الكاتب ”ستيفن كينج” ينشر روايته الجديدة في مجلة
المصدر DPA
12 / 06 / 2007
ذكرت تقارير إخبارية أن الكاتب الأمريكي "ستيفن كينج" الذي ألف بعضاً من أفضل الكتب مبيعاً في العالم لن ينشر أحدث أعماله في صورة كتاب بل سيصدره في عدد شهر تموز المقبل من مجلة "إسكوير" الأمريكية. قال "ديفيد جرانجر" رئيس تحرير المجلة إن رواية "كينج" الجديدة "جنجربريد جيرل" والمكوَّنة من 21 ألف كلمة ستنشر في 23 صفحة.
واشتهرت مجلة "إسكوير" المعنية باهتمامات الرجال والتي تأسَّست عام 1933 بنشر الأعمال الأدبية منذ فترة طويلة حيث كانت أول من نشر قصة "بريكفاست آت تيفانيز" (الإفطار في محل تيفاني) للكاتب "ترومان كابوت"، و"آن أميريكان دريم" (حلم أمريكي) للكاتب "نورمان ميلر".
جدير بالذكر أن كينج سبق له نشر أعماله بطرق غير تقليدية حيث نشر قصة "ذا بلانت" (النبات) بصورة مسلسلة على موقعه الإلكتروني.
والشيء الذي يمكن إضافته كذلك هو أن ملكة "ستيفن كنج" الكتابية لا يمكن إنكارُها خاصة حين تتجلى في أعمال مثل روايات "الاستبصار"، و"المواجهة"، و"حقيبة العظام"، و"قلوب في الأطلسي" بالإضافة إلى الأعمال غير الروائية مثل "موت دينز" وغيرها من الأعمال، والسيناريوهات السينمائية.
تخرَّج "كنج" من جامعة "مين" سنة 1970، وحصل على درجة جامعية في اللغة الإنجليزية، وكان قد التحق بالعمل في التدريس وبعض الأعمال الأخرى للإنفاق على أسرته والاستمرار في الكتابة في ذلك الوقت، وهي المرحلة التي نشر خلالها روايته الأولى "كاري" التي صادفت نجاحاً كبيراً والتي تحوَّلت فيما بعد إلى فيلم سينمائي قدَّم من خلاله "كنج" موهبته في كتابة الأعمال الروائية التي تحتوي على مزيج من القصص العادية والرعب والخيال العلمي، إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى منها "قدر سالم" (1975)، "كوجو" (1981)، "الوحش"، (1986).
في سنة 1999 بدأ "ستيفن كنج" بالكتابة عن مهنته وعن حياته الشخصية، وفي منتصف السنة ذاتها تعرَّض الاثنان (حياته ومهنته) للخطر بسبب الحادث الذي كاد أن يودي بحياته لتصبح العلاقة بين الكتابة والحياة لديه أكثر قوة من ذي قبل.
وهو أهم ما يمكن الإشارة إليه الآن، في أعقاب نشره لكتابه الأخير "عن الكتابة" الذي نشرته مجلة "نيويوركر" في حلقات مسلسلة.
عن الكتابة بالنسبة لكاتب واسع الانتشار مثل "كنج" فإن عملاً كالكتابة هو بلا شك استثنائي يصلُ إلى الذروة في عمل غير روائي مثير مثل كتابه الأخير الذي يمكن وصفه ببساطة بأنه شبه سيرة ذاتية وشبه رواية تقود إلى التعرف على الكيفية التي ساهمت بها حاجته إلى الكتابة في استعادته أو عودته إلى الحياة من جهة وإلى الإجابة عن السؤال التالي من جهة أخرى.
لماذا يكتب "ستيفن كنج" كلَّ هذه الأشياء المرعبة التي تحتوي عليها أعماله الروائية الجادة؟
ما يلفت الانتباه إلى كتاب "عن الكتابة" هو التقنية المختلفة التي اختارها "كنج" للعمل الذي يتراوح في شكله أيضاً بين كتاب الرواية وبين كتيّب الجيب وعلى الرغم من أنه كتاب لا يرد على السؤال عن الكتابة المفزعة على نحو مباشر إلا أنه يشتمل على الكثير من التجارب التي توضح الكيفية التي يمكن للكاتب أن يتحوَّل من خلالها من إنسان مرشَّح لأن يكتب إلى كاتب محترف.
في سن الرابعة شاهد صديقه وهو يموت ملقى تحت عجلات قطار صدمه مسرعاً وتسنى له أن يتابع التجارب العلمية المرعبة المضحكة التي كان يقوم بها أخوه.
وفي المدرسة كان مهووساً بالكاتب "إدغار آلان بو" الشاعر وكاتب القصة القصيرة، أما "تومي ديفيس" وأفلامه البشعة فلا يقل عنه في شيء.
من حيث التأثير والواقع إنها أشياء كما يقول "كنج" لا تختلف عما يكتبه ولا تقل سواء كان المقصود بذلك هو العفوية أو جرعة البشاعة والرعب لتجد هذه الثنائية طريقها إلى ألبومه الخاص لكن هناك ما يفصلها كثيراً عن أشياء مثل رغبة المؤلف في معالجة هذه المواقف بأسلوب التحليل النفسي "إننا بقدر ما نتحدَّث عن هذه الأشياء بقدر ما يتسنى لنا أن نتفادى آثارها السلبية المدمرة".
بخصوصيَّته وحساسيَّته المفرطة في البناء يمنح "عن الكتابة" القارئ فرصة اكتشاف "كنج" عن قرب تماماً كما لو أنهما قد خططا لهذا العمل من قبل ورسما شخصياته وربما إلى متى يتوقفان عن الكتابة، ليكتشفه وهو لا يكف عن الإشارة إلى أعماله الكتابية وكيف أغرم بها وبطقوسها وممارساتها وليس ذلك فحسب، وإنما كيف ينظر إليها ويقومها كأشياء يحبها ويمتلك أدواتها الضرورية من المفردة إلى القواعد اللغوية والأهم من ذلك العنصر الأكثر حيوية وهو الأسلوب.
جريدة بلدنا