في هذه الأيام أثير موضوع سرقة أحد الدعاة كتاب برمته لأحد العلماء الصالحين فرأيت بهذه المناسبة أن أشارك حول هذا الموضوع بشكل عام:عن صفحة : محمد آل رشيد
*طلبت أحد الجهات الثقافية من شيخنا وشيخ مشايخنا فقيه العصر العلامة مصطفى الزرقا –رحمه الله تعالى- عمل لقاء معه حول موضوع السرقات العلمية فوافق عليه الرحمة والرضوان فاعتذر منهم أن يكون هذا اللقاء في مكتبهم وأن يكون في منزلي نظرا لظروفه الصحية، فكان هذا تشريفا لي باستضافة الجميع، وقد سُجل بالصوت والصورة ومع الأسف لم ينشر حتى الان. ومما قاله -رحمه الله- أن هؤلاء السراق لجهود غيرهم يجب التشهير بهم ليكون ذلك ردعا لهم ولمن يأت بعدهم، ومن الطرائف التي قالها:
*أنه لما كان مدرسا في كلية الحقوق بجامعة دمشق تقدم للتدريس بها شخص من لبنان وكانت اطروحته باللغة الفرنسية، فطلبت الجامعة أن الذي يفحص هذه الرسالة الشيخ مصطفى الزرقا لإجادته وتمكنه من اللغة الفرنسية، فقدمت الرسالة للشيخ لفحصها، يقول الشيخ: لما كنت أقرأ الرسالة الفرنسية أحسست أني قرأتها وأني قريب العهد بها، ومع استمرار القراءة تبين لي أن هذا الدكتور قد استل مباحث من كتابي (المدخل الفقهي العام) وترجمه للغة الفرنسية فكتبت تقريرا في ذلك فرُدت رسالته.
*وطريفة ثانية: قال عليه الرحمة: دعيت إلى مؤتمر وكان هذا المؤتمر يضم الكثير من بلدان متعددة فطرح أحد الدكاترة ورقة بحثه فإذا هذا البحث مأخوذ من أحد كتبي، فخجل ذلك الدكتور حينما رآني وتهرب من السلام علي، وكان لابد من اللقاء حيث التقينا بالمصعد فسلم علي واعتذر مني وقال أنه دعي لهذا المؤتمر متأخرا فأخذ بحثه من أحد كتبي دونما إحالة!
*وثالثة: قال: أن هناك طالب نجيب في الجامعة رشحته أن يكون معيدا وساعدته في ذلك وللأسف سرق بحثا لي بعد ذلك!
قلت: وهو اليوم من كبار الدكاترة المتخصصين بالفقه.
*ألف شيخنا العلامة عبدالفتاح أبوغدة –رحمه الله تعالى- كتابه الذي لم يسبق إليه (قيمة الزمن عند العلماء)، وللأسف الشديد قام أحد تلاميذه وهو الدكتور خلدون الأحدب الحموي نزيل جدة بالاقتباس من الكتاب جل اخباره ومعظم نصوصه وسماه (تأملات وسوانح في قيمة الزمن) ولم يحيل عليه، وقد أشار لذلك شيخنا في مقدمته للكتاب المذكور.
*وممن سُرق كتابه صديقنا العلامة الفقيه السيد عبداللطيف البرزنجي –رحمه الله تعالى- فقد حدثني أن أحد المصريين سرق كتابه (التعارض والترجيح) المطبوع بالعراق وقد وقع على هذا الكتاب المسروق وهو منشور من دار الوفاء بالمنصورة حين زار الرياض فأطلعني عليه.