لدى اطلاعي على بحث بعنوان: "دراسات ومختارات من الشعر السومري":
في الألف الثالث ق.م
د.فايز مقدسي
وجدت ان هناك مالم يمت ابدا ووصلنا تاريخيا دون ان نعلم أصوله.
ربما ما يهمنا من تلك الدراسة النفحة الأدبية فيها, والجذور اللغوية منها, وغير ذلك يبقى رهين عصره كما نعلم.
ما سنقدمه هنا ليس مختصرا تماما بقدر تلمس البصمات التي اكملت طريقها إلينا ومن ثم الفكر الإنساني الذي مازال عصب النص الأدبي.
لذا فضلنا حتى لانظلم القارئ ونرضي فضوله تصوير بعضا من صفحات الدراسة هامة:
لكن بداية ما هو الأدب السومري؟
لن ننسى ما وصلنا منها :فقد دونت ملحمة كَلكَامش العظيمة على أثني عشر لوحاً من الطين باللغة السومرية.
ورُتبت على هيئة سلسلة متتابعة ، وذُيلَ كل لوح من ألواحها بعنوان السلسلة العام مع رقم تسلسله ، وبداية السطر الذي يبدأ به اللوح التالي . وعلى هذا المنوال "كانت كل مجموعة من سلاسل النصوص الأدبية تحفظ في أوعية من الجرار أو الخشب أو السلال وتوضع على رفوف ، ويعلق في كل مجموعة عنوان السلسلة الذي يُسجل في بطاقة أو لوح صغير من الطين" (طه باقر، 2003 ، ص19) . ونتج عن هذا الأسلوب في حفظ النصوص الأدبية عند السومريين ، نظام الفهرسة والسجلات ، وأقدم نظام المكتبات المعبدية ، وأشهرها مكتبة مدينة (نُفَر) السومرية . وقد أسماها السومريون (بيت الألواح) .
ويتميز الأدب السومري وبالأخص (الشعر) بوجود الإيقاع الخاص أي الوزن أو العروض ،و إتباع نظام خاص في تأليف الكلام الموزون من حيث تقسيمهُ إلى وحدات صغيرة ، وضم هذه الوحدات في مجموعات أكبر منها ، كالبيت والبيتين والأربعة أبيات والقصيدة . وكذلك في انتقاء مفردات لغوية خاصة (بلاغية) ، وهي الألفاظ الشعرية من حيث الجرس اللفظي والمعنى بالنسبة لمقاييس اللغة التي ينظم فيها الشعر . "أما القافية ، فلم تكن مستخدمة في الأشعار السومرية ، فقد كان الشعر موزوناً إلا أنه غير مُقفى" (طه باقر ، 2003 ، ص32) .
إن الفكر التأملي عند السومريين ، لن يقنع بأفكارنا . فإذا بحث عن السبب ، فإنه يبحث عن الـ (مَن) لا عن الـ (كيف) ، وما دام عالم الظواهر هو (أنتَ) مجابهاً للإنسان كما أسلفنا ، فإن السومري لن يفكر في وجود (تقنية) لا شخصية تنظم حياة الطبيعة ، إنه يبحث عن إرادة ذات غرض خاص تأتي فعلاً معيناً . فإذا لم ترتفع مياه الأنهر ، فلابد إنها رفضت فكرة الارتفاع ، وبالتالي يُصار إلى تحليل ذلك بفكرة غضب (الإله) . والحكمة هو أن النهر أو الإله ، يُريد أن يُفهم الناس شيئاً ، ولابد لهم من عمل مناسب يقومون بهِ . أما النتيجة فتكون اللجوء إلى القربان لفك الاشتباك .[1]
نموذج منقول[2]:
ه مجموعة من ابيات قصيدة سومرية جاءت على لسان عشتار, فيها التماعات ادبية رائعة توحي بمشاعر الحب واللقاء المثيرين, مع مسحة من براءة حب اصطنعتها عشتار اللعوب الداهية كما وصفها ديموزي.
بينما كنت بالأمس , انا ملكة السماء, ازهو وأتألق
حين كنت اتلألأ وأمرح وحدي
حين كنت اغني مع شروق نور الشفق
التقى بيدي (اوشم ـ كال ــ انا) (وهو احد القاب تموز) وعانقني
وحاولت انانا ان تفلت منه اذ خاطبته
ما هذا ايها الثور الوحشي .
علي ان اعود الى البيت فخل سبيلي ما ذا عسى ان اقول لأمي.
بأي عذر سأتذرع الى امي ننكال..
فأ جابها تموز
يا انانا يا ادهى النساء سأعلمك ما تقولين .
قولي لها :
اصطحبني احدى صويحباتي الى ميدان المدينة العام .
فلهونا بالالحان والرقص , وغنت لي اغنية عذبة .
ففاتني الوقت وأنا في غمرة فرحي وحبوري.
***********
لاحقا صور من الكتاب الذي يقول فيه الباحث: د.فايز مقدسي
الجذر السومري القديم هو جذر ثابت لا يتغير ليس له حالات إعرابية إلا فيما ندر فإذا أخذنا فعل (دوDu) كمثال فهو حسب الجملة يمكن أن يكون جذرا وفاعلا ومفعولا به. مثال:
Mu/du مو -دو تعني فعل او صنع او سيد او بنى.
إذن نجد في نصوصهم عدم وجود تنوع زمني واضح,ومايجب معرفته ان ألفاظا سومرية كثيرة دخلت الفصحة عندنا كذلك الوزن الشعري,والمحسنات البديعية ,حتى كلمة شعر جذرها سومري:
فبالبابلية :شعرو,وكي-روجو سومرية وتلفظ الجيم مصرية ويذكر البحر السومري بالسروجي وهي لغة آرامية نسبت للشاعر السوري الشهير "يعقوب السرجي"
أما كلمة شعرو وشورو البابلية فهي نفسها التي دخلت إلى العربيةفي صورة شعر وهذا النمط الشعري كان يطلق على كل أنماط الاناشيد المكتوبة صالحة للغناء والإنشاد ونلاحظ هذا في القصائد الاوغاريتية والكنعانية,فضلا عن ظاهرة التكرار فيها.
وهوس الملاحم الشعرية,وقد لاحظ الخبراء اختلاف نوع اللغة ومفرداتها بين شعر وأدب وقوانين وامور ادارية وعقود تجارية فهي اقرب للكلام اليومي.
**************
[1] المصدر: http://www.babil-nl.org/ga01x001.htm
[2] http://alnoor.se/article.asp?id=93433