أقتطف مما كتبت "دكتورة لبانة مشوّح" في قراءتها لمجموعتي القصصية (أخاف أن يدركني الصباح..
وبعد، فإن بنية المجموعة الموحية التي أشرنا إليها آنفاً لا تتجلى فحسب في اختيار القصة الفاتحة والقصة الخاتمة، أو في انتقاء عنوانين لهما يحتويان على كلمات مفتاحية للمجموعة بأسرها، بل تتعداها إلى اختيار القفلة في القصتين، فقد ختم الكنفاني القصة الأولى في مجموعته باستفهام يلخص حالة الخوف واليأس: (كيف أنجو من هذا الاختناق؟)، بينما آثر ألا ينهي القصة الأخيرة باستفهام آخر (ترى لو أنهم يقتلعون المحراب من أصابعنا... أين نمضي؟)، فقد استرسل ليجيب عن هذا التساؤل مؤكداً أنه لا مجال للمهادنة، وأن المكان هو المحراب الذي لا مناص من التمسّك به: (هو المكان.. محراب أو جحر أو سمّه ما شئت.. وحده الآن ما تبقى لك.. وما تبقى لي.. هو الإرث الوحيد الذي أملك عليه السلطان، وهو الوحيد الذي أطمئن فيه عليك.. هكذا علمتني أمي.. وهكذا أعلّمك..).
ـ ـ