اللهم ارزقنا أخلاق الإمام أبو حنيفة النعمان
بتاريخ 08 أبريل, 2012;كان أكثر دعاء أمي رحمها الله (اللهم أسألك عفوك و رضاك وسترك الذي لا ينكشف)
استر على اخيك ستر الله عليك
يقول الأستاذ سيد قطب في ظلال القرآن : إن إشاعة أخبار الأفراد السيئة أو تجريحهم يترك المجال واسعا بعد ذلك لتجريح كل أفراد المجتمع فتصبح الجماعة بمجموعها ذات سمعة ملوثة وكل فرد فيها مهددا بلاتهام، وفوق ذلك فإن اطراد التهم يوحي بأن جو الجماعة ملوث، وصفها غير نظيف، وجوها آسن، وبعد ذلك تهون التهم في حس الأفراد، وتقل بشاعتها بكثرة الترداد والجماعة المسلمة
لا تخسر بالسكوت عن تهمة غير محققة، كما تخسر بشيوع الاتهام والترخيص فيه، وعدم التحرج من الإذاعة به، وتحريض الكثير من المتحرجين على ارتكاب الفعلة التي كانوا يستقذرونها، ويظنون أنها ممنوعة أو نادرة الوقوع وفوق ذلك الآثار المترتبة عليها في حياة الناس.
روى أبو داود أن عقبة بن عامر رضي الله عنه كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر
فقال يوما لعقبة: إن لنا جيرانا يشربون الخمر وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم
فقال له عقبة: لا تفعل وعظهم .
فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داع
لهم الشرطة .
فقال عقبة: رضي الله عنه ويحك ؛ لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا مؤودة
من قبرها ]
الراوي: عقبة بن عامر الجهني المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 379خلاصة حكم المحدث: صحيح
قصة عن الستر
وورد في وفيات الأعيان أن الإمام أبا حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله كان له جار إسكافي يعمل نهاره ، فإذا رجع إلى منزله ليلا تعشى ثم شرب، فإذا دب الشراب فيه أنشد يغني، متمثلا بقول العرجي
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
ولم يزل يشرب، ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وأبو حنيفة يسمع جلبته كل يوم ويصبر،وفي يوم كان أبو حنيفة يصلي بالليل
كله، ففقد صوته، فسأل عنه، فقيل: أخذه
العسس منذ ليالٍ، فصلى أبو حنيفة الفجر من
غده، ثم ركب بغلته وأتى دار الأمير، فاستأذن عليه
فقال: ائذنوا له، وأقبلوا به راكبًا، ولا تدعوه
ينزل حتى يطأ البساط؛ ففعل به ذلك، فوسع له الأمير من مجلسه
وقال له: ما حاجتك ؟
فشفع في جاره
فقال الأمير: أطلقوه وكل من أخذ في تلك الليلة
إلى يومنا هذا؛ فأطلقوهم أيضاً، فذهبوا.
وركب أبو حنيفة بغلته، وخرج الإسكافي معه يمشي وراءه، فقال له أبو حنيفة : يا فتى هل أضعناك ؟
فقال: بل حفظت ورعيت، فجزاك الله خيرا عن حرمة الجوار، ثم تاب، ولم يعد إلى ما كان يفعل .