خطوات متأخرة...
عندما كنت صغيرا,كنت أبلغ قمة السعادة عندما آكل قطعة من شوكولاه, عندما أخرج مع عائلتي نزهة أين ماكانت..,عندما آخذ المصروف من أيهما وأحلم ماذا أشتري ولماذا أدخرهم.
لم يلازمني هذا الشعور طويلا لأن سعادتي مالبثت أن تبخرت عندما صار هاجسي الدراسة ,ونجاحي هو سعادتي وبلوغي مشتريات لم أبلغها قبلا...وسط عالم من الأصدقاء نصفهم خذلوني.
عندما كبرت أحلامي حلمت بك يا تلك المرأة,ولم تعد تكفيني حتى زوجة واحدة لكن ضيق الجيب جعلني اصمت طويلا, لم يكن التحصيل الدراسي لايصاحبه تحصيل مالي فصمت من جديد رغما عني,ولا أولاد يتبلعون الصخور,ولاعادت تكفيني نزهتي مع عائلتي وسط مجتمع بطر أشبعني اعتدادا وتفاخرا وبطون وعقول منتفخة بالفراغ..
عندما تقدم بي العمر عرفت مامعنى أب وأم وأخ واخت..كنت عدت من غربتي وحصدت الحنظل من جوار وجيران لاتعرف منك إلا ماتلبس وماذا تضع في جيبك.
عندما فقدت معظم أسباب السعادة...
أدركت متاخراً أنني تهت عن ربي كثيراً ,أن ساعدتي بمناجاته, وأن رحلة العطاء الحقيقية لم أبلغها بعد...فيها سعادتي رغم خيبتي في تلك الحياة.
كن كبيرا حتى أمام نفسك.
فإلى متى نبحث؟؟؟؟ونسكت تلك الرغبة الحارقة؟
أم فراس 30-2009