ليلى

**

شعر
صبري الصبري
***

غـازلــت (لـيـلـي) بالقـصـيـد فأقـبـلـت
نـــحـــوي بـــدمـــع واكــــــف الأحــــــزانِ

وتــوســدت شِــعــري بــــرأس مـتــعــب
مــمــا بــهــا مــــن لــوعــة الأشــجـــانِ

فمسـحـت شَـعــرا أســـودا مسـتـرسـلا
بــنــعــومـــة بــالــطــيـــب والـــريـــحــــانِ

عـنـهـا أخــفــف مــــا بــهــا بـقـصـيـدة
أخـــــرى تــكـــون خـــريـــدة الـــديـــوانِ

وأجـــــول فـيــهــا بـالـمـعـانــي زُيـــنـــت
فــــــي حــبــهـــا بـالــتــبــر والــمــرجـــان

وأمـتــع الـقـلـب الـشـغــوف بعـشـقـهـا
فالـعـشـق (لـيـلــى) مـنـيــة الــوجــدانِ

أنـا يـا حبيـبـة خافـقـي فــي مهجـتـي
صــــــدق الـــغـــرام لـــربِّــــة الـتــيــجــانِ

حـقــا أحـبــك مـــذ نـشــأت وخـطـوتـي
دبــــــت هــــــواك بـقــلــبــي الــولــهـــانِ

وأقـــول (لـيـلـى) كـــل شـــيء هـاهـنـا
وهــنـــاك تــحــيــا داخــــــل الــشــريــانِ

(ليـلـى) الجميـلـة أينـعـت روضـاتـهـا
بـــربــــوع حـــســــن وارف الـبــســتــانِ

وبــهــا الـنــضــار قـــــلادة مـصـفـوفــة
فـــــــي جــيــدهـــا بــتـــألـــق لــحـــســـانِ

مـن فـرط حـسـن لا يضـاهـى نـورهـا
يـنـســاب بـالأمـجــاد فـــــي الأزمـــــانِ

ومــنــارهـــا يــعــلـــو بـــإجــــلال زهــــــــا
بــالــعــز يــمــخـــر أنـــهــــر الأكـــــــوانِ

(ليـلـى) الجمـيـلـة بالـفـخـار سجِـلُّـهـا
تــاريــخــهـــا بــمــفــاخـــر الإنــــســـــانِ

كـــانــــت ولازالـــــــت رقـائــقــهــا لـــنــــا
تــشــدو الـمـســرة أعــــذب الألــحـــانِ

مــــاذا جــــرى لـلـزهــر حــــوَّل عـبـقــه
عـنـهــا بــــدرب مــجــدب ظــمـــآنِ ؟!

والـروض أضحـى بالشحـوب ممـزقـا
مـــــا بـــيـــن أشـــجـــار بــــــلا أفـــنـــانِ

ومـــــــروج تـــاريــــخ عــتــيـــد قــــابــــع
بــــتــــخــــوم آلام بــــــكـــــــل مــــــكـــــــانِ

أيـقـنــت أن الــحــب أزهـــــر عـنــدهــا
شــوقـــا تــرعـــرع يــانـــع الأغــصـــانِ

ولـهــا الـفــؤاد إذا بــــدا حــــزن بــهــا
يــــزداد خــوفــا مــــن ردى الـطـوفــانِ

(ليلى) الصبورة أسرفت في صبرها
أضـحــت ك(أيـــوبٍ) بـطـيـب جَــنَــانِ

تــحــيــا بـــأوجـــاع شـــــــداد أمــعــنـــت
فــيـــهـــا بــــوخــــز مــــؤلــــم وطــــعــــانِ

أفـديــك (لـيـلـى) بالنـفـيـس وخـافـقـي
وأعــيــش أهــتـــف دائــمـــا بـلـسـانــي

أنـت التـي فـي المشرقـيـن صبابـتـي
أنـــت الـتــي فـــي المغـربـيـن كـيـانــي

أنــــت الــــودودة والـحـنـونـة مـوئــلــي
أنـــــت الـمـنـيــرة روضــتـــي وأمــانـــي

مــــاذا يــريـــد الـكـاشـحــون وخـيــرهــا
لـلـكـل يـغـمـر .. قــــدرة الإمــكــانِ ؟!

وبــهــا ابـتـهــالات بـأسـحــار حـــــوت
شــــكــــوى لــــــــرب راحــــــــم رحــــمــــنِ

يـا ويـح مـن سـاء المسـاوئ نحوهـا
يـمــضــي بــغـــدر الــمــاكــر الـــخـــوَّانِ

ويــحــرق الــوجــه الـمـنـيــر بــقـــاذف
مـــن سـعــر حـقــد خــاســئ الـنـيــرانِ

ويــدمـــر اسـتــقــرار (لـيــلــى) كــلــمــا
طـــابـــت تـــعـــود لـسـقـمـهــا بـــهـــوانِ

نامـت علـى شعـري بمحـض دلالهـا
وتــــدثــــرت بــقــصــائــدي وحــنـــانـــي

وتــزمّــلـــت بـجــوانــحــي وخـــواطــــري
تــهـــدي إلـيــهــا سـلـسـبـيـل مــعــانــي

فــهــي الـنـقـيـة بـالـهـواجــر أُظــمـــأت
عــمــدا وفـيـهــا مـنـتـهــى الـفـيـضــانِ

وهــــــي الـبـهــيــة أفـــزعـــت بــتــنـــازع
بــتــقــاطـــع الأطــــيـــــاف والألــــــــــوانِ

وهـــــــي الـــتــــي بـثــرائــهــا وتــراثــهـــا
أضــحــت بـقــفــر مـطــبــق الأركـــــانِ

فـالــكــل يـــجـــذب شــعــرهــا لــمــســاره
ويــشـــد ذيـــــل الـــثـــوب والـفـســتــانِ

يــرمــي الـحـجــاب مـمــرغــا بـتـرابـهــا
وجـــهـــا لـــهـــا بــالــوحــل والـبــهــتــانِ

لا لـن تراعـي واسلـمـي يــا (ليلـتـي)
هــــيــــا لـــنـــيـــل دائـــــــــم الـــجـــريـــانِ

هــيـــا لـتـغـتـسـل الـمــلامــح بـالــنــدى
هـــيـــا لــــــري الــخــافـــق الـعــطــشــانِ

كــونــي بـخـيــر واذكــــري أنــــي هــنــا
بـحــنــان قــلـــب الـعــاشــق اللهفـــــانِ

ســأقــص عـشـقــي لــلأنــام قـصـيــدة
أروي الــــــغــــــرام بــــكــــامــــل الأوزانِ

وأبـــــث (لـيــلــي) لـلـطـهــارة مـسـكـنــا
رحـــبـــا بـــوجــــه جـمــالــهــا الــفــتـــانِ

لا تـحـزنــي (لـيـلــى) فـتـلــك مـفـاتــن
حــــلــــت بــــنــــا بــفـــجـــاءة لــــزمـــــانِ

سـيــعــود أمــنـــك بالـمـشـيـئـة بــاهـــرا
وتـمــعــنــي فـــــــي مــحــكـــم الــــقــــرآنِ

صــلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلـــــه
طه الرسـول المصطفـى العدنانـي !