ما عودوني أحبائي مقاطعة ً، بل عودوني، إذا قاطعتهم وصلوا
وسِرتُ في إثرِهم حيرانَ مُرتَمِضاً، والعيسُ من طَلّها تَحفَى وَتَنتَعِلُ
تريكَ مشيَ الهوينا، وهيَ مسرعة ٌ، مرَّ السحابة ِ لا ريثٌ، ولا عجلُ
لا تَنسبنّ إلى الغِربانِ بَينَهُمُ، فذاكَ بينَ غٍدَتْ غِربانُهُ الإبِلُ
وفي الهَوادِجِ أقمارٌ مُحَجَّبَة ٌ، أغرة ٌ حملتها الأنيقُ الذللُ
تلك البروجُ التي حلتْ بدورهمُ فيها، وليسَ بها ثَورٌ، ولا حَمَلُ
وحجتِ العيسَ حادٍ صوتهُ غردٌ، بنغمة ٍ دونها المزمومُ والرملُ
حدا بهم ثمّ حيّا عيسهم مرحاً، وقالَ: سِرْ مُسرِعاً حُيّيتَ يا جَملُ
ليتَ التّحيّة َ كانتْ لي، فأشكُرَها، مكانَ يا جملٌ حييتَ يا رجلُ