( حكايات لانا والجنية مانا )
ــ 5 ــ
(( الأمانة ))
وقف الشابُّ عامل محلّ الألعاب أمام باب البيت ،
وضغط بإصبعه على مكبس الجرس ، فأسرعت
أمُّ لانا ولبست حجابها الشرعي ثم تقدّمت إلى الباب ففتحته نصف فتحة ، وعلى الفور بادرها
الشابُّ العامل بإلقاء تحية الإسلام قائلا :
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فردّت الأمُّ التحية بمثلها ، فهي تعلم أن هذه التحية
العظيمة قد فرضها الله سباحنه بين المسلمين وجعل لها أجراً وثواباً 30 حسنة لكل مسلم ومسلمة يُرددانها ... وبكل أدب أكمل الشابُّ العامل كلامه فقال :
ــ هذا البسكليت ياسيدّتي اشتراه من محلّنا بالأمس
جاركم الأستاذ أبو تامر وأوصانا أن نوصله إلى
منزله اليوم لكي يُقدمه هدية لإبنه الصغير تامر
بمنابسبة عيد ميلاده ، لكني لم أجد أحداً في بيتهم
، لذا أرجوكِ سيدتي أن تسمحي وتتفضلي بإبقاء
هذا البسكليت أمانة عندكم حتى يرجع أصحابه
ويأخذوه .
ومن دون تردد قبلت الأمُّ الأمينة أن تصون الأمانة
وتحفظها عندهاإلى أن يعود أصحابها فيستردّونها ،
وكان أن رأت لانا الحلوة ذلك البسكليت الملوّن الجميل ، فصاحت والفرح يغمرها :
ــ ياي !! ... ياي ! ... ياي ! ...
وطارت نحوه تريد أن تركب عليه وتلعب به ..
ولكنها تفاجأت بماما تمنعها بشدّة من ذلك وتقول لها بشكل حازم :
ــ لا تقربي هذا البسكليت يا لانا ولا تمسّيه أبداً ،
فهو أمانة عندنا ولا يجوز لنا من الله أن نخون الأمانة ونلعب بها .
وانزوت لانا في غرفتها غاضبة زعلانة ، وأقبلت
على فانوسها الرمضاني السحري ففركته ومسحت
عليه حتى اهتزّ وأضاء لها بألوانه المُشرقة الزاهية
، وخرجت الجنية الجميلة مانا تضحك لصديقتها الصغيرة وتُراضيها فقالت لها :
ــ لا تبكِ يا لانا الحلوة واعلمي يا أختي الحبيبة
بأن الحق كل الحق مع ماما ، فإن ميزان الأمانة
عند الله سبحانه وتعالى ثقيل وخطير بل وعظيم ،
ومن يحفظ الأمانة في الدنيا يا لانا يحفظه الله عزوجل في الدنيا والآخرة ..
فبادرت لانا تسأل :
ــ ومَن يضيّع الأمانة يا مانا ماذا يحصل له ؟؟ .
أجابت الجنية الصغيرة قائلة :
ــ يضعه الله في النار .. فإنّ الأمانة الضائعة تنزل
بصاحبها إلى قاع جهنم والعياذ بالله ، وإنّ الأمانة
المحفوظة تصعد بصاحبها إلى الفردوس الأعلى
من الجنّة ! .. هل فهمتي يا صديقتي ؟ .
غرّدت لانا مجيبة :
ــ نعم فهمتُ يا مانا وسأحفظ الأمانة دائماً ولن
أُضيّعها أبداً وذلك حتى يحفظني الله من السوء
وأكون من أهل الجنة !! .
نهاية الحكاية الخامسة
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله