فضلا ترحموا على هؤلاء الشهداء....
شهداء دنشواى
حادثة دنشواي هو اسم لواقعة حدثت فى 13 يوليو 1906 فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى في بلدة دنشواي في الريف المصري. حيث صدرت أوامر الحكومة في مصر لعمد بعض البلاد بمساعدة فرقة تابعة للاستعمار البريطاني آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام ببلدة (دنشواى) المشهورة بكثرة حمامها كما أعتادوا ..
ولسوء الحظ كان الحمام عند أجران الغلال يلتقط الحب و أخذ مؤذن البلدة صيح بهم كى لا يحترق التبن في جرنه، ولكن أحد الضباط لم يفهم ما يقال فاطلق عياره فأخطأ الهدف
..
وقتلت مبروكة زوجة محمد عبد النبي مؤذن الجامع الذى هجم اعلى الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل البلد :
صارخا ’الخواجه قتل المرأة وحرق الجرن، فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين : ’قتلت المرأة وحرقت الجرن
...
أشتعلت النيران في التبن، ولاذ الانجليزى بالفرار وسقط مغشيا عليه من اثر العطش وأشعه الشمس الحارقة
وفى الطريق قابله » فلاح أسمه سيد أحمد سعيد وأدرك حالته فيبدأ في تلاوة الشهادتين،بعد ان ناول بول شربة ماء بناءا على طلبه
توجه الجنود الانجليز تجاه القرية لنجدة زميلهم فوجدوه ميتا، فتصورا أن الفلاح قتله فطاردوه إلى أن سقط فانهالوا عليه بالسمكي ( السكين الموجود بمقدمه البندقية ه وهشموا رأسه.
...
وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط على النقيض بأنهم سيفتك بهم فاطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا بعضهم وقتلوا شيخ الخفر وجمع اهالى القرية وحملوا على الضباط بالطوب والعصى وتمكن الخفراء من القيضاء وأخذوا منهم الأسلحة..
..
توجه جنود المعسكر لنجده المحتجزين في القرية واندفعوا باتجاه القرية ويتم مهاجمه البيوت والأجران والحقول فقبضوا على ستون فردا من رجال وشباب القرية واحتجزوهم داخل الجامع تمهيدا لمحاكمتهم .
...
ما إن وصلت أخبار الحادث إلى ولاة الأمور في منوف والقاهرة والإسكندرية وعرفوا أن ضابطاً قد قتل، وأن هناك ضباطا قد جرحوا حتى قامت الدنيا وقرروا الانتقام
..
حسب قانون الأحكام العرفيه الذي طبقه الانجليز فى مصر عام 1895م لحماية عساكر الاحتلال البريطانى ، و بناء على قرار قدمه محمد شكرى باشا مدير المنوفيه ، شكلت محاكمه خاصه يوم الاحد 23 نوفمبر 1906 ، تكونت من :
بطرس باشا غالى بوصفه ناظر الحقانيه بالنيابه ، و فتحى بك زغلول رئيس المحكمه الاهليه -شقيق سعد زغلول .
و من لاانجليز:
هيتر المستشار القضائى بالنيابه و بوند نائب رئيس المحاكم
و الكولونيل لدلو القاضى العسكرى ممثل جيش الاحتلال البريطانى . ومثل سلطة الاتهام عن الانجليز ا ابراهيم بك الهلباوى.
صدر حكم مبالغ فيه ومتعسف وهو :
- إعدام اربعه من اهالى دنشواى هم :
حسن محفوظ .......... يوسف سليم...........السيد عيسى سالم
محمد درويش زهران ،
- الحكم على 12 فلاح بالاشغال الشاقه لمدد مختلفه و بجلد كل واحد فيهم خمسين جلده ، بتهمة قتل الظابط الانجليزى الذى مات من ضربة شمس.
..
نفذت الاحكام فى قرية دنشواى نفسها أمام الفلاحين و اهل الضحايا وشاهد الاطفال ابائهم يعدمون ويشنقون امام اعينهم .
و كتب جورنال المقطم المقرب من الانجليز :
إن المشانق ارسلت الي دنشواى قبل صدور الحكم .
............
استقبل المصريين خبر المحاكمه و العقوبات الظالمه بكثير من الاسي والحزن وعم مصر التوتر و ندد مصطفى كامل بالمدبحه الاستعماريه و سافر انجلترا طاف فى عواصم اوروبا لعرض قضية استقلال مصر و نشر فى الجرائد الفرنسية وكتب الكثير من المقالات التى تندد بإحتلال الانجليىز . وبمذبحة دنشواى
واضطرت الحكومه البريطانيه بعد ذلك الي عزل مندوبها السامى فى مصر اللورد كرومر
رحم الله شهداء مصر الذين ضحوا بارواحهم لنصرة هذا الوطن
أميمه حسين