أوابد الجولان الأثرية

[ملده شويكاني]

بناها عبر التاريخ الإنسان السوري..أوابد الجولان الأثرية تحكي قصة انتمائها إلى الوطن.. سورية
المصدر : سمير طويل
14/11/2008

تعتبر محافظة القنيطرة من أغنى المحافظات السورية بالآثار المنقولة وغير المنقولة والتي تتحدث عن أرض الجولان – أرض البطولات منذ فجر التاريخ حتى هذا اليوم وهذه الآثار تتحدث عن فعاليات سكان الجولان على مر العصور التاريخية المتعاقبة، وفي مختلف الميادين النضالية دفاعاً عن أرض الوطن وصون حريته وكرامته صمودا وتشبثاً

بأرض الآباء والأجداد فكانت عمارة الحصون والقلاع .. وكان إبداع روائع الفن في جميع المجالات في النحت، في الفسيفساء، في الآثار الزجاجية والفخارية والمعدنية والعاجية والحلي والنسيج وصك النقود وبناء الأقنية.
¶ جبل الشيخ

لعل أكثر الظواهر التي شدّت الأنظار ذلك الارتفاع الشاهق لجبل الشيخ المطل على كافة السهول الممتدة إلى الجنوب من سورية, فدفع جلال ذلك المنظر بالكنعانيين إلى تأليه الجبل, وأطلقوا عليه «بعل حرمون», وشيدوا فوقه هياكل ومعابد مازال يحمل آثارها إلى اليوم. كان السوريون القدماء يصعدون قمة الجبل أواخر كل صيف ويسكبون الماء عليه, وظلت الطقوس الدينية تقوم فوق الجبل إلى العهد البيزنطي، ويبدو أن الموقع استعمل في وقت لاحق مكاناً للسكن لذلك أسماه الناس قصر شبيب, وتداولوا حكاية أقرب إلى الأسطورة تقول أن شبيب كان أميراً يمنياً مات على أيدي أبو زيد الهلالي في إحدى حجرات القصر الذي عرف أيضاً بقصر عنتر, ولكن لا قيمة تاريخية لكلتا التسميتين. هناك أيضاً بناء آخر قريب من القصر قد بناه الأمير نجم الشهابي في العام 1195 م لغرض الاستجمام في فصل الصيف, وفيه فاضت قريحة الأمير ببعض الأبيات من الشعر منها:
ومنزلاً فوق قنّ الشيخ بتّ به معانق الأنس واللذات والطرب
أهدى لنا من ربا نجد معطرة ومنظراً من ديار العجم والعرب
من الآثار الباقية فوق جبل الشيخ أيضاً, تلك الأجران الرومانية الموجودة في مكان يدعى المطابخيات قرب تلة الجراجمة, كان الرومان يشعلون فيه النار فتشاهد من مدينة قبرص، إضافة إلى تلك البقايا الأثرية, هناك نص اكتشف على أيدي الأثري البريطاني جورج سميث عام 1966 م, يعود إلى القرن التاسع ق. م دوّنه الملك الأشوري شلمنصر, وسنيرو هو جبل الشيخ عند الآشوريين، إضافة لما عرف به من أسماء كثيرة, فالصيادين كانوا يدعونه حرمون سيرون, والأموريون سنير أو شنير, وعرفه العبرانيون باسم سيئون وسعير كما ورد في العهد القديم, ودعاه الآراميون طور ثلجا, أما اليونانيون ومن بعدهم الرومان فأطلقوا عليه اسم أنتيليبانوس أي المواجه للبنان, وأخيراً أطلق عليه العرب اسم جبل الثلج.
لا شك في أن تسمية جبل الثلج أكثر الأسماء تعبيراً عن علاقة من نوع آخر قامت بين الجبل ومحيطه القريب والبعيد, إذ كان منذ العصور القديمة إلى وقت قريب يمد البلدان بالثلج خلال فصل الصيف القائظ. استورده الفراعنة عن طريق مدينة صور محملاً فوق السفن, كذلك فعل ملوك صيدا وصور ودمشق وتدمر حتى راجت هذه التجارة وامتهنها البعض من الناس.

¶ بانياس:
تقع على السفوح الجنوبية لجبل الشيخ في الشمال الغربي من الجولان, وينبع من أراضيها نهر بانياس الذي يرفد نهر الأردن. يعود تاريخ المدينة المعروف إلى منتصف الألف الأول ق.م , فقد سيطر عليها الأنباط في القرن الرابع ق.م, ثم انتزعها منهم السلوقيون فدخلت ضمن منطقة الصراع بين السلوقيين وبطالمة مصرالذين طمعوا بدورهم في السيطرة على فلسطين والساحل السوري. إلا أن أنطيوخوس الثالث استطاع في العام 198 ق. م تحرير سورية من النفوذ البطلمي عندما انطلق بجيوشه عبر جبال طوروس ومنها إلى آفاميا فبانيون أي بانياس.
لقد جرت التنقيبات في المدينة منذ الخمسينات من القرن العشرين, وتم العثور على قطع من الفسيفساء, وخواتم نقش على بعضها صورة الألهة ديانا آلهة الصيد عند اليونان, وعلى بعضها الآخر نقوش تعود إلى العصر الإسلامي المتأخر, كما وجد نقش محفور على أحد الأبواب يقول: « أمر بعمارة هذا الثغر المبارك الأمير الكبير الموفق الغازي في سبيل الله ناصر أمير المؤمنين سنة سبع وستين وخمسمئة.

¶ منطقة فيق:
تقع مدينة فيق فوق مرتفع بركاني يطل على الشاطئ الغربي لبحيرة طبريا. استوطنها القدماء من البشر, لكنها بدأت تتحول إلى مدينة منذ قدوم الآراميين إليها, وقد سبق وأن نوّهنا إلى أهمية موقعها كمنفذ جغرافي على طريق التجارة المحوري بين فلسطين والعمق السوري منذ الألف الثاني ق.م, هذه الأهمية ظلت ماثلة على مدى العصور الفاصلة بين حقبة الاستيطان الآرامي وبداية الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام. زد على أنها قد اتخذت أهميتها العسكرية منذ عهد الصراع السلوقي البطلمي, فقد كانت شريكاً في اتحاد المدن العشر (ديكابوليس) أيام الدولة النبطية. لقد صكت مدينة فيق نقوداً خاصة بها, وتنتشر فيها أنقاض العمائر الأثرية على مساحة واسعة.

الندوة الدولية لتاريخ الجولان وآثاره

افتتحت في المتحف الوطني في دمشق الأسبوع الفائت الندوة الدولية لتاريخ الجولان وآثاره
الندوة تهدف إلى كشف الاعتداءات الإسرائيلية على آثار الجولان وخروجها على الاتفاقات الدولية ذات الصلة، إضافة إلى الحفاظ على هذه الآثار واستردادها لأن آثار الجولان ملك لسورية والحضارة الإنسانية . وبينت الندوة أن التنقيبات الأثرية الحديثة أثبتت أن الإنسان سكن الجولان منذ القدم ونحت من صخور المرتفعات تمثالاً صغيراً قبل 250 ألف عام ليؤكد أن الرموز لدى البدائيين أقدم بأكثر من 210 آلاف سنة مما كان يعتقد وبدأ من الشرق وليس من أفريقيا وهناك أكثر من210 مواقع أثرية في الجولان وهي تمثل العصور التاريخية كافة ويقع أغلبها تحت الأسر الصهيوني الذي سرق منها الكثير والباقي لا يزال هيكلاً يصعب نقله كالحصون والقلاع التي تدل على أن الجولان كان مفترق طرق وممرا للعبور إلى كل الجهات .

اسم الجولان ورد في مراسلات تل العمارنة والوثائق الآشورية والآرامية مااستدعى اهتمام الرحالة منذ القرن التاسع عشر وأن من أشهر هذه المواقع الأثرية موقع المجاهية الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ ورجم الهري ويعود إلى عصر البرونز ووادي السمك ومواقع العصور الإسلامية في بانياس وعين الحجل والسماقة وغيرها.

[ظميان غدير]

شكرا يا ملدا شويكاني

على هذه المعلومات الاثرية القيمة ..في سوريا

تحيتي لك

ظميان غدير

[ناهد حسن]

معلومات قيمة عن مواقع جميلة
في سورية الحبيبة
بارك الله بك