اعتذار من كلِّ الأصدقاء الأعزاء في هذا الفضاء الفيسبوكي الفسيح..
بعد أكثر من عام ونصف من المشاكسات والمشاغبات والمناوشات والمداعبات والسجالات على صفحات وغروبات "الفيسبوك"، تأكد لي أن هذا الفضاء الاجتماعي التواصلي ليس أكثر من أداه "تعارف" و"تعريف"، وليس أبدا أداة "تأصيل" و"تأسيس"، ولا حتى أداة "تنظيم" و"ترتيب" فعالة لأيِّ شيء لم يتم تنظيمه وترتيبه وجاهيا وعلى الأرض أولا وقبل كلِّ شيء. فهو في المحصلة مجرد رافد تواصلي بشأن أفعال تأسست باللقاء الميداني، والاجتماع المباشر، والحوار والنقاش الوجاهيين، ومن دون ذلك فلا قيمة له خارج نطاق التعارف والتعريف المجرَّدين..
فهو – أي الفيسبوك كأداة – إما أنه نتيجة لشيءٍ ما "حركة أو فعل"، بدأ على الأرض، وإما أنه مقدمة لشيءٍ ما "حركة أو فعل" يجب أن يُسْتَكمَل على الأرض. وفي الحالتين ليس الفيسبوك مكانا لعملٍ كاملٍ يتمُّ إنجازه من ألفه إلى يائه في هذا الفضاء الافتراضي اللامتناهي..
وعندما نقع في هذا المطب، نكون قد ضللنا الطريق، وفقدنا البوصَلَة، وحرفنا الفيسبوك عن رسالته وعن دوره، وعن إمكاناته الحقيقية، التي غدا عدم إدراكنا لحدودها أحدَ أهم عناصر فشلنا في توظيفه التوظيف الأصح والأكمل والأنضج والأسلم..
تشرفت بكل من تعرفت عليهم من خلال "الفيسبوك"، وأسعدني كلُّ من ناقشني فعلَّمني، وسعدت بكل من ناقشته فتعلَّمت منه..
أعترف بأن هذا الفضاء كان بالنسبة لي محاولة لفعل وتجسيد ما كنا نجسِّده قبل عشرين عاما بالجهد الميداني، وباللقاءات المباشرة، وبالاجتماعات البيتية، وبالمواعيد الصارمة، وبالنقاشات والحوارات الوجاهية الأكثر ثراء وتأثيرا وفائدة..
لكن هذه المحاولة لم تحقق نجاحا إلا في حدٍّ متدنٍ لا أجده يستحق إضاعة الساعات الطويلة خلال اليوم، وحرق الأعصاب، والمناكفات، والترقُب، وبعض الإهانات التي يتلقاها المرء عبرَه، ويتحملها مُكرها، والاقتطاع من وقت القراءة والمطالعة الثمين جدا..
ربما يكون مردُّ فشلي في تحقيق الغاية إلى ضعفٍ وقصور مني أنا شخصيا وهو ما أرجِّحُه، وليس بسبب هذه الأداة الافتراضية العظيمة، ولا بسبب ما يدور فيها من أنماط تواصل وحوار وتبادل خبرات ومعلومات..
لذلك فإنني نويت تَجَنُّب "الفيسبوك" كأداة أحاول من خلالها "التأسيس" لأيِّ شيء، أو النقاش في أيِّ شيء، أو الكتابة عن أيِّ شيء، أو التواعد مع أيٍّ كان على أيِّ شيء، وإن كنت لن أقاطعها كأداة اطلاع في حدود معينة من وقتٍ لآخر..
فالله عز وجل على ما يبدو، قد وضع ناموسا وقانونا كونيا في هذا الوجود مفاده أن ما يُغَيِّرُ ويُحرِّك الناس، وما يثقفهم ويعلمهم بعد الكتاب، الذي يمكن للمرء أن يخلوَ به بعيدا عن الاحتكاك بالبشر، لن يكون إلا أمرا يجب أن يلتقي عليه ويجتمع لأجله الناس وجاهةً وليس افتراضا..
سأعود إلى ما كان مليئا بالدفء والروح، ألا وهو التواصل المباشر حتى لو كان ذلك مع عشرة أشخاص فقط، بدل التواصل الافتراضي مع آلاف الأشخاص..
فالأول أجدى وأنفع، وأكثر حفاظا على إنسانية المرء ومصداقيته، وعلى كرامته، وعلى قدرته على التأثير والتأثر المُنْتِجَيْن..
عشرُ أرواح متناغمة تلتقي حول "صوبة" وحبات من "الكستنا" في غرفة متواضعة، في بيتٍ شعبي في يوم من أيام الشتاء، أفضل ألف مرة، من ألف صورة تلتقي في هذا الفضاء الافتراضي المُتْعِب المُمِلِّ الصَّقيعي شديد البرودة..
فالأرواح العشر فعالة ومنتجة وتستطيع تحقيق شيء ملموس، أما الألف صورة، فهي مجرد ألف صورة ليس إلا..
وإنني إذ أعلن توقفي الكامل عن التفاعل لأيِّ غرضٍ من خلال الفضاء الفيسبوكي، لأرجو من كل من اعتَبَرَ تعارفَنا مدخلا لعملٍ ما مشترك من أجل هذا الوطن وهذه الأمة، بل ومن أجل أيِّ شيء مهم في هذه الحياة، أن يتواصل معي هاتفيا أو عبر البريد الإلكتروني الواردين أدناه، وأن يتكرَّم عليَّ برقم هاتفه وبريده الإلكتروني، كي أتشرَّف بالتواصل معه مباشرةً، إن كان من محبي العمل السياسي المباشر القائم على الاتصال والتواصل الوجاهيين، ومن المؤمنين بهما وبجدواهما وفاعليتهما، وإن كان يرى أن بإمكاننا فعلَ شيءٍ ما على الأرض، بتلك الوجاهية وبتلك اللقاءات المباشرة، هذا إن كان يرى فيَّ صديقا يريد التواصل معه، أما إن كنت بالنسبة إليه مجرد عابر سبيل، فحسبيَ أني تشرفت بأن كنت في حياته عابر سبيل، أتمنى أن يَذْكُرَني بالخير إن كنت قد أحسنت، وما أقلَّ حسناتي، وأن يتجاوز عن إساءاتي إن كنت أسأت، وما أكثر إساءاتي..
وله مني بالغ الشكر..
علما بأنني كنت منذ وقت طويل وما أزال أنشر مقالاتي على المواقع الإلكترونية التالية التي بإمكان من أراد المتابعة أن يتابعني فيها، وله كل التقدير..
فرسان الثقافة، وهذا رابط الموقع..
http://omferas.com/mag/
الكادر العراقي، وهذا رابط الموقع.. http://alkader.net/jomla/
المجلة المصرية "نون"، وهذا هو الرابط.. http://www.noonptm.com/
المستقبل العربي، وهذا رابط الموقع.. http://www.almustaqbal-a.com/
بلاد الشام، وهذا رابط الموقع.. http://www.beladalshamnews.net/
وهذا هو رقم تلفوني للتواصل المباشر: 0776135344
وهذا بريدي الإلكتروني: osamaakanan@yahoo.com
وللجميع كل المحبة والشكر والتقدير والأمنيات بالتوفيق
أسامة عكنان