حين أتطلع عبر السنوات الماضية اشعر بالريبة بسبب قلة معرفتي وفهمي فن التعامل مع الناس وكم تمنيت لو حصلت على مثل هذا الكتاب منذ عشرين سنة فهو هبة لا تقدر بثمن … فالتعامل مع الناس هو ربما من اصعب المهمات التي يمكن أن تقوم بها"
دايل كارينغي
وضعت شركة هاتف نيويورك دراسة مفصلة عن المحادثات الهاتفية من اجل معرفة الكلمة التي تردد كثيرا فهل أنت عرفتها؟ إنها كلمة "أنا" … عندما تتأمل مجموعة من الصور الفوتوغرافية وتكون أنت مصورا بها فإلى صورة من يقع نظرك أولا؟ إن كنت تعتقد أن الناس يهتمون بك اجب عن هذا السؤال: إذا توفيت الليلة فما هو عدد الأشخاص الذين تتوقع قدومهم لحضور المأتم؟ لماذا يجب أن يبدي الناس اهتمامهم بك في حين أنت لا تهتم بهم؟ تناول قلمك وضع جوابك هنا: إذا كنا نحاول استمالة الآخرين لكي يهتموا بنا فقط فلن نكسب الكثير من الأصدقاء المخلصين لان الأصدقاء … أي الأصدقاء الحقيقيين لا يكتسبوا بهذه الطريقة… وقد وقع نابليون في الخطأ ذاته ففي آخر لقاء له مع جوزيف قال: "لقد كنت محظوظا اكثر من أي رجل في الأرض ورغم ذلك اشعر في هذه اللحظة انك الشخص الوحيد في العالم الذي أستطيع الاعتماد عليه" ويشك المؤرخون من انه يستطيع حقا الاعتماد حتى عليه…
وضع "الفرد أدلر" عالم النفس النمساوي الشهير كتابا عنوانه "ما الذي ينبغي أن تعنيه الحياة لك" يقول في هذا الكتاب: "إن الإنسان الذي لا يهتم بشقيقه الإنسان هو الذي سيعاني من مصاعب الحياة ومن بين هؤلاء ينبثق الفشل الإنساني"
فإذا أردنا أن نكسب الأصدقاء يجب أن ننسى أنفسنا ونفكر بهم فقط وبمساعدتهم
لا يمكنك الظفر بنقاش
إن كل تسع مناقشات من اصل عشرة تنتهي وكل طرف مقتنع بجزم انه على حق فأنت لن تكسب أية مناقشة لأنك إن خسرتها تخسرها وان أنت ربحتها ستخسر… فلماذا يحدث ذلك؟؟؟ لنفرض انك تفوقت على الرجل الآخر وذلك بإظهار عقم جدله برهان سخافة أفكاره فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ أنت ستشعر بالرضى ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟ لقد جرحت كبرياءه وجعلته يشعر بالنقص وهو سيحتقر فوزك وقد صدق المثل القائل:
"إن الإنسان الذي يرغم على الاعتقاد بما هو ضد إرادته من غير الممكن أن يتخلى عن اعتقاده الأول
"نشرت صحيفة "بوسطن ترانسكريبت" ذات مرة هذه الأسطر المهمة: "هنا يرقد جثمان وليم جاي الذي قضى غمره وهو متمسك برأيه… اعتبر نفسه على حق .. ومات وهو على حق .. إلا انه مات.. تماما كما لو كان مخطئا" يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك لكنك إن أردت أن تغير تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا…
يقول "وليم ماك آدو": "إن من المستحيل التغلب على رجل جاهل بواسطة الجدل"
رجل جاهل!!! أنت متواضع في وصفك يا سيد "آدو" فخبرتي تشير الى انه من المستحيل أن تجعل أي إنسان مهما بلغت درجة ذكائه، يغير ما يعتقده ويؤمن به من خلال الجدل والنقاش… لما لا نترك الآخرون يتغلبون علينا في الجدل والنقاش الذي يمكن أن يثيرونه… لقد قال بوذا:
"لا يمكن أن تنتهي الكراهية بالكراهية بل بالمحبة"
وكذلك لا يمكن أن ينتهي سوء التفاهم بالجدل بل باللياقة وإجادة التصرف والاسترضاء والرغبة الصادقة في الوقوف على وجهة نظر الشخص الآخر…يقول "لنكولن":
من الأفضل أن تفسح الطريق أمام الكلب من ان تنال عضته من خلال جدلك ودفاعك عن مبادئك لان قتلك الكلب لن يشفي عضته"
إذن: إن افضل وسيلة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن نتجنب الجدل
اعترف بخطئك
إن كنا نعلم أننا سنفشل، أليس من الأفضل أن نسبق الشخص الآخر الى الاعتراف بذلك؟
وان نستمع النقد الذي نوجهه نحن الى أنفسنا بدلا من أن نتحمل إدانة مناوئينا؟ إن الفرصة ستكون مئة الى واحد من انه سيسلك منهجا كريما ومسامحا ويقلل من أخطائك… فاذكر ما تعتقد أن الشخص الآخر ينوي او يريد أن يقوله لك وراجع بها نفسك قبل أن يبدأ هو في ذلك لان بهذه الطريقة ستوقف الرياح عن شراعه وربما يعاملك معاملة حسنة ويسامحك ويخفف من أخطائك… كان باستطاعة "لي" إيجاد عدد لا يحصى من المتهمين بسبب فشل حملته إذ أن بعض قواده خيبوا آماله ولم تصل الكتيبة في الوقت المحدد لدعم هجوم المشاة فهذا اقترف خطأ وذاك اخفق في تنفيذ الخطط لكن "لي" كان نبيلا وشهما ولم يلق الملامة على أحد فبعد الهزيمة وتقهقر الجيوش الجريحة خرج "روبرت لي" لملاقاتهم بمفرده وألقى التحية عليهم وهو ينتقد نفسه ويعترف بخطئه:
"إن كل هذا هو خطئي وقد خسرت المعركة بمفردي"
إن التاريخ لا يذكر سوى قلة من القواد الذين لهم الشجاعة والقدرة على الاعتراف بذلك.. وأخيرا وعندما نكون على حق لنحاول أن نستميل الناس بلطف وود الى وجهة نظرنا وعندما نكون مخطئين –وغالبا ما نكون وان كنا صادقين مع أنفسنا- فلنعترف بأخطائنا في الحال لان هذه الطريقة لن تسفر عن نتائج مذهلة فحسب بل إنها سوف تشعرك بفرح ومتعة لا تشعر بهما عندما تحاول تبرير تصرفاتك وإنكار أخطائك.. تذكر هذا القول القديم:
"لن تحصل بالعراك على حقك كاملا لكن بواسطة اللين تستطيع الحصول على اكثر مما تتوقع"
إذن إذا كنت مخطئا اعترف بخطئك بسرعة وحزم
صمام الامان في معالجة الشكاوي
قال الفيلسوف الفرنسي"لاروشفوكولد":
"إذا كنت تريد خلق الأعداء تفوق على أصدقائك وان أردت خلق الأصدقاء دعهم يتفوقون عليك"
لماذا هذا الشيء حقيقي؟ لأنه عندما يتفوق أصدقاؤنا علينا فإن تفوقهم يعطيهم شعورا بالأهمية ولكن عندما نتفوق عليهم فذلك يعطيهم شعورا بالنقص ويثير غيرتهم وحسدهم.. لدى الألمان حكمة مأثورة تقول:
"إن اعظم سرور هو السرور الماكر الذي نستمده من مصائب الذين نحسدهم"
اجل، فبعض أصدقائك يشعرون بالارتياح عندما تواجهك المصاعب بدلا من النجاح.. وهكذا فلنكن متواضعين مثلما كان "كوب" فعندما سأله محام وهو على منصة الشهود:
"اعرف يا سيد كوب انك أحد اشهر الكتاب في أميركا.. أليس ذلك صحيحا؟" أجابه "كوب":
"بل ربما كنت أوفر حظا مما استحق"
لذلك يجب أن نكون متواضعين وجميعنا سنمر في الحياة ونصبح في ذاكرة النسيان فالحياة قصيرة جدا لتتسع لحديث الآخرين عن مآثرنا الصغيرة.. عوضا عن ذلك لندعهم يتحدثون عن أنفسهم .. فكر بذلك ولن تجد شيئا تفاخر به..
إذن اترك دفة الحديث للرجل الآخر
عبارة تفعل فعل السحر
تذكر أن الشخص الآخر يمكن أن يكون مخطئا تماما دون أن يعرف ذلك فلا تنتقده إن أي أبله يفعل ذلك.. بل حاول أن تتفهمه لان الإنسان العاقل والصبور والحكيم هو من يفعل ذلك فلا بد من وجود سبب دفعه لمثل هذا التصرف .. فإن استطعت اكتشاف هذا السبب الكامن تستطيع الإمساك بمفتاح شخصيته كلها ثم حاول أن تضع نفسك مكانه وقل في نفسك: "كيف كنت سأتصرف لو كنت مكانه؟ "من هنا تستطيع توفير الكثير من الوقت والمضايقة لانك عرفت السبب .. لن تكره النتائج هذا بالإضافة الى تنمية مهارتك في العلاقات الإنسانية .. يقول "غودي"في كتابه" كيف تحول الناس الى ذهب":
"قف لحظة وقارن بين اهتمامك الشديد بشؤونك الخاصة واهتمامك السطحي بشيء آخر واعلم أن كل إنسان في العالم يشعر ويفكر في الطريقة ذاتها فأساس أي عمل والنجاح في التعامل مع الآخرين يعتمد على حد كبير على استيعاب وجهة نظر الشخص الآخر والتعاطف معه"
اذن إذا أردت أن تغير إنسانا ما دون التسبب بالضيق حاول مخلصا أن ترى الأشياء من وجهة نظر الشخص الآخر
امنح الكلب اسما جميلا
هناك مثل قديم يقول: "أعط للكلب اسما رديئا يسهل عليك شنقه" لكن أعطه اسما جميلا وانظر ما الذي سيحدث .. يقول مدير سجن سينغ سينغ: "إذا كنت تتعامل مع مجرم هناك طريقة واحدة ممكنة لاستخراج افضل ما بداخله ..عامله وكأنه سيد شريف واعتبره بمستوى ذلك لأنه سيزهو بمثل هذه المعاملة ويستجيب لها ويفخر بأن هناك من يثق به"
إذن إذا كنت تريد التأثير في شخصية الآخرين دون إثارة استياءهم او التسبب بالإساءة: أعط الشخص الآخر مقاما حسنا يحيا من خلاله.
كيف تحفر قبر الزوجية بأسرع وسيلة ممكنه
إن الشكوى المستمرة هي من اخطر الوسائل الجهنمية التي يستخدمها شياطين الجحيم للقضاء على الحب فهي مثل لسعة حية الكوبرا لا شفاء منها وهي دائما فتاكة ودائما مميتة وقد اكتشفت زوجة "ليو تولستوي" هذه الحقيقة بعد فوات الأوان فقبل موتها اعترفت لابنتيها أنها كانت السبب في وفاة والدهما وكانت ابنتيها تعرفان أن هذه هي الحقيقة وان والدتهما هي التي قتلته بسبب شكواها الدائمة وانتقادها وتذمرها.. كان "تولستوي" وزوجته ينعمان بالثراء والأطفال والمركز الاجتماعي ولم يكن أي زواج تحت عرش السماء اكثر ازدهارا من زواجهما الى أن حدث شيئا مريبا فقد اخذ تولستوي يتغير تدريجيا حتى اصبح رجلا مختلفا تماما وبدأ يخجل من مؤلفاته العظيمة ومنذ ذلك الحين كرّس حياته لكتابة المناشير التي تنادي بالسلام والقضاء على الحروب .. إن الرجل الذي اعترف مرة انه اقترف في شبابه كل إثم يمكن تخيله – حتى القتل، يتخلى عن جميع أملاكه ويتجه ليحيا حياة الفقر والتقشف فعمل في الحقول يقطع الأخشاب ويجمع القش كما انه يصنع حذاءه بنفسه ويكنس غرفته ويأكل في وعاء خشبي كما حاول أن يحب أعداءه.. لقد كانت حياة تولوستوي مأساة وسبب مأساته كان زواجه فقد كانت زوجته تعشق الرفاهية بينما هو كان يبغضها وكانت تلتمس الشهرة والمظاهر الاجتماعية ولكن هذه الأشياء التافهة لم تكن تعني له شيئا فبقيت تشكو وتتذمر وتصرخ في وجهه لأنه ألح على حقه في نشر كتبه مجانا .. فقد كانت تريد المال الذي تجنيه ثمنا لهذه الكتب وأخيرا لم يعد تولستوي يقوى على التطلع الى زوجته وحين بلغ الثانية والثمانين من العمر لم يعد يستطيع أن يتحمل الشقاء المأساوي الذي يخيم على منزله ففر من زوجته في ليلة من ليالي تشرين الثاني المثلجة عام1910 فر الى البرد والظلام دون أن يعرف وجهة سيره وقد وجد ميتا بعد أحد عشر يوما في محطة للسكة الحديد وقد أوصى بألا تراه زوجته بعد موته.. هذا هو الثمن الذي دفعته زوجة تولستوي مقابل شكواها ونكدها وربما يشعر القارئ أن هناك سبب وجيه لشكواها الدائمة ولكن هل ساعدتها هذه الشكوى أم جعلت من الأمر السيء أسوأ؟
إذن إن أردت المحافظة على سعادتك الزوجية لا تختلق النكد
طريقة سريعة تجعل كل انسان سعيدا
هناك قصة اعرف أنها لم تحدث إلا أنها تعبر عن حقيقة واقعية لذلك سأرويها لكم: بعد نهار شاق جاءت المزارعة بكومة من التبن ووضعتها أمام أفراد عائلتها بدل أن تضع لهم طعام العشاء وسألوها عما إذا كانت أصيبت بالجنون أجابت: "وكيف لي أن اعرف أنكم ستلاحظون الفرق؟ منذ عشرين سنة وأنا احضر لكم الطعام دون أن اسمع كلمة إطراء تجعلني اشعر أنكم لا تأكلون التبن"
فلم لا تظهر تقديرك لزوجتك؟ قل لها في المرة القادمة حين تحضر لك الدجاج المحمر
واجعلها تشعر أنك تقدّر الحقيقة من انك لا تأكل التبن.. والأمر لا يقتصر فقط على الطعام فالشباب الفرنسيين من الطبقات العالية يتدربون على التعبير عن إعجابهم بملابس وقبعة المرأة التي ترافقهم ليس مرة واحدة بل عدّة مرات في الأمسية ولا يمكن أن يخطئ خمسون مليونا من الفرنسيين في ذلك.
إذن إن أردت المحافظة على سعادتك الزوجية امنح الثناء المخلص
اشياء تعني الكثير للمرأة
منذ القديم كانت الزهور لغة الحب وهي لا تكلف كثيرا وتباع في ركن من الشارع ولكن حين نعلم كم من النادر أن يحمل زوج باقة من الزهور الى منزله لاعتقدنا أنها ثمينة جدا وصعبة المنال فلماذا تنتظر دخول زوجتك المستشفى لتقدم لها باقة من الزهور؟ ولم لا تأتيها بباقة ورود غدا؟ فهل تريد أن تجرب ذلك؟ حاول وسترى ما الذي سيحدث.. إن النساء يعلقن كثيرا من الأهمية على ذكرى ميلادهم والمناسبات الأخرى وهذا ما سيبقى سرا أنثويا والرجل العادي يقضي حياته دون أن يتذكر أية مناسبة ولكن هناك مناسبتين يجب أن يتذكرهما دائما: ميلاد زوجته ومناسبة زواجهما، يقول القاضي "جوزيف سابات":
"إن الأشياء التافهة هي أساس معظم التعاسة الزوجية وان أمرا بسيطا كوداع الزوجة صباحا وهي تلوح بيدها لزوجها المنصرف الى عمله تحول دون الكثير من عمليات الطلاق"
وأخيرا احتفظ بهذه العبارة والصقها داخل قبعتك او على مرآتك حيث تستطيع أن تراها كل صباح:
"سأمر عبر هذه الطريق مرة واحدة فأي شئ صالح أستطيع أن افعله او أي عطف أستطيع إظهاره لأي إنسان دعني أحققه الآن .. لن أؤجل ذلك او أهمله لأنني لن أمر من هذه الطريق ثانية"
إذن إن أردت الحفاظ على سعادتك الزوجية أولي الأمور البسيطة بعض اهتمامك
اذا اردت ان تكون سعيدا لا تهمل هذا الامر
في هولندا يتوجب عليك خلع حذائك خارجا قبل الدخول الى المنزل .. يا الله، كم يمكننا أن نتعلم درسا فنخلع همومنا قبل أن ندخل منازلنا.. يقول "ثورغينيف":
"سأتخلى عن كل عبقريتي وكتبي لقاء امرأة تنتظر قدومي على العشاء بلهفة وشوق"
لتحميل ما سبق ملف فلاش
كليك يمين + SaveTargetAs