المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جابر
الدكتور ضياء الدين , قصيدة رائعة , جمعت بين العلم والأدب , وبارك الله بك , قد يظن العروضيون أن استعمال ( الوقص ) في الكامل هو عيب إيقاعي , ولكن لا بأس بهذا العيب لأن له مبرر موسيقي جائز , كما أجازه الخليل بن أحمد الفراهيدي , لك ألف شكر وتحية , وإلى الأمام ,
لم أقرأ في العروض أن الوقص في الكامل عيب بل هو من الجوازات ، وخاصة هنا كان النظم الأصلي للقصيدة على الرجز ، وما اعتبر من الكامل إلا لورود بعض التفعيلات على وزن متفاعلن، وأكثرها مستفعلن ولذلك لم يظهر أي نشاز في الإيقاع.
هناك كلمتين في كا القصيدة جاءت على وزن متفاعلن هي :
وَجــيبُهُ في سرعة متلاحقٌ ...كأنه يعدو هروباً يعبث
والجلد مزرق كخنق ماحق... والوجه منتبج وكف تشرث
ويمكن قراءة متلاحق بتسكين التاء : متْلاحق ، فتصبح مستفعلن
واستبدال منتبج بكلمة مخنوق ، فتصبح القصيدة كلها على الرجز.
ومن ثم نحن في سياق شعر طبي لا يعد للنشيد والغناء ، فيسمح فيه بالجوازات كافة حتى التي توصف بأنها قبيحة (في كتب العروض).
شكراً لمرورك الكريم أخي خالد وبارك الله بك
أليك القصيدة ذاتها على بحر الرجز بعد استبدال الكلمتين المذكورتين:
قلب كبير يملأ الصدر الذي .... آواه طيباً فارتمى يستلهث
كأنه يرقى الجبال صعودها ... في سرعة للهم كيداً يورث
نفث غريب مرعب من صدره ... كطعنة المغدور ثغراً ينفث
وَجــيبُهُ في سرعة كبيرة ...كأنه يعدو هروباً يعبث
أقدامه عظيمة كربوة... تغور فيها إصبع ما يلـــبــث
والجلد مزرق كخنق ماحق... والوجه مخنوق وكف تشرث
لا يرضيَنْ بنومه وسادةً ...وقد ينام جالساً ويلهــث
والنوم لا يزوره من جهده ... كحارس يذود داء يكرث
يخشى من الموت الذي يأتي له ... خواطرٌ تواردت لا تمكث
لكل داء نعمة دواؤها ... إن بانت الأسباب أرضاً يحرث
فالصيدة تعتبر كلها على الكامل فقط لأن فيها كلمة واحدة على الكامل ،
وبتعديلها تصبح القصيدة كلها على الرجز