حلب مدينة عريقة، عمرها التاريخي خمسة وأربعون قرناً.. فهي تُعَدُّ من أقدم مدن العالم التي استوطنها الإنسان، والتي ما تزال قائمة ومزدهرة حتى يومنا هذا. عُرفت بعزّتها وبطولة أبنائها وصدقهم واستقامتهم.
تقع مدينة حلب في الجزء الشمالي من القطر العربي السوري، وتبلغ مساحتها 16142كم مربع وعدد سكانها 3.283.000 نسمة. وترتفع عن سطح البحر 370 متراً، وهي ذات مناخ جاف، لطيف في الربيع، معتدل في الخريف، حار في الصيف، وبارد في الشتاء.
كانت في القديم قاعدة لجند قنسرين، اتخذها المسلمون مركزاً لصد هجمات الروم وخاصة أيام الأمير سيف الدولة الحمدانـي،
فقد كانت مقراً له، قصده فيها كبار الشعراء والعلماء، فكانت مركزاً ثقافياً مهماً، كما كانت مركزاً تجارياً ذا شأن، وخاصة قبل شق قناة السويس. اشتُهرت بمسجدها الأموي الكبير، الذي يُعَدُّ من أكبر جوامع المدينة التي تحوي ما يقارب ألف جامع ومسجد، وقد بُني هذا الجامع في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، ويتميز بمنارته الجميلة والمربعة الشكل، ومنبره الرائع المصنوع من خشب الأبنوس، والمطعّم بالعاج، ومحرابه المصنوع من الحجر الأصفر، والمزين بالمقرنصات، وأورقته المتناظرة المتناسقة.
المسجد الأموي ـ حلب
كما تمتاز حلب بقلعتها الشامخة التي تعتبر من أكبر قلاع العالم وأقدمها، ومن أجمل وأضخم عمارات حلب الأثرية، تنتصب وسط المدينة القديمة على هضبة يزيد ارتفاعها عن 40 مترًا. والتي ما تزال تحتفظ بمظهرها العسكري وروعة بنائها
قلعة حلب
كما اشتُهرت بأسواقها القديمة، وخاناتها الكبيرة، وحماماتها الأثرية التي ينوف عددها عن الستين حماماً، بعضها مبني منذ أكثر من800 سنة، مثل: حمام باب الأحمر، وحمام يلبغا الناصري، الذي بُني في القرن الرابع عشر الميلادي، وقامت وزارة السياحة بترميمه وتوظيفه سياحياً، كما تشتهر بمعالمها الأثرية الجميلة، وكروم فستقها الذي تغنّى به الشعراء، وشبّهوه بعناقيد المرجان.
سوق حلبي قديم
خرج منها الكثير من العلماء والشعراء والأدباء، أمثال: ابن العديم المؤرخ صاحب كتاب (زبدة الحلب في تاريخ حلب) وابن الشحنة المؤرخ صاحب كتاب (الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب) وكبار الشعراء أمثال: المتنبي والبحتري وأبي فراس وغيرهم.
وتشهد مدينة حلب في كل عام تظاهرتين اقتصاديتين هامتين هما: سوق الإنتاج الزراعي والصناعي، في شهر آب، ومهرجان القطن في شهر أيلول. وترتبط مدينة حلب مع باقي مدن القطر بشبكة من الطرقات الدولية المعبَّدة، والخطوط الحديدية، كما يوجد فيها مطار دولي، وتزخر المحافظة بالفنادق وأماكن المبيت من مختلف المستويات، بدءاً من الفنادق الدولية حتى فنادق الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى المخيمات ملبّية بذلك كافة الأذواق والمستويات.
الحديقة العامة ـ حلب
توالت الحضارات المختلفة على هذه المنطقة (السومرية - العمورية - الكنعانية - الفارسية - المقدونية - الآرامية - السلجوقية - الرومانية - البيزنطية) تاركة بصماتها في الآثار الموجودة في العديد من مدنها الميّتة وتلالها الأثرية المتوزعة في المحافظة. وفي عام 636م، فتحها العرب المسلمون بقيادة الصحابي الجليل أبي عبيدة الجراح، والبطل العظيم خالد بن الوليد، رضي الله عنهما، ثم دخلت تحت حكم الدولة الأموية، وبعد انهيار الحكم الأموي، أصبحت حلب خاضعة للحكم العباسي، ثم للحكم الأخشيدي.
ساعة ميدان باب الفرج
تمتاز مدينة حلب بأبوابها الكثيرة المحصنة مثل: (باب الفرج – باب جنين - باب قنسرين - باب النصر - باب الحديد - باب انطاكية) وفيها متحف غني يضم أقدم ما خلّفه الإنسان من حضارات في المنطقة، بدءاً من العصور الحجرية حتى وقتنا الحاضر، ويوجد فيها متحف التقاليد الشعبية داخل بناء حلبي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ويحتوي على النفائس الحلبية والأزياء الشعبية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام.
مدخل أحد الخانات >< متحف ـ حلب
من منتديات معرة النعمان
يوسف