هجمات 11/9: ذكرى التمرد على أسطورة الاستقلال
للأسطورة الرديئة مذاق طيب في الفم العربي، وهو ما يفهمه الغربيون – خاصة الأمريكيين – جيدا! من هنا، عمدت القوى العظمى، بعد أفول عصر الاستعمار الأوروبي التقليدي، إلى التأسيس "الأسطوري" لاستقلال أوطاننا الثائرة.حازم خيري
مجتمعاتنا استيقظت فجأة – كالعادة – على مزاج التحرر الوطني الثوري، وهو يتحول بين عشية وضحاها، وعلى يد أساطير محلية، محبوكة النسج، إلى حكم عسكري – مُطعم بملكيات استبدادية -، يُبشر بعصر استقلال الشعوب! ويُناهض الغرب الاستعماري، وسط حملات دعائية مسعورة، يزيدها تأججا مهاجمة الغربيين لهذه الأساطير المحلية، على مرأى ومسمع من شعوب مُتعطشة للكبرياء الوطني!
عبقرية السبتمبريين تكمن في تفردهم دون بقية أبناء مجتمعاتهم، بالرغبة في والقدرة على تحطيم الأساطير المحلية، وإزاحة الستار عن الرجل الأبيض، صانع الأساطير الرديئة، وحامي الحقائق بالأكاذيب! عبقريتهم أيضا تكمن في قدرتهم على تعرية زيف استقلالنا الوطني، وأن الرجل الأبيض هو من "يحكم من وراء ستار"!
أقول تفردهم، وأعني ما أقول. فأهل الرأي ومعاهدنا التعليمية ومراكزنا البحثية..الخ، كل هؤلاء تعايشوا مع الأساطير المحلية، ومن ثم سلكوا في أبحاثهم وآرائهم ما زاد الطين بله! كونهم لم يتطرقوا للأسطورة، لكشف سرها، واكتفوا بانتقاد سلوكيات وتصرفات وسياسات..الخ، على نحو أراح الأساطير المحلية، وصُناعها.
نتيجة ذلك ما نراه اليوم من تخبط وارتباك، وقتال في الجانب الخطأ! الرجل الأبيض سمح لنا بالوطنية وضن علينا بالحرية، فأصبحنا هيكلا خاويا! أدرك هذا السبتمبريون، فذهبوا بيأسهم وضعفهم إلى ديار الرجل الأبيض، وشنوا هجماتهم..
المُدهش أنه سُرعان ما جاء الرد! حكم بالإعدام – شديد القسوة - على دولة العسكر – المُطعمة ببعض الملكيات الاستبدادية – واستبدال دولة إسلام سياسي بها!
الغرب يريد دولة الإسلام السياسي رصاصة رحمة لحضارتنا الإسلامية، ونحن نتمناها – مع الإقرار ربما باستحالة ذلك – طوق نجاة لنا، وللأجيال القادمة.