السلام عليكم
نقلت مقالا اعجبني من صحيفة محلية
افتتاحية الثورة
صنّاع الإحباط!!
الثلاثاء 11/7/2006 بقلم رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض
--------------------------------------------------------------------------------
البعض متطوع لنشر بيانات الإحباط...
فبدلاً من الدعم للشعب الفلسطيني الذي يجب أن نقوم به جميعاً- كأضعف الإيمان- يقوم البعض بالمشاركة بعملية تيئيس منظمة.
ويصل به الأمر إلى أن يعتبر أن معاناة الشعب الفلسطيني هي نتيجة فعل المقاومة وكأن سلوك الاستسلام قدّم للشعب الفلسطيني (المن والسلوى).
وإذا كنا نضع جانباً نظرية ( المؤامرة) رغم ما نعانيه من المؤامرات, إلا أننا لا نستطيع أن نتفهم أن يسأل أحدهم وبكثير من الانفعال (هل تم استشارة الحكومات العربية باختطاف الجندي حتى يحق لمن اختطفوه طلب المساعدة)?!!
وكأن الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين بدأت مع أسر (داعية حقوق الإنسان) ( جلعاد شاليت)?!!
وكأن صرخات هدى على شاطىء غزة كانت مجرد تمثيلية فلسطينية!!
وكأن اغتيالات ( كل يوم) ليست إلا أخباراً وهمية من قصص الخيال العالمي!!
من هنا فإن الدعوات التي تأتي بأصوات عربية هي جزء من مضخات الإحباط التي يتولى البعض تشغيلها لمصلحة الغير.
وعملية ( التيئيس) هذه لم تنجح في إحباط الشارع العربي وبالتحديد الفلسطيني, فيما لاقت نجاحاً لدى بعض الأنظمة التي تختبىء خلف أصابعها.
لقد أثبت الشارع العربي على الدوام أنه أكثر إدراكاً وذكاءً من نخبة الإحباط وأنظمة الخوف.
فالشارع العربي يعي ما يجري في العراق, ويرى أن الفظائع التي ترتكب في كلّ من بغداد وغزة, إنما تتم بعقل واحد وأسلحة واحدة ولأغراض موحدة.
فيما على الأنظمة العربية التي سايرت هذا المشروع خوفاً من ( الثور الهائج) أن تعيد حساباتها بعد أن تبين لها أن الخوف ( لا يحمي) أحداً خاصة إذا كان الثور في حالة من الهياج بحيث لا تحكمه ضوابط توقفه عند نقطة محددة.
وإن السير خلف الشارع العربي في ذات الاتجاه سوف يساعد في تحقيق الانسجام اللازم للخروج من هذه الأزمات المتلاحقة.
في هذا المشهد..
تبدو مسيرة الشارع السوري كجزء من لوحة متكاملة ومتوافقة مع السياسة السورية التي اختارت الانحياز المطلق لنبض الناس.
وهي أيضاً جزء من الدعم الذي يقدمه الشارع العربي للأشقاء الفلسطينيين وكتعبير عن الإعجاب بهذا الصمود المثير للفخر والانتماء اليه.
وهو أيضاً رسالة قوية للأنظمة العربية تدعوهم فيها للاستماع لصوت الشارع بدلاً من الاستماع لبيانات اليأس والإحباط التي ينشرها مدّعو الواقعية وصنّاع الهزائم.
وبمنتهى الوضوح فإن التصعيد ضد الفلسطينيين.. وأمطار الصيف!! لا يمكن مناقشتها دون رؤية الفشل الذي يحيط بالمشروع الأميركي- الإسرائيلي في كل المناطق المحيطة بنا والقريبة منا, والمقصود فيها أولاً وآخراً خدمة إسرائيل وخدّامها.
فشلوا.. في محاولاتهم لإنقاذ هذا المشروع.. والآن فإن صمود الشعب الفلسطيني كفيل بإفشالهم.
فمقابل صنّاع الإحباط واليأس... ثمة من يخلق التفاؤل وينشر حولنا الأمل متمثلاً في هذا الصمود الفلسطيني المتميز.