لقمان ديركي : غلاظة العاشق
المصدر لقمان ديركي
07 / 03 / 2007
كان الله بعونك يا عبد السلام النابلسي!!
إنه صديق عبد الحليم حافظ العاشق الولهان أو فريد الأطرش العاشق الولهان أكثر، إنه الممثل الذي كان يقوم بدور صديق العاشق وكاتم أسراره، وهو صاحب دم خفيف بالضرورة ويتحول دائماً إلى مهرج للعاشق ولمحبوبته، لأن العاشق غليظ بالضرورة وكئيب وحزين، وهو يفرح في لحظات غير متوقعة وعلى صديقه أن يتحمل لحظات حزنه التي تتحول إلى كآبة ومن ثم إلى فرح مفاجئ .....
عندما تتصل به الحبيبة، وعلى صديق العاشق “ النابلسي”: أن يشتم المحبوبة في لحظات غضب العاشق منها، وعليه أن يتحمل الإهانات من المحبوبة عندما تتصالح مع العاشق فيفشي لها أن “النابلسي” قد شتمها، وهنا يجن جنون المحبوبة، وتتوعد النابلسي بأشد العقوبات وتطالب حبيبها بمقاطعته، فالمحبوبة تقبل شتيمة العاشق لأنها نابعة من المحبة الكبيرة بينما شتيمة “النابلسي” صديق “عبد الحليم حافظ” فهي غير مبررة إطلاقاًً وهي نابعة من غيرته وحقارته وحسده للعاشقين كما تشعر المحبوبة، العاشق غليظ، لأن حالات الحزن والفرح مختلطة لديه ولا أحد يعرف توقيتها، وهو لن يكون صاحب قرار.. لأنه وكما يقول “أبو العطا الإسكندراني” (كيف القرار لمن لا قرار له)؟
يكون “النابلسي” غارقاً في عز نومه وإذ بالتليفون يرن وصديقه العاشق على الخط “ اليوم قالت لي صباح الخير .. بتحبني والا ما بتحبني ؟! “
أو “ مرت وما سلمت .. شو .. بتحبني والا ما بتحبني؟“، ويضطر “النابلسي” للإجابة وإلا فإن الغضب الأكبر سينزل على رأسه ، “النابلسي” هو خزندار تفاهات العشاق وغلاظاتهم ، “النابلسي” هو الخيال الذي يجمع بين العشاق والعدو اللدود، إنه فكرة الحب المتنقلة بين الناس والمشجعة عليه، بدون “النابلسي” لا يوجد حب ، تماماً كما لا يوجد حب بدون عشاق، حب متكافئ.. حب غير متكافئ.. حب من طرف واحد .. حب متبادل .
إنه الحب بالنتيجة ، وهو مثل أي شيء في بلادنا.. الكل يعانون من عدم إحترام الناس له.. والكل يدوسون عليه في أقرب فرصة مناسبة، الحب ملتبس في مجتمعاتنا لأنه في كثير من الأحيان يكون جواز العبور إلى الفتاة لا أكثر ، بينما الحب هو هدف بذاته وفكرة تستحق الدفاع عنها بأكثر من “نابلسي” واحد، الحب لا يحتاج إلى شيء، لكي تحب تحتاج إلى صديق ذكي، حوّله إلى عبد السلام النابلسي وادلق عواطفك أمامه واترك له أمور التحليل والتفسير، تحتاج بلادنا إلى آلاف مؤلفة من “عبد السلام “النابلسي” لمواساة العشاق المصدومين، وما أكثرهم، ولكن يالخيبة “النابلسي” فيهم، فقد يكتشف أنهم مصدومين فقط، مجرد مصدومين، فقط مصدومين .....
ولم يكونوا في يوم من الأيام عشاقاً!!!!
جرة بلدنا