اطلع على هذه القصيدة الإرتجالية أحد الأصدقاء التونسيين فقال لي هو لا يستحق كل هذا فحذفت جزءا من المقطع الأول نزولا عند رغبته وهو بلا شك أمين وليس بتابع لهذا أو ذاك ...
- إلى الشعب التونسي الحبيب
محمود عثمان ـ مصر -
باللون الأخضر يا تونس : )
ببضع ٍ وعشرين عامًا
لدى الحـُـكم ِ تأمرُ تنهى
تجوبُ تصولُ تنيل ُ وتمنع تقضي
وفي آخر الدَّرْبِ تجري وتهوي لقاع ِ الحـُـفــرْ
ألا قـَـبـَّـح َ الله ُ نفسًا إليها الرعودُ
إلى مـسـْـمَــعيها حفيفُ الشجر
- ومن يخش صوتـًـا كهذا عليه فـكـبِّــر بإحدى عـَشر -
...
...
...
***
أنا الآن صدقت ُ ما قيل عنكم
وماذا فعلتم بدار ٍ لدى القلب ِ تحيا
بحب ٍ يـُـنـَـبِّيك عنه الرِّفاقُ
إذا ما أتتهم رواة ُ الخـبر
أمـِن عصبة ٍ يا رئيسُ فررتَ إلى ما جمعتَ ؟
أمـما جنيتَ من الظلم ِ "زين ٌ" أمما جنيت َ ؟
هروبُك لا زينَ فيه ولا شينَ فيه
جنيت َ لنفسك واسمك حظـًـا عـثر
تركتَ صعودَ الجبال ِ لغيرك
أنت الذي كنت فوق الصعود
تتيهُ فلله ِ كيف نزلت الحفر ؟
فأين شموخُ السلاطين
أين السماءُ وأين الرقيُّ
وأين الكرام ُ إذا أنت منهم رماك القـدر؟
***
أما كنت َ يوما تنادي بحبٍ
لذاك الذي قد تركت َ، وممن تركت
تركته ممن ينادون مثلك:
يا " تونس ٌ ...
لك المجد في عاليات السماء ِ
لأجلك يا تونس ٌ نستعر
نخوض البحار
ونمحو التأفف وقت الضجر
نلملم صدرك فينا
ونطوي غصونك فينا
نبوس عيونك يا تونسٌ
أما كنت يومًا تنادي :
" حماة َ الحِمى يا حماة َ الحمى
هلموا هلموا لمجد " البلاد ِ
لقد صرخَت في عروقي الدِّما
نموت ُ نموتُ وتحيا " البلادُ
"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد للشعب أن يستجيبَ القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد ِ أن ينكسر"
فأين كلامك أين اليمينُ التي قد حلفت
فهل أنت صنت
فهل أنت صنت
فهل أنت صنت أيا زين ُ هل أنت صنت
أطَبَّبْتَ ثكلى
أألبست َ طفلا يتيما
جديدا ليبسم ثغرا
بـِـعـِــيــد ٍ جديد ٍ
أصُنتَ التي قد أعـفـَّتْ ثمينـًا
لتحيا لتونسَ آيُ الكرامةِ
في كل عصر ٍ
وفي كل مـِـصـر ٍ
فإن كنت صنت
فها قد محوت َ الذي كنت صنت
فيا خـُسر نفس ٍ تسامت تسامت
وفوق الرَماد ِ عليها الرمادُ طغى وانـْهمر
***
يقولون َ : ضاقت عليك البلادُ
وضاقت عليك السماء فأين المـفَــر
تـُحلـق في الجو حيران تبلع ريقا مريرًا
تنادي أيا أيها الأصدقاءُ أغيثوا رئيسا
أضاع بلادًا تلادًا ومالا
وتاريخ مجد ٍ
أغيثوا رئيسا لقد ضاق ذرعا
من الجو هلا أغثتمْ أيا أصدقاءُ
لبئس الرئيس الذي راح ليلا
كلص ٍ يـُـلـَـقــَــن ُ درسَ الحذر
كأنك في حال ِ رعدٍ وبرقٍ تقول:
أغيثوا رئيسا رفاقي من العصف هذا ووقع ِ المطر
***
لك الله يا شعب ُ إنا بـُلينا
بهذي الرعاة فأين المفر
إلى الله يا شعبُ عودًا حميدا
تـُقيم الحدود لتصفو العهودُ
ويرضى الإله
وتصفو الحياة ُ
وفيها يفوح الكلام ُ العطِر
هو العدلُ صوت الإله فهيا
إليه نلوذ ومن حادثات الدُّنى نعتبر
هو النورُ يا تونسٌ رددي :
"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات
وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر"
لأحد عشر يوما خلوْن من صفر لعام ألفٍ
وأربعمئةٍ واثنين وثلاثين من الهجرة المجيدة (11/2/1432)
15/1/2011 غير عربي