منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    سيكولوجيّة الجيل .. على مَحَـكّ ( تصاريحِ إسرائيل ) !

    سيكولوجيّة الجيل .. على مَحَـكّ ( تصاريحِ إسرائيل ) !

    الشباب معاقد الآمال ، والنقطة المضيئة في جبين الأجيال ، هم سلائل الأسْلاف ، ومحطّ الرّهان لدى الأخلاف ، ذلك أنهم على طريق الاستنهاض هم خير أحلاف ، فعلى كواهلهم تحقق الأمّة مقاصدَها والأهداف ، وتلك سنّة اجتماعية جارية ليس عليها من شقاق ولا خِلاف !
    ولمّا كان أكثر ما يميّز جيل الشباب شعور تأجج في النفس واتّقد ، وعزمٌ دبّ في الجوارح واحتدّ ، وسلوك مُفعمٌ بالحيوية يتجدّد ، ولا يؤتي ذلك كلّه أكله ما لم يكن وراءَه فكرٌ نيّر رَسَخ في الوجدان وتَوَقد ؛ ذلك أنّ وراءَ كلّ سلوك رشيد شعورٌ خيّرٌ حميد ، ومن وراء الشعور الحميد فكرٌ سديد ! والنّقيض بالنقيض !
    وعليه : فالشباب وهمّة الشباب وهَمّ الشباب واهتمامات الشباب وتطلّعات الشباب هي لأمّتهم ميزان الحرارة ؛ فإمّا أن تبدو منهم تباشير تشْييد مَجْد ومَنارة ، ويغدون لبنة صالحة في صرح الحضارة ، وإمّا أن يتقطّع قلبُ أمّتهم لوعة عليهم وحسرة ومرارة
    !!

    وفي هذا السياق قد جاءتنا معايير مِنْ قِـبَل محتلّ دخيل ، معايير توضّح لنا بوصلة الجيل ، ومدى ما ترعرع فيه من نهج أصيل ، أو تسرّب إليه من دَخَنٍ وبيل ، وذلك من خلال إمطار هذا المحتل للجيل ، بتصاريح لزيارة ما عبّر عنه الكيان الغاصب وزعمه بأراضي إسرائيل
    !
    وتجدر الإشارة هنا إلى أنه حين تعلّق الأمر بالقدس والأقصى في غضون الجُمَع الرّمضانيّة ، فإن الاحتلال قد ضيّق ؛ إذ جعل سِنّ الأربعين فما فوق هو المسموح له بالدخول دون سواه ، في حين عندما تعلّق الأمر بما عدا القدس والأقصى فإذا بالاحتلال قد أطلق ؛ أطلق العنان بمنح الناشئة من الجيل تصاريح بغير حساب ولا تنكيل !
    وإزاء هذه الظاهرة انبرت أقلام المفكّرين والإعلاميين والسياسيين والاقتصاديين تفسّر وتحلّل ، وكان لكلّ في تفسيره وتحليله وجهة هو مولّيها من سياسية واقتصادية ، فهذان المحوران هيمنا على وجهات السّادة الكاتبين ، وبهما أثاروا حفيظة أهل السياسة والاقتصاد ، غير أنّي أردت الانعطاف عن هذه القراءات السياسية والحسابات الماديّة لأطرُقَ في تفسير هذه الظاهرة البابَ النفسيّ المنبثق عن الاتجاه الفكريّ ! وإذا كان ذلك كذلك : فدعونا نسأل أنفسنا بلسان إنصاف ، دونما وجل ولا إرْجاف ، فنقول :
    هل وطأت أقدامُ الجيلِ رحابَ أرضِنا في حيفا ويافا وتلّ الربيع وعكّا وبيسان والجليل ، وأرواحها تطلّع إلى رائحةٍ من وطنٍ سليبٍ تُشتَمّ ؟ وعَبَقٍ من روابيه الأسيرة يُسَرّي عنّا الهمّ ؟ وبثّ أشواقِ سنين طالما اعتصر القلب جرّاء اختزانها الحزن والألم ؟ وكذا هل كانت زيارته لهاتيك الرّبوع المغتصبة للوقوف على عِبر تُستلهم ؟ وحنينٍ طالما حرمَ البسمة على الشفتين أنْ تُرتَسم ؟ أم يمّم الجيلُ كلّه أو جلّه وجوههم شطر شواطئ تعجّ بالمأثم ، فانقلبوا بجرائرَ ومَغرَم ؟

    !
    فإن كنت الأولى فتلكم بشائر لأمتنا وذخائر ، وإن كانت الثانية فتلكم نذر :نُذرٌ للدعاة أين ثمرة عطائهم ؟ ونذر للساسة أين تسير بالجيل بوصلتهم ؟ ونذر لأجهزة التعليم أين مُستخرجات مناهجهم ؟ ونذرٌ للوزارات التي تُعنى بالشباب أين فاعلية نشاطاتهم ؟ ونذرٌ للآباء والأمّهات أين حصيلة تربيتهم ؟ ونذر لأهل فلسطين كلّهم أين تحصينهم لمجتمعاتهم ؟!
    هل الجيل يعاني من خواء فكريّ ؟ وهل هو في حالة فراغ روحيّ ؟
    وهل حالة التعطّل والتبطّل المتفشيّة في ربوع الجيل ، قد أفقدته صوابَه فضاعت لديه البوصلة وتاه عن الدليل ؟ الأمر الذي أوقد في نفسه اليأس والإحباط أو كاد !!
    هل ركب الجيلُ طبقاً عن طبق ؟ فبرح طبق استشعار المسئوليّة ؛ المسئوليّة تجاه وطنٍ محتلّ ومقدسات تُدنّس ؟! فارتحل عن هذه الميادين وأبَق ؟! فركب طبق اللامبالاة بوطنه وهمومه وشجونه ؟!
    فإن كانت الثانية فهي أدهى وأمرّ ، وهي تضرب للجميع ناقوس الخطر ! وتستحثّ الجميع للوقوف عند مسئوليّاتهم بتفريغ طاقاتهم الذهنيّة والشعوريّة والحركيّة لركوب صهوة سنّة إلهيّة ماضية في التغيير، بيّنها المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز بقوله { إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم } (الرّعد11) ، وقوله تعالى : { ذلك بأنّ الله لم يكُ مُغيّراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم } (الأنفال53)
    فهو سبحانه ابتدأ خلقه بالنعم ديناً ودنيا ، ثم هم بعد ذلك إمّا عليها محافظون ولربّهم شاكرون ، وإمّا مُحدثون وعن الشكر معرضون
    !

    وبهذا الصّدد : كم مِنْ مُصلحٍ نادى وينادي وهو مكظوم ! يحذّر أجيال أمّته من مُنْقلَبٍ مشئوم ، ويعظها أن تصطلي جرّاء تهتّكها بنار السّموم ، وبلظى واقعٍ تعسٍ محموم ، والسؤال الأهمّ هنا : هل ثمّ استجابةٌ ؟ أمْ أنّ حبلَ الاستجابةِ لنداء المُصلحين مَصْروم ؟
    !!
    في ضوء ذلك : فإمّا تدارُكٌ في المنظومة الإيمانيّة والخلُقيّة لدى الأجيال ، وإمّا إخفاق في الحال ، وانقلاب إلى سوء مآل !
    أجل : فقد ساقت إلينا شواهد الحال في الآفاق ، أنّ الحصاد المرّ لضياع الجيل ليس مُرْجَأ إلى يوم النشور والتلاق ، بل ستحصد الأمّة مرارته وتتجرّع غصّته في عاجل حالها ، وسينفرط عقد أمْرها ومجدها وسُؤددها انفراطاً ما له من فواق
    !
    وبعد : فسيظلّ نداءُ كلّ غيورٍ يصدع بفحوى ذلك النظم ، قائلاً لأولي اللبّ والفهم :

    لا يَـبْعُدَنْ قومي الذين هُمُ ... سُـــمُّ العُداةِ وآفـةُ الجُزْرِ

    النّازلين بكلّ مُعْتَـرَكٍ ... والطيّبيـــــــــن مَعاقــِـدَ الأُزْرِ

  2. #2
    لم يعد هذا المبدأ الذي نحتاجه بتنا في أزمة القدوة ولم نعد نقتدي بأحد فقد طعن الزمن والظروف بكل من احترمناه وعراه وجعلنا نفقد الاحساس بالجدارة له.
    وللموضوع بقية.
    شكرا لك دكتور
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

المواضيع المتشابهه

  1. الدجل في استحضار الأرواح ، كشف النقاب عن بعض الحيل العجيبة ؟؟؟ ( 1934 )
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-04-2016, 04:05 AM
  2. الدخل المتوسط
    بواسطة Ruba-rabie في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-06-2015, 03:33 PM
  3. الحيل النفسية
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-11-2012, 07:34 PM
  4. رواتب تهد الحيل
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-03-2011, 02:06 PM
  5. إعداد الجيل
    بواسطة خضر شحرور في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 01:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •