أم العيال......
نظراتهما ليست هي النظرات....وكلامهما لم يعد هو هو...
- تغيرت ياأبو خالد....تغيرت كثير....
دمعت عيناها الحلوتين بدموع أبلغ من الكلام....غصت في حلقها كلمات خنقتها ...
هي لاتريد البوح...لم يعد للكلام معنى الآن....(أين سأضعك ياابو خالد...لم يعد الفؤاد قادرا على الاحتواء...لست أم خالد التي تبحث عنها ..إنها بقاياها....لم اعد أحس بجروح الزمان انتهى أمري ياابو خالد...ماذا سأعطيك وماذا ستعطينني؟...تعطل الزمان عندي ...وتعديته أنت بجوادك الساخر....كنت أستجدي العواطف ...لكن الآن لا ...لا أريدها...لم أعد بحاجة إليها...أبدا أنت الذي تحتاجها...فهل ياترى أستطيعها؟.
--قلبي يستطيع أن يحتوي الجميع ياأم خالد....
- لكنه لم يحتويني ....
حتى تلك الكلمة أحست بأنها كبيرة عليه لايستحقها ....لايستحقها أبو العيال هذا....
وجهه المتعب يدل على أن محطة العمر توقفت عندها وآن للطائر الرحالة أن يعود
--رحت مني لحم ياابو خالد ورجعت لي عظم...العيال كبرت ولفتني بشبابها وما عاد أحتاج غير لوجهه الكريم....شو جاي تعمل عندي ياأبو خالد؟
الحب الخالد للخالد ياابو خالد....
-تعرق الجبين المغضن...وشعر أن شيئا لن يعود...حتى لو عاد بجسده المنهك الجريح...
-لقد جرحتك كفاية..سامحيني أرجوك...
- بعد 27 سنة ياأبو العيال. أسامحك...منيح إلي ا ذكرتني .....أهلا بيك وين ماجيت...قلبي مايقدر على القسى
تغير لونه ولم يعد يعرف ماذا يقول لكنه يعرف تماما أن ليس له بيت سوى هذا الذي احتواه قديما.لكن اين ركنه الحبيب؟.
-سرقك مني هذا الحاسب لم اعد استطيع أن أرى خياله ماهذه الآلة العجيبة...لا اريد أن أعرف ماذا صنعت بغيابك كل هذه السنون...
أما زلت تصرف عليها الساعات والأيام؟
--قلبك الكبير سوف يحتويني ياأم العيال أنا واثق..
.كانت دموعه عرض خده ..لكنها لم تذرف ولادمعة.....مامعنى هذا؟
نظرت الى أغراضة الملقاة مثل النفايات....وحاولت فضها برفق المكسور الجناح...
فرأت ها الجهاز الحديدي التي كرهته عمرها.....
وبحركة لاشعورية ...وقعت من يدها شاشته البراقة.....
أمسكها برفق وحنان عانقها ...قبلها .....
نظرت إليه نظرت المنتصر وانتفضت ورفعت وجهها الجميل قائلة
: لا لم تعد إلينا ياابو العيال.....
ودخلت المطبخ وهي تبكي.....
ام فراس