كيف أتعرف على مواهب طفلي؟
من أهم ما يمكن أن تعطيه لطفلك هو تقدير فرديته وما يستطيع هو وحده أن يقدمه لهذا العالم, ويتطلب قيامك بهذا في بعض الأحيان أن تختبري العلاقة بين قيمك من جهة وشخصية طفلك من جهة أخرى وأن تتركي جانباً نظرياتك الشخصية حول ما الذي يجعل طفلك مميزاً.
قدري فردية طفلك: عليك أن تعرفي جيداً الأشياء التي تقدرينها وكيفية تأثيرها في المواهب التي تشجعينها لأن تأثيرك كبير على طفلك. وعندما تتقارب اهتمامات الاباء والأبناء, يكون من السهل دعم موهبة الطفل, أما إذا اختلف ما تحبينه عما يحبه طفلك فعليك القيام بجهد خاص لمشاركته حماسته.
وبما أنه يمكن لتوقعات الكبار أن تؤثر في رؤية الأطفال لأنفسهم, فمن الهام بالنسبة لك التعرف الى مواطن القوة عند طفلك, ويوفر الاعتماد على مواطن القوة لديه طريقة فعالة لمساعدته على تطوير مهاراته بالإضافة الى تطوير تقديره الذاتي. ويعد تعرفك على ما يستمتع به طفلك وما يجيده خطوة أولى هامة جداً ومن ثم بإمكانك دعم هذه الإمكانيات وتشجيعها دون دفع.
راقبي طفلك: يتصرف الأطفال بشكل مختلف في مواقف مختلفة ومع أناس مختلفين, فقد يكون أحد الأطفال ثرثاراً مع الكبار وخجولاً مع الأطفال الاخرين. وقد يكون لدى طفل اخر طاقة لا حدود لها في الباحة في الوقت الذي لا يستطيع الجلوس بهدوء ولو لمدة قصيرة. وعندما يلاحظ الاباء خصوصية كل طفل وكيفية رد فعله مع الكبار أو مع الاطفال الاخرين وكيف يلعب وحده, فإن هذا يساعدهم على اكتشاف مواهبه الخاصة.
كما أن لإصغائك الجيد لما يقوله الطفل أهمية كبيرة: هل يهتم بالحيوانات ويقلق من أجلها؟ هل يهتم بالمغامرات؟ هل لديه روح دعابة فريدة؟. وراقبي لغة جسده: هل هو دقيق وحريص على التفاصيل؟ أم هل يجوب المنزل كأحد الأبطال الخارقين؟ ما الذي يجتذب اهتمامه, هل هو منظر النملة وهي تزحف على قارعة الطريق؟ أم منظر سيارة الإطفاء المسرعة؟ أم منظر الجار وهو يسرد ما حصل معه في مخزن الأدوية؟ ما هو الشيء الذي يتعلمه طفلك بسرعة ويقوم به بحماسة؟
شاركيه في نشاطاته: من المحتمل أن تجدي نشاطات تهتمين بها أنت وطفلك, فقد يهتم كلاكما بتركيب الصور المفككة أو بالطبخ أو بإلقاء النكات, لذلك حاولي البحث عن هذه النشاطات وشجعيه عليها وأوجدي أوقاتاً خاصة للعمل فيها مع طفلك. وإذا كانت هناك مهارات أو اهتمامات أخرى لا تشتركان فيها فقد تجدين صديقة أو قريبة لك تستطيع أخذ دورك فيها, وقد بينت الأبحاث أن هؤلاء يلعبون دوراً كبيراً في تشجيع الأطفال على متابعة إمكانياتهم وتطويرها.
أغني بيئة طفلك: بالاضافة الى الاصدقاء والاقرباء الذين يمكنهم أخذ دورك هناك مصادر أخرى يمكنها دعم مواهب طفلك, ومنها الكتب والمجلات والألعاب التي تشجع اهتماماً خاصاً أو مقدرة خاصة لديه. كما يمكنك تأمين يئة غنية لطفلك عن طريق القيام برحلات الى حديقة الحيوان والى الحديقة العامة والى الحفلات الموسيقية والى المكتبة والى المتحف, عرفيه على كثير من الأماكن والنشاطات المختلفة, ومن الممكن في معظم المجتمعات إعطاء دروس مخصصة للأطفال في الموسيقا والرياضة, أو في مهارات أخرى.
خذي الامور بسهولة: كوني متيقظة ولكن دون أن تدفعي طفلك دفعاً, فأهمية المحافظة على استمتاع الأطفال الصغار بنشاط ما تفوق أهمية تعلمهم مهارات معقدة. وقد يفقد الأطفال الذين يدفعون الى أكثر من حدود حماستهم المتعة تماماً. أبقي النشاط دوماً في حوزة الطفل فإذا ما سأل عن الفرق بين نبتتين فليس من الضروري أن تسرعي الى المكتبة لتأتي له بعدة تب حول علم النبات, ودعيه يحدد السرعة التي يريد التقدم بها ولكن خذي دوماً دوراً إيجابياً في دعم اهتماماته.
يمكن لمواهب الطفل الخاصة أن تكون مصدر سعادة وتقدير ذاتي له, فإذا ساعدت طفلك على اكتشاف ما يحبه وما يجيده وإذا شجعت مواهبه ودعمت محاولاته فإنك تساعدينه على استغلال مقدرته الفريدة.
منقول للفائدة