كان الشاعر في محبسه ومعه خمسة ممن قالوا ربي الله فرأى صرصوراً يخرج من تحت الباب فدار بينهما هذا الحوار
حوار مع صرصور
بالله كيف خرجت يا صرصـوري
ليت الخروج يكون من مقـدوريِ
إني أراك تجـول فـي زنزانتـي
متمتعـاً بالـنـور والديـجـورِ
ما قيدوا يومـاً خُطـاك ولا أتـوا
كي يحبسوك عجائبـاً مـن زورِ
أ لأن مشيك فـي القـذارة عـادةٌ
تركوك تمشي في الورى بسرورِ
كم كنت تمشي في الظلام مُخَوَّفـاً
تخشي البروز إلي طريق النـور
واليوم حين تسير يتبعك الـورى
بوسائـل الإعـلام دون فـتـورِ
ما الأمر يا صرصور كيف تبدلـت
أحوالُنا في عصرنـا المسحـورِ
في السجن ضرغامٌ يعيش وسيـدٌ
ما بين جـدران وبيـن جحـورِ
ونبيلُ يسعـى بالحديـد وكامـلٌ
والشافعـيُ بعلـمـه المنـثـورِ
أفأنت يـا عبـد البقايـا ترتقـي
ويداسُ في جهـل علـي البلـورِ
فأجابنـي كبـراً وهـز شواربـاً
تنمـو بأكـل طعامنـا المبتـورِ
يا شاعري ليس الزمانُ زمانكـم
هذا الزمـان لصاحـب الماخـورِ
كلا ولا التكريـم شـأن رجالكـم
لكنـمـا التكـريـم للمـأجـورِ
فلترجعوا زمناً شريفاً قـد مضـي
فوجودكم ضربٌ مـن المحظـورِ
ولتتركوا الساحات لي ولإخوتـي
وترفَّعوا عـن نظـرة المغـرورِ
ومضي وقد ألقـي إلـيَّ بنظـرةٍ
كالنار تقـذفُ مـن فـم التنـورِ
فـأردت أجـري بالنعـال وراءه
فمضـي وخلفنـا وراء السـورِ
وصُدمتُ بالباب الحديـد ولامنـي
صحبي علي جريي بـلا تقديـرِ
قالوا أتجري خلف صرصور مضي
مهما علا لم يربُ عن صرصـورِ
ستمـر أقـدام الخلائـق فوقـه
فتدوسـه فـي وقفـةٍ ومــرورِ
خالد الطبلاوي