منقول
فطير صهيوني بدم.. أطفال سورية..بقلم: د. فايز الصايغ
الازمنة 308
من المسلّمات التاريخية القول... إن من يُشعل الحروب ويؤجج الصراعات
لابد وأن يكتوي بلهيبها وتحترق أصابعه بنارها.. ولا أستبعد أن احتجاجات الوول ستريت في أمريكا، والحراك الشعبي الذي تشهده مناطق القطيف في السعودية، وحركة الاحتجاج في البحرين المستمرة منذ أكثر من عام، والحريق الهائل الذي شهدته قطر ولا تزال تفاصيله غامضة هي بمثابة ارتدادات وانعكاسات طبيعية لمن يشعل الحروب ويؤجج الصراعات ويكتوي بالنار.
وإذا كان المتّهم يحاول النفي والتملص من حكم التاريخ، فإن وزيرا خارجية السعودية وقطر يعلنان وبالفم الملآن أن بلادهما تزود المسلحين... الإرهابيين ...القتلة بما لا يصدّق من المال والسلاح عبر الحدود السورية التركية – والسورية اللبنانية بانتظام، فيما تعلن المايسترو هيلاري كلينتون تزويد بلادها للمسلحين بأجهزة اتصال حديثة متطورة تتجاوز الفضاء السوري النظامي، بحيث يتلقى المسلحون الأوامر والتعليمات من أصحاب القرار الغربي الأمريكي لتنفيذ أجندات استعمارية تخدم الولايات المتحدة الأمريكية الخادمة أصلاً لمصالح إسرائيل في المنطقة العربية .
إسرائيل أعلنت مراراً تمنياتها إسقاط النظام في سورية – وهي تعرف دوره الحقيقي في المقاومة والممانعة والانتصار.. أو إضعافه لدرجة لا يقوى بعدها الوقوف على قدميه، بمعنى إن لم يسقط النظام فعلاً... فعلينا – إسرائيل ومن معها منهم قطر والسعودية – أن نسهم في جعله نظاماً مترنحاً لا يقوى على المقاومة بعد استنزافه من الداخل في الداخل وعلى حساب الداخل...
"لينور بن دور" المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصهيونية أكد في حديث متلفز أن إسرائيل تبقى المستفيد الأول مما يجري في سورية خاصةً أن هذه الأحداث ساهمت بتهميش قضية الجولان، واعتبر المتحدث نفسه أن "الربيع العربي" خفف إلى حد كبير من العداء لإسرائيل، لهذا فإن حكومته لا ترغب ولا تفضل بقاء النظام السوري الحالي في السلطة كونه نظاماً يصرّ على تحرير الجولان ويشكّل حلفاً قوياً لدعم المقاومة ضد إسرائيل..
بعد هذا التصريح الرسمي وتصريحات مماثلة لمسؤولين إسرائيليين كبار حول الأحداث في سورية يأتي من يقول ويردد إنها معارضة سياسية.. إنها رأي آخر.. إنها ديمقراطية مفقودة ولا يقول إنها عمالة استعمارية.. نوايا، أجندات، خطط، مال وسلاح لتنفيذ رغبات إسرائيل وطموحاتها في وأد القضية الفلسطينية وتأبيد الاحتلال والاستيطان والتوسع والهيمنة...
هي ليست أزمة سورية كما يسمونها... فليس بين السوريين أزمات... ولا هي هبّة ديمقراطية طارئة لشعب يمارسها منذ قرن... ولا هي نغمات من ربيع عربي لم يجلب إلاّ الأزمات والإخوان المسلمين أصحاب الفكر السلفي التكفيري، لو كانت كذلك لكان نبت الربيع في السعودية وقطر والإمارات التي لا تعرف شكل صندوق الاقتراع أصلاً... المرأة عندهم مخلوق ليلي فقط.
إنها مؤامرة بكل المقاييس والأبعاد... إنها ثمن مواقف وطنية ، قومية.. وضريبة موقع سوري تاريخي اعتاد السوريون تسديد ضريبته من دمهم.. الفارق أن دمهم اليوم يسفك بفعل الشقيق قبل العدو وبتنسيق مباشر بينهما..
مادامت مؤامرة بكل المقاييس.. فهل تنفع معها الدبلوماسية الرقيقة والحوار المخملي.. والقفازات السياسية المعقمة.. والنوايا الحسنة.. بعد عام ونيّف على إعلان المؤامرة وأدواتها عن أنفسهم علناً.. لماذا تُقْدم الولايات المتحدة وأحجار شطرنجها الأوروبيون على طرد السفراء السوريين في بلدانهم ساعة وصول كوفي عنان مبعوثهم إلى سورية...؟ أليس للتأثير على مهمة عنان والتدخل غير المباشر في صلب المحادثات التي كان يجريها مع الرئيس الأسد؟ وإضفاء طابع تحريضي متعمّد من شأنه إما رفع منسوب نقاط عنان الست أو استفزاز الجانب السوري وتسجيل مواقف الهدف منها الإيحاء أن سورية على خطأ.. وأن دول منظومة الدعم الصهيوني الأوروبية -الأمريكية على صواب..؟
إنها حمّى دبلوماسية بأنياب استعمارية.. وحمّى إعلامية بمال نفطي
قذر، وأوركسترا هجينة.. همجية.. غربية تقودها دولة رهنت نفسها وشعبها ومالها وقوتها في خدمة حفنة من المحافظين الجدد رُسُل إسرائيل إلى الدمار وبئس المصير..
جوقة من عازفي السياسة "الدراكولييّن " مصاصي دماء أطفال سورية لصناعة طبق من فطير صهيون على مائدة الأمم المتحدة وأمينها العام الحالي والسابق ومربطهما في نيويورك... وعلى نار الغاز القطري...
د. فايز الصايغ