أغرب قصة في تاريخ البشرية
قصة غرام العاشق الولهان غروب مع عشيقتها شروق
د. نظام الدين إبراهيم اوغلو
باحث أكاديمي تركماني ـ تركيا
e.mail. nizameddin955@hotmail.com
في يوم من الأيام وبسبب من الأسباب، التقى غروب مع شروق في بلاد شروق. وكانت شروق على دين وخلق وجمال وحسب وذو مال كثير، فعشق غروب عشقيتها شروق عشقًا غراميًا كبيرًا حد الجنون، وكان ولع العاشقين لا مثيل ولا نظير لها في تاريخ العشاق، ليلهم سهر وطرب وعشق كبير، ونهارهم لهو وتأمل وغرام جميل. ولكن شروق لم تكن تعرف غروب جيدًا، ولكنها كانت تعرف أنه على علم وذكاء خارق، وأنه يتقن عمله وأنه لا يغش ولا يكذب في العمل، وكانت تعرف أيضًا أنه يسعى من أجل تحقيق أهداف عظيمة ليلاً ونهارًا، ولكنها لا تعرف ما هي هذه الأهداف؟ وحتى أنه كان يدافع عن المظلومين من أجل تحريرهم واستقلالهم...، المهم في نهاية الأمر تزوجا وعملا فرحًا عظيمًا وحفل زفاف وولائم طعام كبيرة بما يليقهما. وهما إتفقا وقررا أن لا يفترقا وأن يعيشا في قصر شروق الكريمة الثرية الرحيمة المخلصة. كما ذكرنا في أعلاه كان غروب يعرف كافة صفات شروق. وبعد الزواج واطلاع غروب على ما في القصر رأى ما لا أذن سمعت ولا عين رأت من ثروات ونعم كثيرة من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وقوارير من الذهب الاصفر والاسود ونحو ذلك. وكان غروب يفكر كل يوم وليلة اللحظة مجيء اللحظة التاريخية الحاسمة ألا وهي التقاءه مع عشيقتها، وانتهاء فرحة اللقاء وفرحة الوصال والاتصال بأقرب وقت، وجاءت ليلة الزفاف، فالتق مع عشيقتها وفرحا فرحًا شديدًا لا فرح من بعدها أبدًا، إنها لقاء العاشق الملهوف لعشيقتها الكريمة الثمينة. وفي الصباح الباكر أفاقت شروق من النوم، فاذا هي وحدها في البيت، فلم تجد لا غروب ولا ثرواتها الثمينة الا اليسير منها. فعرفت أن الرجل الاجنبي والغريب الاطوار قد أودعتها وخدعتها، وأدركت خطأها، فكانت عليها أن تسأل وتحقق من دينه وأخلاقه وماضيه، مثلما حقق الرجل الأجنبي عنها، وعلمت شروق أن العشق للإنسان الرشيد والمتدين لا يمكن أن يكون مثل عشق المراهق العنيد ويكون كالأعمى الذي لا يرى ولا يبصر ما يجري حوله، وكالأصم لا يسمع النداء ونصائح آبائه وأقربائه وكالأبكم الذي لا يستطيع النطق على أخطاء حبيبه. فذهبت شروق واشتكت عند الحاكم وطلبت الطلاق، وكما قيل (بعد خراب البصرة). والحاكم هنا بدلاً من أن يحكم بالعدل على غروب لأنه سرق أموال شروق وظلمها وخدعها، أصبح يحكم هذا الحاكم على شروق وأجبرتها على أن تدفع النفقة على غروب، وحكم على براءته (فزاد الطين بلة). فبدأ غروب يعيش حياة جميلة على حساب شروق، وعلى نفقتها الباهضة، والنفقة من العشيقة الغنية طبعًا تكون كبيرة جدًا. وبعدها تبين أن سبب عدم عدالة الحاكم في حكمه، لأنه نال على نصيب وافر من ثروة شروق المنهوبة.
(شروق: تمثل الدول الشرقية. غروب: يمثل استعمار الدول الغربية. النفقة: ضريبة حمايتهم. العشق: هي عشق الثروات).