مسؤول فلسطيني يكشف تفاصيل اخفاء المستوطنين:على قيد الحياة في النقب وما يحدث مسرحية محبوكة لعدة اهداف
تاريخ النشر : 2014-06-17
خ- خ+
رام الله - خاص دنيا الوطنأثارت تصريحات محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بما يخص اختفاء المستوطنين في مدينة الخليل جدلاً واسعاً حيث اعتبر ما يحدث هو "مسرحية" اخراجها ضعيف .
العالول اعتبر في تصريحات صادمة الرواية الاسرائيلية في اختفاء مستوطنيها الثلاثة فيها كم كبير من التناقض .
مصدر قيادي كبير أسرّ لدنيا الوطن تفاصيل زوّده بها مسؤول اسرائيلي رفض ذكر اسمه ورفض القيادي التصريح باسمه لحساسية الوضع حيث أكد :"كل ما يحدث هو عبارة عن فيلم اسرائيلي لاهداف متعددة تصب في مصلحة نتنياهو الشخصية" .
وأضاف المسؤول :"المستوطنون موجودون بمستوطنة قرب النقب وبعيدة عن الخليل وهم على قيد الحياة , فليبحث نتنياهو في المستوطنات" .
وأكد بحسب ما نقله له المسؤول الاسرائيلي :"اهم هدف للعملية المفبركة هي اثارة الارباك عند ابو مازن والاجهزة الامنية".
ونقل المسؤول عن صديقه الاسرائيلي :"القاء القبض على قادة حركتي حماس والجهاد وترحيل جزء منهم الى غزة وضرب البنية التحتية للحركتين في الضفة احدى الاسباب".
وأضاف :"شن حملة اعلامية في الخارج ليظهر المستوطنون وكانهم ضحايا وليسوا مستوطنين تحت شعار محاربة الارهاب والحملة موجهة الى اوروبا بشكل خاص بعد الفشل الكبير الذي تسببت به حملة المقاطعة في اوروبا وتعامل اوروبا مع الاستيطان بشكل ايجابي للفلسطينيين وسلبي للحكومة الاسرائيلية , كل ذلك اسباب يود تحقيقها نتنياهو في مسرحيته الفاشلة"
دنيا الوطن طرحت استفسارات , فبعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ خلية ارهابية قامت بخطف المستوطنين وتاييد وزير الخارجية الامريكي لنتنياهو والحملة الشعواء التي تنفذها اسرائيل في الضفة وقد تمتد الى غزة لن تخرج في النهاية لتقول ان الخطف كان جنائياً أو أن العملية عبارة عن مسرحية , أكد المسؤول :"صحيح وبالطبع لن تخرج اسرائيل او توضح لاي شخص بانها هي من خططت لذلك , بل ستقوم باستئجار مجموعة من الاشخاص ليعلنوا مسؤوليتهم عن عملية الخطف وربما تقدم تنازلات لهم ايضاً وتفرج عن بعض الاسرى , وفي النهاية تكون قد حققت مبتغاها" .
وأشار المسؤول ذاته في رده :"اليهود وقبل انشاء دولتهم قتلوا انفسهم وخططوا لتفجيرات كبيرة ليجبروا اليهود على الهجرة الى اسرائيل ونجحوا بذلك , لذا الامر ليس غريب عليهم "بحسب المسؤول نفسه .
ويشير المسؤول الفلسطيني أنّ على القيادة الفلسطينية التنبه للأمر والعمل على افشال المخطط الاسرائيلي حيث يؤكد المسؤول ان صديقه الاسرائيلي اكد ان العملية الحالية عبارة عن "ضربة استباقية - pre-emptive" بحسب النص الذي سلمه اياه الصديق الاسرائيلي . ويؤكد المسؤول الكبير على ضرورة اتخاذ القيادة الفلسطينية وضعية "الهجوم" بدلاً من استمرار الوضع الحالي بالدفاع بل بتدعيم الرؤية الاسرائيلية المفبركة .
المسؤول الفلسطيني يؤكد أن اهالي المستوطنين الثلاثة قد لا يكونوا على علم بما يحصل وقد يكون المستوطنون المختفون انفسهم لا يعلمون الأمر وتم ترتيب امر اخفاؤهم لتبدو كعملية خطف تم بمعرفة دائرة ضيقة في المستوى الامني الاسرائيلي وسيتم اكمال -الفيلم- الى النهاية حتى لا تضرب اسرائيل مصداقيتها امام دول العالم ولا امام الراي العام الداخلي .
كان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول قال في تصريحات على الفيسبوك :" كل ما يجري مسرحية لم يحسن إخراجها .. .. وانه لا يوجد مختطفين اساساً ، وان الهدف هو التهرب من الالتزامات ومن الموقف الدولي والخروج من العزلة التي يعيشها الاحتلال وإفشال المصالحة وتبرير الانتهاكات الاحتلاليه ؟؟
محلل سياسي : لا يوجد خطف
في تصريحات سابقة قلل الكاتب والمحلل السياسي في مدينة الخليل الاستاذ سعيد مضية من احتمالات الخطف مشيرا الى ان كل المؤشرات اكدت ان الجنود ركبوا السيارة بإرادتهم دون اجبار او تهديد السلاح.
واشار الى ان الاختطاف في حد ذاته يحمل عدة تساؤلات حول الالية التي تمت بها عملية الاختطاف والتباطيء الاسرائيلي في التعامل مع الحدث .
ونوه الى ان المنطقة التي كما تدعي اسرائيل اختطفوا منها هي منطقة "كفر عتسيون" التي تعتبر المجمع الرئيسي للأجهزة الامنية الاسرائيلية في منطقة الخليل.
الضفة لا تسمح بالخطف
وحول الطبيعة الجغرافية والتقسيمة العامة لمناطق الضفة الغربية اكد الكاتب والباحث السياسي الاستاذ سعيد مضية لدنيا الوطن ان الطبيعة الجغرافية للضفة الغربية لا تسمح بالخطف ولا لجر المنطقة الى أي عمل عسكري من شأنه ان يؤدي الى دمار الضفة الغربية ومحاصرتها كما فعلت اسرائيل مع قطاع غزة في العام 2006 والذي لازال يعاني من آثارها قطاع غزة حتى اليوم .
وشدد على ان الفصائل الفلسطينية تعي تماما في الضفة الغربية حجم الكارثة التي من شأنها ان تقود الضفة الغربية مزيدا من الدمار لذلك الفصائل الفلسطينية اتفقت منذ سنوات على عدم نقل التطور في آلية المقاومة الفلسطينية وصنع الصواريخ الى الضفة الغربية كمان ان عملية الخطف كانت الاسهل من ان تحدث في قطاع غزة قبل سنوات ولكن الطبيعة الجغرافية وتقسيمة "الكانتونات" لا تسمح بأي عملية من هذا القبيل.
حصار للسلطة
واعتبر الكاتب مضية ان اسرائيل تسعى لمواجهة اتفاق المصالحة الفلسطينية عبر قضية كبيرة من شأنها ان تمنح اسرائيل مزيدا من العقوبات على السلطة الفلسطينية دون السماح للغير بالتدخل لمنعها.
يشار الى ان اسرائيل ادعت يوم الجمعة الماضي بأن ثلاثة من جنودها اختطفوا في منطقة كفر عتسيون شمال مدينة الخليل على ايدي مقاومين فلسطينيين.
الناطق باسم فتح اسامة القواسمي كتب مقالاً في نفس السياق والتشكيك بحادثة اختفاء المستوطنين جاء فيه /
كان الاجتياح الاسرائيلي الاكبر للجنوب اللبناني وصولا للعاصمة بيروت بهدف القضاء على فتح والثورة الفلسطينية وياسر عرفات قبيل مونديال كأس العام من العام 82 ، لم يكن التوقيت صدفة، ولم تكن الذريعة باطلاق النار على سفير اسرائيل في لندن ايضا صدفة، ولم يعرف من اطلق النار عليه الى هذه اللحظة، بالرغم من تبني مجموعة ما للعمليه.
لدى اسرائيل مخططات جاهزة، وهي بحاجة دائما لذريعة لتنفيذ مخططاتها، ولم يكن في يوم من الايام العمل العسكري الاسرائيلي لاهداف عسكرية، بل لتحقيق مارب سياسية....لا اعتقد ان احدا يخالفني الراي، وهنا يطرح السؤال عن التوقيت والمغزى مما يجري الان.
ولو ابتعدنا قليلا عن العاطفة، وتحدثنا بتجرد كامل (مع معرفتي العميقة بالظلم والقهر والاحتلال والاستيطان ومعاناة أسرانا.............الخ)، وسألنا سؤالا او اكثر: اوليس المربع الامني يريح اسرائيل سياسيا ولوجستيا؟ اولم نعتقد جميعا ان اسرائيل في الاونة الاخيرة في عزلة سياسية دوليه لم يسبق لها مثيل وهي تبحث عن مبرر للانقضاض على ذلك الوضع؟اوليس توقيت اختفاء المستوطنين مريب ومشابه لذات التوقيت للعام 82 وغيره؟ اوليس تاخر الشرطة الاسرائيلية خمسة ساعات لتبلغ جيش الاحتلال الاسرائيلي عن المكالمة التي يخبرهم من خلالها احد المخطوفين انهم تعرضوا للاختطاف مريب وغريب ومستهجن عند دولة تضه الامن اولوية قصوى؟ ولماذا هذا الحدث مباشرة بعد انهاء الانقسام؟ ولماذا الان؟
بغض النظر هل المستوطنون اختفوا بمحض ارادتهم او قصرا بفعل فاعل لم يعرف من هو الى هذه اللحظة، فانني وعندما اخوض في عمق الحالة والتحليل المنطقي استطيع ان اقول بوضوح: ابحث دائما عن المستفيد تدرك اين الحقيقة، واعلم ان اسرائيل ومن واقع التجربة والحقيقة لا تأبه بحياة اشخاص من أجل تحقيق هدف سياسي، وهي تستغل هذه الحادثة المفتعلة او الحقيقية(لا فرق بالنسبة للنتائج) لتحقيق اهداف استراتيجية قد نستطيع معرفة بعض امورها البديهية، ولكن بالنسبة لهم هناك برنامج ما وراء الحدث......اقول من باب تحليلي الشخصي ان احد الاهداف الاسرائيلية التي تم وضعها لاستغلال الحادثة يكمن في:
أولا: ان اسرائيل تعودت طيلة تاريخها منذ نشأتها وقبل ذلك عندما كانوا مشتتين في العالم ان يظهروا انفسهم وشعبهم انهم ضحية، استطاع الرئيس محمود عباس بتغيير هذه الصورة في العالم، واثبت للقاصي والداني اننا نحن الفلسطينيون الضحية، وهم الظالمون المعتدون القتلة المنكرون للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني، وبالطبع مع وجود هدوء امني لا تستطيع اسرائيل قلب تلك الموازين، وتأتي هذه العملية لتحاول اسرائيل جاهدة بكل الوسائل استعطاف العالم باسره، ان الشعب الاسرائيلي ضحية ارهب منظم، وانهم المظلومين وان قضية الامن اولا صحيحية مائة بالمائة.
اما ثانيا: اعتبرت اسرائيل ان صيف 2007 وما شهده من انقلاب وتبعه انقسام لشطري الوطن هو الانجاز الاكبر بعد هزيمة 48 و67 ، لان ذلك مصلحة اسرئايلية استراتيجية عليا لتصفية الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، ولما صار ما صار منذ اسابيع وانشأت حكومة الوفقا الوطني وبدأ عداد الانقسان بالتراجع، وعلمت اسرائيل ان الرئيس محمود عباس ذكي وخطير وقادر على سحب الخيارات من تحت اقدامهم، شعرت بالخطر وان الامور لا تسير وفقا لعقارب الساعة الاسرائيلية.
ثالثا:عندما كان اسحق رابين في الحكم وامتلك القرار السياسي بشعبية اسرائيلية تجاوزت ال 75% للدفع باتجاه الحل السياسي المقبول، قرروا قتله، وقرروا ان يخسر بيريس الانتخابات امام نتانياهو في العام 1997، وعندما فشلوا في انتزاع تنازلات من ياسر عرفات في العام 2000 قرروا اغتياله بالسم بعد فشلهم اغتياله سياسيا، والان لم يستطيعوا اغتيال ابو مازن سياسيا بالرغم من كل ما فعل ابتداء من معركته السياسية والديبلوماسية وانتزاعه لعضوية فلسطين في الامم المتحدة وانضمام فلسطين للمنظمات الدولية، وتعرية سياسة الاحتلال امام المجتمع الدولي، وبالرغم من كل محاولات الديبلومسية الاسرائيلية وقادة اسرائيل لتشويه صورة الرئيس محمود عباس في العالم، فتارة يتهمونه بالارهاب السياسي والديبلوماسي، وتارة يدعم الارهاب من خلال دعمه لعائلات الاسرى والشهداء، وتارة انه دموي ارهابي ببدلة وغرفطه، وتارة انه اخطر من ياسر عرفات، وبقي الرئيس محافظا على توازنه ومخططه رغم الامواج العاتية والتهديدات الهائلة....تذكروا ولا تنسوا......اختنقت حكومة نتانياهو...لا أحد يريد ان يتعامل معها، حتى حليفتهم الولايات المتحده حملتهم المسؤولية، ادانة عالمية دولية للاستيطان، مقاطعة الكنائس في امريما للاستيطان والشركات العاملة فيها، اوروبا تفعل قرارها بمقاطعة الاستيطان ومن يتعامل مع شركات عاملة هناك او ذات صله، دعم وقبول منقطع النظير للرئيس وسياسته ولشعبه، والمهم ان ذلك يحصل وما زال لرئيس البيت الابيض ثلاث سنوات في الحكم، اي ان اسرائيل اما ان تجاوب على اسألة العالم المتعلق بالسلام او تهرب منه بتبديل الاولويات، فلم يستطيعوا قتل الرئيس ابو مازن، ولم يستطيعوا القضاء عليه سياسيا او ديبلومسيا بل خسروا المعركة بامتياز، ولم يستطيعوا ان يتحججوا بالامن...ذريعتهم القديمة الحاضرة.....فما العمل؟.
لو كنت بمكان نتانياهو لاستجلبت صاروخا على حضانة اطفال ليقتل عددا منهم ، لامتلك الذريعة بعدوان جديد على غزة، او لاسجلبت عملا تفجيريا وسط تل ابيب لاعيد للعالم واثبت ان الارهاب الفلسطيني هو المشكلة وان الامن اولا، ولكن لم يخطر ببالي ان هناك تخطيط اكبر وادهى، او يبدوا انني نسيت او تناسيت للحظة اننا نعارك اسرائيل.
بناء على كل ما سردت من احداث وتصورات وتحليل اطلب منك ايها القارئ ان تقرا دائما ما بين السطور، ومن المستفيد من اي عمل......وليس كل ما يلمع ذهبا.
نفي كل تلك السيناريوهات :
لا يمكن الجزم بحسب اكثر من محلل فلسطيني بان ما حدث هو عبارة عن عملية خطف الا اذا خرج تنظيم معروف واعلن تبنيه للعملية وسلم مطالبه لوسيط موثوق , عدا ذلك يبقى السيناريو الاكثر منطقية هو عدم وجود حادثة خطف بالفعل وان ما يحدث هو مسرحية اسرائيلية ..
http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...88381481237582