هبة الرحمن
عادت من المستشفى بخفي حنين, لتزور منزل والدة زوجها كما أوصاها تماما ,وهي تعتصر ألما وحرقة...
بأي شكل من الأشكال ستواجههم؟,مؤكد هو القدر لكنها لم تعد تطق نظراتهم الصامتة تلك .
ضاعت نقود زوجها هباء منثورا بعد انتظار تسع سنوات من الصبر والمحاولات والعمر ليس لعبتنا,و الذي أرقها أمل يغريها بالبدء من جديد ومحبة زوجها التي لم تتغير!ربما غفر لها ما سببته له من أسى وأمل كاذب, ربما.فهي بشر مهما كان من الأمر.جميل منا أن نحترم بشريتنا ونسلم للقدر قيادنا عند العجز في التغيير.
صعب هو الشعور بالذنب ولا حيلة لها به.
كلما رأت الحبالى نظرت في المرآة وملأت بطنها بالمخدات , لترى كيف ستكون ....جميل هو شعور الأم وهي التي زوجت أخواتها جميعهن حتى لا يندمن لحظة و يشعرن بأنهن حققن نجاحا بعيدا عن الزواج.فيجدن أنفسهن وبعد فوات الأوان وحيدات على الأقل في داخلهن .
هو عالم الأطفال الذي يشعرك أنك قيادي بامتياز هم نسجك وزرعك الذي ستقطفه بعد حين.كل العالم يتنازعون تلك الثمرة الذهبية!
بات محتما عليها أن تتلقى النظرات تلو النظرات من عيون هائمة تقبلها على مضض....يجب أن تتعود حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.لكنها صدقا لا تريد ان تخسره! أتزوجه فعلا كما ينصحن بعضهن؟وتقضي على أنانيتها؟
يا لخيبتها.
بدأت تخشى أن ينفذ صبرها فكيف هو صامت إلى هذا الحد؟سؤال محير فعلا.
يبقى الرجل الشرقي جبل لا تهزه الريح ربما, أو ربما كان متزوجا وأخفى عنها ولماذا لا؟ قصص تتكرر هل هو ملاك؟
لم بعد في جعبتها ما تفعل لقد أسقط فعلا في يدها.
ويجب أن تقبل ما لديها من واقع.
لم تنس تمائمها ولا تعويذاتها لملمت كل ما جادت به أفواه الحكماء والعجائز وكل الطب القديم حفظته عن ظهر قلب..باتت مرجعا هاما . ,لم تعد تريد المحاولة..ومن جديد.
الأدهى من كل هذا أن العمر يجاريها يقذفها لسن الأربعين...وهنا حدا فاصلا يجعلها تتخلى عن الفكرة نهائيا لتدفعه رغما عنها ليتزوج ! مجرد التفكير هذا يجعلها نهبا للبكاء والحرقة القاتلة لا أحد يشعر بها أبدا .
ما فائدة الزواج من غير أطفال؟ شجر بلا ثمر؟ هل تنسحب؟ لكنها تحبه جدا!
مضت في هواجسها وهي تتخيل نفسها بحالات غريبة عجيبة.
لتتصل صديقتها تعالي معي.....تعالي دون مناقشه.أخشى أنك عبثتِ بنفسك وأخطأت الطريق...
يا لحزنها أين المحبين والمقربين؟ربما الحياة بمتاعبها تعمي وتصم.
- سوف تحكي له الحقيقة عندما يكبر....وسوف أرضعه لك ستكونين خالته مار أيك؟
-...................!
باتت تزور دار الأيتام كل شهر كل أسبوع ...كل يوم ... عدة مرات في اليوم..
-هاهو حبيبي وعمري..هبة الرحمن.....
-إنه الفقر سيدتي...
يلحق بها أبو هبه قائلا:
سامحيني...إنه ولدنا القادم يبدو أنني لن أنجب أبدا.............
أم فراس 6 نيسان 2008