النار الممطرة
ــــــــــــــــــــــ
( إلى محمد بوعزيزي )
أوطاننا كم تقتل الإنسان َ
والمأمول منا يعتذرْ
القمع أضحى حاكماً
يرعى تأخرنا
وسيف الفقر
حول رقابنا
يحمي الكدرْ
أحرقتَ نفسكَ
طالباً بعث المطرْ
ملئوا الحياة عليكَ
إظلاماً
وظنوا أن خطو ظلامهم
لن ينكسرْ
كم أفسدوا
كم أجرموا
في حقنا
والحق حتماً ينتصرْ
أحرقتَ نفسَكَ
كي تكون الفاتح الأبواب
للآتي
لكي يزهو
ولا نرنو دماه تحتضرْ
من نارك الخضراء
سارت ثورة الإنقاذ
تشفي ما نروم
وتقتل الخوف الذي وأد المنى
بين الحفرْ
لن يرجع الماضي
على أحلامنا يسطو
ولن نحدو مساعينا
إلى غيِّ
فقد ولد الصباح
وهزنا صوت القمرْ
أحرقتَ نفسكَ
أيها المختار
من تنهيدة التاريخ
كي تسقي الخلاصَ
وينتهي عهد الحضيض
ويشرق العهد الذي كم ننتظرْ
كم عطلوا
كم خربوا
ما نلتَ منهم لقمة ً
أو كلْمة ً
تأسو محطات الضجرْ
كانوا أسوداً
في الغباء
وأنت َ وحدكَ
في الخطرْ
ما عدتَ وحدكَ
ذاك شعبكَ
قام يعطيك الذي يرضيكَ
شنوا ثورة ً
في خافق الميزان
أغلى من ملايين الدررْ
هي ثورة ٌ
كالماء ِ
في كفّ الصحارى
نبضها يحمي دماء الياسمين
ونورها
سيظل فينا يزدهرْ
يا أيها الشهداء
من أجل الضياء
زفافكم
عند استواءات اليقين
لتشهد الحفل الذي رمتم
أزاهير القدرْ
شعر : ياسر الششتاوي
22 ـ 1 ـ 2011م