يخلفه نجل جاسوسة سابقة في لبنان .. السفير الإسرائيلي يغادر القاهرة منبوذاالتاريخ: 2010-01-28 09:33:12
شالوم كوهين
القاهرة-ميلاد
بعد أكثر من خمس سنوات من العزلة والإحباط كما يصفها، يغادر شالوم كوهين سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي العاصمة المصرية مكبلا بـ"مرارة" رفض مصر التطبيع الثقافي رغم التقارب الأمني والسياسي.
ويقول كوهين الذي يستعد لمغادرة القاهرة، أنه يعتبر تعميق العلاقات السياسية بين العدوين السابقين أفضل ذكرياته في مصر، لكن المصدر الرئيس لإحباطه يظل اعتراض مصر المستمر على التطبيع الثقافي.
وكان كوهين قد هجوما شديدا على مصر والصحافة المصرية مطلع الشهر الحالي واعتبر أن مصر تتصرف مثل أعداء إسرائيل.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن كوهين قوله خلال اجتماع سفراء إسرائيل في القدس المحتلة مطلع شهر يناير/كانون الثاني قوله: "إن مصر تتصرف مثل عدو تماما واحتج أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التساهل الإسرائيلي تجاه مصر وعدم الرد على التحريض ضد إسرائيل في الإعلام المصري".
وتساءل كوهين "لماذا رغم اتفاق السلام بين الدولتين، تتخم المقالات في وسائل الإعلام المصرية باسم العداء للسامية ونحن لا نرد عليها؟ ولماذا تستخدم إسرائيل لغة متسامحة ومتصالحة مع القيادة المصرية؟".
وقالت معاريف إن نتنياهو رد على كوهين بإجابة عامة فقط, معتبرا أن الحديث يدور عن ترسبات عمرها عشرات السنين ويصعب تغيير نهج الإعلام المصري.
ليعود قبيل رحيله ليلطف الأجواء مع القاهرة خلال لقائه مع الصحفيين الأربعاء في مقر إقامته المحاط بإجراءات أمنية مشددة في حي المعادي في جنوب القاهرة، ان "عدد الزيارات الإسرائيلية العالية المستوى لمصر خلال الأعوام الخمسة الأخيرة تجاوزت تلك التي تم القيام بها لبعض الدول الأوروبية، أو لدول أخرى تعتبر صديقة جدا".
ويقر كوهين في نفس اللقاء بأن هناك "انعدام في العلاقات الثقافية بين مصر وإسرائيل"، واصفا "العوائق" التي تضعها القاهرة في وجه العلاقات الثقافية من شعب الى آخر تشكل "مأساة".
واعترف كوهين بالمشكلة المتمثلة في صعوبة الدفاع عن سياسة بلاده الدموية تجاه الفلسطينيين التي تواجه انتقادات عنيفة من الرأي العام المصري، والدعوة في الوقت نفسه إلى تقارب ثقافي.
يذكر أن الرئيس المصري حسني مبارك، وخلافا لسلفه أنور السادات، لم يقم بأي زيارة رسمية إلى إسرائيل منذ توليه الحكم قبل 82 عاما. كما أن وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي أفيغدور ليبرمان ممنوع من زيارة مصر.
وسيحل إسحق ليفانون، وهو من أصل لبناني، محل شالوم كوهين ذي الأصل التونسي.
الجدير بالذكر ان العلاقات الدبلوماسية بدأت في التطبيع بين مصر وإسرائيل بعد توقيع البلدين على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 واستعادة مصر باقي شبة جزيرة سيناء.
إسحق ليفانون في سطور
السفير الإسرائيلي الجديد في مصر المزمع تعيينه قريبا اسحق ليفانون،65 سنة، هو نجل الجاسوسة الاسرائيلية السابقة في لبنان شولا كوهين الملقبة بـ"لؤلؤة الموساد"، ديبلوماسي يتقن العربية ومستشرق.
ولد ليفانون في لبنان، وهو متزوج وله ابناء، كان في السابق سفيراً لدى الامم المتحدة في جنيف، وقنصلاً عاماً في بوسطن ومونتريال، وهو يتولى حالياً المدير العام لقسم الاعلام العربي في وزارة الخارجية الاسرائيلية.
ووالدته شولا كوهين-كيشيك التي تبلغ حاليا 92 عاما من العمر، حكم عليها بالاعدام بيد السلطات اللبنانية عام 1961 بتهمة التجسس طوال 14 عاما لمصلحة اسرائيل.
واستأنفت الجاسوسة السابقة الحكم فخفف حكمها الى السجن الى ان افرج عنها في صفقة لتبادل الاسرى بعد الحرب العربية الاسرائيلية في حزيران/يونيو 1967. وتقطن في القدس المحتلة وتم تكريمها رسميا قبل عامين لمساهمتها في "امن الدولة العبرية".
وكانت لجنة التعيينات العليا في وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني تعيين الدبلوماسي يتسحاق ليفانون سفيرا جديدا لتل أبيب لدى مصر خلفا للسفير السابق شالوم كوهين.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية اتخذت قرارا بتعيين ليفانون سفيرا لدى مصر بالإجماع.
http://www.milad.ps/arb/news.php?maa=View&id=9429