ظاهرة اجتماعية طارئة طفت حديثاً على السطح وأصبحت واقعاً اجتماعياً حيث انتشرت صالات الانترنيت في مختلف البلدات والمدن وأصبحت مصدر دخل لبعض الشرائح السكانية.
ولا يخفى على التربويين ما يستتبع هذه الظاهرة من آثار على الطلبة في مختلف المراحل الدراسية . وقد تم رصد آثارها بدقة نظراً لما ينطوي عليها من خطورة. ومن أهمها : إضاعة وقت الطالب , وإهماله لواجباته المدرسية , وهروبه من المدرسة في بعض الأحيان , أو طلب الإذن من إدارة المدرسة مختلقاً أعذاراً كاذبة بل ربما يوهم ما يقوله الصدق فيحصل على الإذن . هذا إلى جانب ما تفرزه هذه الظاهرة من خلل أخلاقي حيث يتأثر الطالب بمخالطة شريحة من الشباب المهملين والعاطلين عن العمل وربما فكر في ترك المدرسة والاتجاه إلى منعطف آخر يشكل خطراً على حياته. وثمة شريحة من الطلاب يخرجون من بيوتهم إلى المدرسة ولكن يغيرون وجهتهم إلى صالات الانترنيت ويمضون كامل اليوم الدراسي ومع انتهاء الدوام يعودون إلى بيوتهم كاذبين على أهاليهم وعلى أنفسهم وأمتهم .
هذا بإيجاز على المستوى التربوي أهم ما يجب قوله. وينتظر تقديم الحلول الإنقاذية لأن الجيل الطلابي بمختلف مراحله في دائرة الخطر . هذا ولم يتوقف مدّ هذه الظاهرة على المستوى الطلابي بل تجاوزه إلى بقية الشرائح الاجتماعية حيث انعكس أثرها على الأسرة فانصرف الآباء عن أداء واجباتهم التي تندرج في إطار مسؤوليتهم من تحصيل الرزق وتربية الأولاد ومراقبة تصرفاتهم وتوجيههم وتصحيح أخطائهم ومتابعتهم دراسياً . وقد أمتد أثرها إلى العلاقة الزوجية حيث اختلت خللاً جعلها على حافة الطلاق . هذا إلى جانب هدر الوقت وإضاعة فرض العمل التي قد تحصل والرجل غائب عن بيته في مقاهي الانترنيت. وهنا أيضاً لابد من حلول إنقاذية فكما الطالب في خطر فالأسرة كذلك في خطر . ترى ما الحلول المتاحة لهذه الظاهرة؟ وهل الحلول المتاحة تسمح ببقاء هذه الظاهرة وتهذيبها؟ إذاً إلى طرح الحلول : نقترح تشديد الرقابة على مقاهي الانترنيت من قبل الجهات الأمنية المختصة ، وتحديد أوقات مخصصة لفتحها بحيث تكون هذه الأوقات بعد انتهاء الناس من أعمالهم على أن لا يمتد افتتاحها إلى ساعة متأخرة من الليل. وليكن مثلاً توقيت فتحها من الساعة الثالثة نهاراً إلى الثامنة ليلاً. وعدم استقبال الأطفال في هذه المقاهي مادون سنّ الرابعة عشرة من العمر. وبذلك نكون قد ضبطنا هذه الظاهرة على كل المستويات والشرائح الاجتماعية من طلاب وغيرهم ومما يساعد على جدوى ما سبق إغلاق كل مقاهي الانترنيت غير المرخصة أصولاً لدى الجهات المسؤولة . لعل ما طرح هنا من حلول يجد صدى عند الناس فننتقل بهذه الظاهرة من الجانب السلبي إلى المنحى الإيجابي. وبذلك نكون قد استثمرنا هذه الظاهرة بما يعود على المجتمع بوافر الخير والنفع. هذه كلمة مسؤولة أطرحها أمام أصحاب الشأن إزاء ظاهرة من الخطورة بمكان تلتهم طاقات الشباب أمل الأمة وثروتها ورصيدها الثمين . فانهضوا بواجبكم في تحصين الشباب ودرء الخطر عنه فبل أن يمر القطار سريعاً وعندها يلفت زمام الأمر من أيديكم وعندها لا ينفع الندم .