تنبيه كي لا نفهم الأمور بشكل خاطئ (!!!!!!!!!!)
عندما نسمع أن الأزمة السورية قد قاربت على الحل خلال الأشهر القليلة القادمة، وأن جميع الأطراف تحرص على التموضع في المساحات السياسية والعسكرية التي تُقَوي مواقفها التفاوضية عند اقتسام الكعكة الذي اقترب موعده، على النحو الذي نراه يحدث سواء من خلال تحركات روسيا أو داعش أو المعارضة أو النظام أو الأكراد أو الأتراك أو الولايات المتحدة أو السعودية أو أوربا.. إلخ (!!)وعندما نسمع في الوقت ذاته حديثا مروعا ومتشائما جدا عن اللجوء السوري فيالعالم، وتأكيدات على أن العام المقبل والذي يليه سيشهدان موجات لجوء سورية هائلة وغير مسبوقة، راحت الدول الأوربية والولايات المتحدة تُعِدُّ العُدَّة للتعامل معها واحتوائها (!!)
يجب أن نفهم على الفور أن الحديث عن حلِّ الأزمة السورية الذي اقترب في ظل أزمة لجوء ممتدة وستتفاقم، ليس حديثا مُنصبا باتجاه إيقاف الحرب، المُنتج بالضرورة لحالة سياسية قادرة على حلِّ مشكلة اللجوء والنزوح، بالعودة إلى الوطن، وبإعادة لملمة أشلاء الدولة السورية القادرة على استعادة شعبها إلى حضنها، وإنما هو حديث ينصب باتجاه إعادة إنتاج الحرب والصراع والاقتتال، عبر إعادة ترتيب التحندقات والاستقطابات، على نحوٍ يؤسِّس لحالة اللجوء المرعبة التي يتحدث عنها الغرب ويتهيأ لها (!!)
فلنحاول من خلال الحل المرتقب الذي يتحدثون عنه فهمَ خريطة الحرب القادمة، فذلك أدعى لأن نكون محترمين لعقولنا وأفهامنا، من توقع انتصار النظام واندحار المعارضة، أو انتصار المعارضة واندحار النظام (!!)
فلا هذا ولا تلك هم أصحاب القضية، ولا هم مُوَجَّهو السلاح ومحددو بوصلته، وإنما هم حملته فقط، وهو من ثمَّ مجرد أدوات لأصحاب القضية الحقيقيين، ولموجهي السلاح الأصليين (!!)
إنهم فقط وقود ومشاريع جثث لتمرير إرادات الغير (!!)