منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    دماء الشّاميّين

    دماءُ الشّاميّين



    عَصَمَها السّلف وأتلفها الخلف !



    أشَامَ العِزّةِ ســــــامحينا ...فســــــــهمٌ قد رماكِ ، به رُمينا


    ويا أختاه يا أمّ العَذارى ...غدا الإســـــلامُ في الدنيا حزينـا


    جراحُ المسلمين بكلّ أرضٍ ... وهذا عرضُهم أمسى مَهينا


    فجرحٌ نازفٌ في القدس يبكي....لقينا من أســــــاهُ ما لقينا


    وجرحٌ في دمشــــــقَ عميق .. له أنّـت حنايانا أنينــــــــــا


    وأنّاتُ العذارى فيكِ نارٌ ..تأجّجُ في قلوب المُســـــــــــلمينا


    فكم نادَيْنَ معتصماً ولكن ...لقد نادَيْنَ معتصماً سَــــــــجينا


    فهل ننســاهُمُ ونظلّ نَحيى ..وهم إخواننا وبنو أبينـــــــــــا


    وللإسلـــــام نسبتنا جميعا ..فتبّاً ثمّ تبّاً إن نَســــــــــــــــينا




    فكم نادَيْنَ معتصماً ولكن ...لقد نادَيْنَ معتصماً سَـــــجينا



    أجل فلله درّك أيّها الناظم لتلك الأبيات : فشامُ العزّة لا تحتاج إلى قِمم إن لم يخيّم على تلك القمم وخزاتُ الضمائر والذمم !! وليست بحاجة إلى طرودِ معونات ولقم ، ولا إلى لجانِ مراقبةٍ تحصي ما يُمطرون به من قذائفَ وحِمَم ، وليست بحاجة إلى خطابات تستدرّ العواطف ! إنما هي بحاجة إلى رجالاتِ مواقف ! بحاجة إلى حرّ أبيّ يرفع عنها سيفَ النّقم ، هذا السيف المُسْلط على رقابٍ أبيّةٍ ما نقموا منها إلا أنها تصبو إلى ميلاد جديد ... ميلاد تعود الشام فيه شامة ، تنفي عن الأمّة الوصبَ والسّآمة ، وتتوجها تاج العزّة والكرامة .. ميلاد يعيد للأذهان تلك الصفحات المشرقة المسطّرة في ثنايا صفحات التاريخ بحروف من نور ، حين كانت الشام منطلقاً للجحافل التي أزالت عن الأمّة الظلمة والديجور ، ظلمة الباطل وديجور الطامعين المغتصبين .. فترنّم بذا المترنّمون فقالوا :
    ففي حطّين والهنديّ عارٍ ...... كسونا بطرســـاً ممّا كســـــــــــانا
    وألقت نفسها في البحر ذعراً ....وعـولهموا خِماصـــاً لا بِطـانــــا
    وما هجَرتْ جنان الشام حتى ....تدحرجت الرؤوسُ على صفــانــا
    فقد كانت الشام قاعدة نور الدين للذود عن حياض المسلمين، وصيانة حرماتهم وأعراضهم وحقن دمائهم ، بمنازلة الصليبيين الطامعين ، فعاش المسلم وغير المسلم في شام نور الدّين معصومَ الدّم ، موفورَ الكرامة ....
    والشام منطلق صلاح الدين لتوحيد المسلمين كي ييمّم الكلّ وجه التحرير والنفير شطر المسجد الأقصى ، فكان أن تحرّرت الشام والقدس في عهده من بربرية الرومان المغتصبين !وغدت الشامُ قِبلة المستضعفين الخائفين ؛ تؤمّنهم من فزع ، وتُقرّ أعينهم من جزع ، فصار لسان حال أهلها ومقاله :

    باقٍ بقاءَ الحَبِّ في السّنابل .... في مَعقلٍ من أحصن المعاقلِ

    وعليه : كان الأوْلى والأحرى بمن أوتي مُلكا على الشام وأهله أن يكون من الوارثين ! الوارثين لنهج نور الدين وصلاح الدين ، وليس لأيّ نهج سواهما ، فلا يقبل عن هذين النهجين عوضاً ولو كان نهجَ آباءٍ غابرين ! بل ينحاز إلى ذاك الموروث التليد ، لا أن يقتفي آثار كلّ جبّار عنيد ....ذلك أن ذاكرة الشاميّين بخاصة وذاكرة أمّة الإسلام بعامّة ، لا تزال عامرة معطّرة مضيئة نيّرة بالسيرة الخيّرة لهذين القائدين البطلين ! اللذين أخرجا حظّ أنفسهما من أنفسهم ، فكان عزّ الإسلام وديار الإسلام وكرامة أهل فلسطين والشام هي ما يشغل بالهم ، من أجله يجاهدون ، ولجهودهم يستنفرون ، ولطاقات الأمّة يحشدون ، فكانوا بإخلاصهم وتفانيهم كلّما نزلوا بساح قوم من الآثمين المعتدين ساء صباحُهم ، وتفرّق جمعُهم ، ودارت دائرة السّوء عليهم ، حتى غدا شعارُ تلك المرحلة التاريخية ما انطوت عليه الآية القرآنية من قوله تعالى :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ سبأ: ٤٩
    وإذا كان ذلك كذلك : فقد جرت في الشام سُنّة تاريخيّة مشهودة ، مفادها أن الشام مُنطلق لرفع الضّيم عن المستضعفين المقهورين المظلومين ، فإذا أتى على الشاميّين حينٌ من الدهر بات فيه الضيمُ يخيّم عليهم فهذا يعني أن مَنْ وُسّدَ إليه الأمرُ قد عكس هذه السنّة التاريخية ، وفي هذا السياق كشف لنا الزمانُ الستارَ عن سنّة ربانيّة جارية ألا وهي أنّه : (مَنْ عكسَ تعـِسَ وانتكس) أي : حلّت به تعاسة وشقوة ، ولحقت به انتكاسة ، فصارت عاقبة أمره خُسرا ...
    في ضوء ذلك فناطِقُ التاريخ يُفصح لنا أنّ دماء الشاميّين عصمها السلف بجهادهم ، وأهدرها الخلف بقممهم وقمعهم !!

    وبعد : فعصمة دماء الشاميين ممرّ آمِن لعصمة دماء المسلمين ، لا سيّما المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، وأيّ ترخّص في دماء الشاميّين وأعراضهم وحرماتهم فضلا عن استباحتها هو في حاله ومآله ترخّص بدماء سائر المسلمين ....


    ولتعلمنّ نبأه بعد حين !

  2. #2
    لم تتعرض بلاد كما تعرضت له الشام ليس الآن فقط بل على مر العصور..بلاد ممتحنة وفيها من الخسرات البشرية والأرضية ماينوء عن حمله أعتى الرجال...
    شكرا لمشاعرك الصادقة أيها العربي الحر الكريم.
    شعور العجز يحرقنا..
    مصري مغترب
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  3. #3
    وإذا كان ذلك كذلك : فقد جرت في الشام سُنّة تاريخيّة مشهودة ، مفادها أن الشام مُنطلق لرفع الضّيم عن المستضعفين المقهورين المظلومين ، فإذا أتى على الشاميّين حينٌ من الدهر بات فيه الضيمُ يخيّم عليهم فهذا يعني أن مَنْ وُسّدَ إليه الأمرُ قد عكس هذه السنّة التاريخية ، وفي هذا السياق كشف لنا الزمانُ الستارَ عن سنّة ربانيّة جارية ألا وهي أنّه : (مَنْ عكسَ تعـِسَ وانتكس) أي : حلّت به تعاسة وشقوة ، ولحقت به انتكاسة ، فصارت عاقبة أمره خُسرا ...
    في ضوء ذلك فناطِقُ التاريخ يُفصح لنا أنّ دماء الشاميّين عصمها السلف بجهادهم ، وأهدرها الخلف بقممهم وقمعهم !!



    هذه شهادة حق من إنشان يعرف كيف يكتب..
    يرسل بريديا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-02-2013, 09:23 AM
  2. حصريا/لقاء الموقع مع الباحث/جمال جمال الدين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 10-22-2009, 05:14 PM
  3. بيع حلال!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-12-2009, 11:31 PM
  4. نرحب بالمهندس الاستاذ/جمال جمال الدين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-01-2009, 05:17 PM
  5. حمام الاعشاب
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان جمالك سيدتي.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-16-2006, 01:33 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •