"عائشة عجم": لوحات بكر تحكي قصة أمة
الفنانة عائشة عجم وبعض رسوماتها
الاثنين 18 أبريل / نيسان 2016
رغداء زيدان ـ السورية نت
منذ عشر سنوات خلت توفيت الفنانة التشكيلية عائشة عجم مهنا, عن عمر جاوز التسعين عاماً, فهي من مواليد حلب سنة 1916م.
عائشة عجم لم تكن فنانة عادية، وخصوصيتها لا تقتصر على فنها الذي صُنّف ضمن ما يسميه النقاد بالفن البكر، أو البدائي.
هذا الفن الذي تحدث عنه الفنان الفرنسي جان دوبوفي (1901ـ1963) في منتصف القرن العشرين, وأسماه "الفن غير المثقف"، أو "الفن البكر" أي الذي لم يلتزم بالثقافة العقلية والمهارات التقنية الأكاديمية.
ولكن خصوصية "عائشة عجم" تكمن في نشاطها الذي ندر أن نسمع بمثله وخصوصاً في مجتمعاتنا التي تعتبر أن كبار السن ليس لهم إلا انتظار الموت بهدوء.
بدأت "عجم" الرسم بعد أن وصلت إلى سن الخامسة والثمانين، تلك السن التي يستسلم فيها الكثيرون لضعف الشيخوخة فيقبعون في بيوتهم منتظرين الموت، بينما هي كانت شابة في الخامسة والثمانين عرفت كيف تجعل من تجربتها الفنية دليلاً نادراً على إرادة الحياة.
وبالفعل فقد رسمت ورسمت، وكانت رسوماتها عفوية وفطرية، تأسر من يراها، وتعيده إلى زمن عنتر وعبلة، زمن الزير وأبو زيد وغيرهم من أبطال القصص الشعبي التراثي.
كان أول ظهور لعائشة عجم رحمها الله في عام 2000م، وكانت ترسم أمام الناس بشكل مباشر، ثم أقامت معرضها الخاص الأول في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، كان ذلك في 13 فبراير/شباط عام 2001م.
ثم توالت معارضها الخاصة، فكان الثاني في حلب في مايو/أيار من نفس العام، والثالث في معهد غوته عام 2002م.
وشاركت في نشاطات ومهرجانات أخرى عديدة ومتنوعة، أما آخر معارضها فهو المعرض الذي أقامته في فبراير/شباط من 2006م، احتفالاً ببلوغها التسعين من العمر، في المركز الثقافي العربي بدمشق ـ أبو رمانة. وقد عرضت فيه مجموعة من رسوماتها الجميلة.
في ذلك المعرض كانت عائشة عجم جدة طيبة عفوية بسيطة، لا تدعي الثقافة، ولا تعنيها مصطلحات المتفذلكين من أهل الفن والتشكيل، وبكل بساطة أجابت عن سؤال: لماذا ترسمين؟ فقالت: لأتسلى!
رحم الله الفنانة عائشة عجم التي سننتظر طويلاً قبل أن نرى من يماثلها في إرادتها وبساطتها وعفويتها.
المصدر:
السورية نت