شاب عراقي يموت في مركز شرطة..
الخبر عادي جدا... لان الموت في العراق أسطع من البقاء على الحياة!!! لاوقت للصخب والموسيقى التصويرية... ولن يقف المخرج صارخا لتكوين المشهد الدرامي بجودة متناهية...هل تبقى عيوني ترصد فقط ، وتلتقط إشارات احزان الوطن وتترك كل شيء بهيج؟
القصة من النهاية.... توسد الشاب حسين مازن ناصر ذو العمر 14 عاما من سكنة محافظة الديوانية، التراب!!
وسندخل معا تراجيديا التوسّد!!!ولاني أعرف الوطن جيدا بكل مامتاح لي من المعرفة السطحية لاالغورية!! سأنقل الروايات الرسمية ولسنا والحمد لله في نزاع فتيائي ديني بحثي تشريعي لتتضارب الروايات!! فهناك عقل ومنطق أيضا كلاهما يسافر وحده!! ولايحمل حقائب السفر!!
المعلومات المنشورة في العراق حالها حال ملايين الاخبار التي مطلوب منك ان تصدّقها!! ففي الوطن العراقي العزيز انت لاتملك من تتعكز على التصديق بروايته حتى لوكانت عينيك نفسها! لان هناك سحرا باسقا في كل خبر يقودك للاحلام والتمنيات والتحليق في الفضاء بمركبات وكالة ناسا!!!
على الفور نشرت مواقع عدة خبر وفاة الشاب وكعادتنا نضع نظرية المؤامرة قبل كل شيء لان الموتى لايتكلمون.... فقالوا إن الشرطة تحكم بالأعدام تعذيبآ على الشاب (حسين مازن ناصر ) ذو العمر 14 سنة احد سكنة محافظة الديوانية ((لعدم حمله الهوية)) وهي جريمة منذ الحكم الاغريقي عقوبتها الاعدام لامحالة!!!
وقامت دائرةالصحة بتشريح جثةالشاب بدون الرجوع لأهله وتضييع ملامح جريمة الشرطة .
والطبيب مهدد!! .
والجريمة حصلت بمركز أجرام طويريج!!
علما ان هناك ضابط برتبة ملازم حقق مع الشاب !!وقام بضربه بالعصي الكهربائية حتئ مات الشاب بين يديه
ونقلوه للطب العدلي بصفته مجهول الهوية بالتستر مع اطباء الطب العدلي .......
هذه رواية المواقع الالكترونية!!!
اما مديرية شرطة كربلاء فنفت الموضوع جملة وتفصيلا... وقد تكون محقّة!! لاننا تعودنا قبول الرأي الحكومي منذ نعومة أظافرنا!!
فقالت الرواية الحكومية إنها علمت من ذوي المجنى عليه بأنه قد ترك البيت منذ حوالي عشرة أيام لوجود خلافات عائلية في بيتهم متجها إلى جهة يجهلونها". وإن " المجنى عليه حسين مازن لم يتعرض إلى أي ضرب أو تعذيب أثناء التحقيق معه".
وإن "قيادة الشرطة تلقت معلومات؟؟؟؟؟ عن وجود مجموعة من الشباب تتسكع في منطقة الجمعية في الهندية وعلى الفور باشرت مفارز مركز شرطة الهندية بإلقاء القبض عليهم واستصحبتهم الى مركز الهندية وتبين فيما بعد ان أحدهم من سكنة الديوانية".
هل صار التسكع جريمة في الوطن؟ الله اعلم فانا لااتسكع أولا!!!لاليلا ولانهارا ولاجهارا ولم اسمع ان هناك قانونا يمنع التسكع ليلا!! وأوضح بيان قيادة الشرطة.. أنه "وبعد تسليمهم إلى شعبة مكافحة إجرام الهندية!!! للتحقيق معهم وأثناء تواجدهم في النظارة بغية إكمال إجراءات الأوراق التحقيقية بحقهم لغرض عرضها على أنظار قاضي التحقيق فقد تعرض المتهم حسين مازن إلى وعكة صحية أثناء ذهابه إلى المغاسل وعلى الفور تم نقله إلى مستشفى الهندية لغرض معالجته.. فعلا بادر الطبيب إلى معالجته إلا أنه أثناء ذلك فارق الحياة وتم استدعاء خبراء الأدلة الجنائية وتم تصوير الجثة والتي تثبت عدم تعرض المجنى عليه إلى أي كدمات أو آثار للضرب أو التعذيب.. وتبين من عائلة الشاب... بأن إبنهم مصاب بالصرع كذلكً يعاني من فتحة في القلب". ولكن طلب ذوي المجنى عليه أن يكون تشريح الجثة لدى الطب العدلي في بغداد حتى يكون حيادية في النتيجة!
لست شارلوك هولمز ولا أرسين لوبين..ولا محققا..ولااشكك في اي قول فالرأي الحكومي منذ عهد حمورابي ومسلته فوق الجميع والدولة إذا اصدرت لك شهادة وفاة وانت حي فانت رسميا ميت!! حتى تثبت للدولة عكس ذلك!!
مات حسين وماتت معه اسرار موته صرع وفتحة في القلب ...أنا احمل مليار سؤال لاأستبق الاحداث مطلقا فقط لماذا بقيت مكافحة الاجرام ذات الصيت السيء تعمل بمسمياتها لحد الان؟ هل نسي كل عراقي معنى دخول مكافحة الاجرام؟ انني أهيب بتواضع..بالسيد وزير الداخلية العراقي الذي يتابع كل شاردة وواردة ان يتنبى الموضوع وان يلغي من التسميات مديرية مكافحة الاجرام!!
وفعلا!! أمر وزير الداخلية العراقي وكإجراء إحترازي بتوقيف المفرزة التي اعتقلت الشاب والتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة في حال ثبوت تقصيرهم أو إخلالهم بالواجب أو سوء استخدام السلطة! واوعز السيد وزير الداخلية بموقف شاهق.. الى مدراء الشرطة في محافظتي كربلاء والديوانية شخصيا بالتحقيق الاصولي بالموضوع وعرض الحقائق بتجرد على الرأي العام من دون تزويق أو غخفاء اي معلومة وتطبيق القانون بحق أي مقصّر ومخالف مهما كانت رتبته أو وظيفته!! ومن جانبها أكدت إدارة مستشفى الهندية العام في كربلاء ان الشاب حسين الذي أتهم شقيقه أفرادا في شرطة كربلاء بتعذيبه حتى الموت، وصل الى شعبة الطواريء في المستشفى ( متوفيا)!! واي خبر عكس ذلك غير صحيح!!
احيانا الصمت أبلغ تعبير عن فعل الأذّل!
عزيز الحافظ