العسكرية المصفحة قد عبر من ساحل العاج إلى مالي في وقت
متأخر الاثنين، وقالت مصادر دفاعية لوسائل الإعلام الفرنسية إن حجم القوات الفرنسية
يتزايد ليبلغ تدريجيا 2500 جندي.
ونقل مراسلنا في غرب أفريقيا، توماس فيسي، عن مصادر دبلوماسية وعسكرية فرنسية
قولها إن القوات الفرنسية ستشارك في المرحلة الثانية من عملية مالي، التي تهدف إلى
إخراج الإسلاميين من المدن الرئيسية التي احتلوها.
وليس لدى معظم الجيوش الإقليمية في المنطقة، فيما عدا النيجر، أي خبرة في القيام
بعمليات معقدة تجري في أراضي رملية أو جبلية.
غارات على ديابالي
وكانت الأنباء قد أفادت بأن الإسلاميين انسحبوا من تمبكتو وغاو، وهما مدينتان
كبيرتان تم الاستيلاء عليهما في الشمال العام الماضي.
غير أن متحدثا باسم المتمردين في جماعة أنصار الدين أبلغ موقعا موريتانيا على
الإنترنت بأن الانسحاب كان "تكتيكيا".
ثم عادوا واستولوا الاثنين على مدينة ديابالي، التي تبعد حوالي 400 كيلومتر شمال
شرق العاصمة باماكو.
وكانت غارات جوية كبيرة قد نفذت ليلا من أجل اقتلاعهم من المدينة.
وقد لقي 11 جنديا ماليا، وطيار فرنسي حتفهم منذ بدء التدخل الفرنسي الجمعة.
وأفادت التقارير بمقتل أكثر من 100 مسلح إسلامي.
وكانت الجماعات الإسلامية ومتمردو الطوارق العلمانيون قد استغلوا الفوضى التي
أعقبت الانقلاب العسكري واستولوا على شمال مالي في أبريل/نيسان 2012.
لكن الإسلاميين سرعان ما سيطروا على المدن الرئيسية في المنطقة، وهمشوا
الطوارق.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 144500 لاجئ مالي سجلوا أسماءهم في الدول المجاورة
منذ أبريل/نيسان 2012.
وتقول الأمم المتحدة أيضا إن نحو 30 ألف شخص نزحوا عن ديارهم بسبب الصراع هذا
الشهر.
بيبيسي