كونك المخبر
أكاد لا أراك
حينما تمر بي برائحتك النتنه أعرفك جيداً
لكنني لا أنظر إليك
وعندما تدنو بوجودك الضال من طاولتي
قف حيث أنت
لا تفسد نبل فكرنا ولا عطر مكاننا
ولكن الفراغ يضج بالفراغ
لتتعثر القباحة أمام الطهر
قد تغير جلدك وحلتك الخارجيه
لتبدو موظفا من الطراز الأول
أو مهنيا من الفئة العالية أو السفلى
ربما خادماً وضيعاً
ومع هذا أعرفك جيدا
لتميز رائحتك التي تأنفها حتى كلاب الفجر الملتفة حول حاوية القذارة
تبدو بشكل خفي وسريع
كأحد أفراد الشر في فيلم خيال علمي
ولعابك الحيواني يثير حفيظة الناظر
ليشمئز من تكوينك المماثل
حضن أمك خجل من دفئه لانه احتواك ذات يوم
أما الآن فهي تعرف خستك وكم جردتها من فضيلة أمومتها
لذا تحتقر رحم تكوينك
وليته تمزق اندثارا قبل صرختك الاولى
ولا تنفك تبكي أمومتها المفقودة فيك
لأنك كخلايا سرطانية منشطرة خارج الضمير
لأنك خلقت من دونه
أتعلم؟؟
حتى من تنحني أمام حذاءه اللامع يزدريك
لتعفنك الزائد عما هو عليه
وكينونتك القميئةأمامه
لست سوى ذكر في بطاقة التعريف
لكنك مخنث بكل المعايير
وذات يوم
عندما تفارقنا بنعشك المحمول على عجلات آلة حديثة فقط
ستلفظك حتماً ديدان الأرض
لعله التفرد بماهيتك اللا متجانسة مع أي كائن آخر
كم أعرفك
ولا آراك
وإني لأترفع عن آدميتنا إن وجد بها أي قاسم مشترك معك
حتى لو كان بأحرف أبجديتنا
فأنت تلحن
وأنا أسمو بالنطق