هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلىَ اللهُ عَليهِ وَسَلَم
سلسلة رقم 14
الصراط المستقيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وقَد رَوى البُخَارِيُّ30أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
"إِذَا كَانَ أحَدُكُم في صَلاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلا يَبْصُقَنَّ في قِبْلَتِهِ ولا عَنْ يَمِيْنِهِ
فَإنَّ رَبَّه بَيْنَه وبَيْنَ قِبْلَتِهِ"،
وهذا الحديثُ أقْوى إسْنادًا منْ حَدِيثِ الجَارِيَةِ.
وأَخْرَجَ البُخَارِيُّ31أَيْضًا عَنْ أَبي مُوسَى الأشْعَرِيِّ أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:
"ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُم فإنَّكُم لا تَدْعُوْنَ أصَمَّ ولا غَائِبًا، إنكم تَدْعُونَ سَمِيْعًا قَرِيبًا،
والذي تدعونَهُ أقْربُ إلى أحَدِكُم مِن عُنُقِ رَاحِلَةِ أحدِكُم".
فَيقالُ للمعتَرِضِ: إذَا أخَذْتَ حَدِيثَ الجَارِيَةِ علَى ظَاهِره وهذين الحدِيثَينِ عَلى ظَاهِرهما لَبَطَلَ زَعْمُكَ أنَّ الله في السَّماءِ وإنْ أوَّلْتَ هذين الحَدِيثَيْنِ ولَم تُؤَوِّلْ حَدِيثَ الجَارِيَةِ فَهَذَا تَحكُّمٌ ـ أي قَوْلٌ بِلا دَلِيل ـ، ويَصْدُقُ عَلَيْكَ قَولُ الله في اليَهُودِ ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (85)﴾ [سورة البقرة].
وكَذَلِكَ مَاذا تَقُولُ في قَولِه تَعالى: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ (115)﴾ [سورة البقرة]
فَإنْ أَوَّلْتَه فَلِمَ لا تُؤَوّلُ حَدِيثَ الجاريةِ. وقَد جَاءَ في تَفسِيرِ هَذِهِ الآيةِ عنْ مُجاهِدٍ تِلميذِ ابنِ عَبَّاسٍ32: "قِبْلَةُ الله"، فَفَسَّرَ الوَجْهَ بِالْقِبْلَةِ أيْ لِصَلاةِ النَّفْلِ في السَّفَرِ عَلى الرَّاحِلَةِ.
وأَمَّا الحَدِيثُ الذِي رَواهُ التّرْمذِيُّ33 وهُوَ "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُم الرحمن ارْحَمُوا مَنْ في الأرْضِ يَرْحَمْكُم منْ في السَّمَاءِ"، وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى34"يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ"،فَهَذِهِ الرّوَايَةُ تُفَسّرُ الرّوايَةَ الأُوْلَى لأنَّ خَير مَا يُفسَّرُ بهِ الحَدِيْثُ الوارِدُ بالواردِ كَما قَالَ الحَافِظُ العِراقيُّ في ألفِيَّتِهِ:
وخيرُ ما فسّرتَه بالواردِ.
ثمّ المرادُ بأهْلِ السَّماءِ المَلائِكةُ، ذَكَرَ ذلكَ الحَافِظُ العِراقيُّ في أمَالِيّه عَقِيبَ هَذَا الحدِيثِ ونص عبارته35: وَاسْتدلَّ بقَوْلِه "أَهْلُ السَّمَاءِ" عَلَى أنَّ المُرَادَ بِقَوله تعالى في الآية: ﴿ءأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء (16)﴾ الملائِكَةُ" اهـ، لأنه لا يقال لله "أَهْلُ السَّمَاءِ". و"مَنْ" تَصلُح للمُفرَد وللجَمْع فلا حجّةَ لهم في الآية، ويقال مثلُ ذلك في الآيةِ التي تَليْها وهي: ﴿أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا (17)﴾ [سورة الملك] فـ "مَن" في هذه الآيةِ أيضًا أهلُ السماءِ، فإن الله يسلطُ على الكفارِ الملائكة إذا أرادَ أن يُحِل عليهم عقوبَتَه في الدنيا كما أنهم في الآخرةِ هم الموكلونَ بتسليطِ العقوبةِ على الكفارِ لأنهم خزنَةُ جهنم وهم يَجرُّونَ عنُقًا من جهنمَ إلى الموقفِ ليرتاعَ الكفارُ برؤيتهِ. وتلكَ الروايةُ التي أوردَها الحافظُ العراقيُّ في أماليّه هكذا لفظُها: "الراحمونَ يرحمهُم الرحيمُ ارحموا أهلَ الأرضِ يرحَمْكُم أهلُ السماءِ".
ثُمّ لَو كَانَ الله سَاكِنَ السَّمَاءِ كَما يَزْعمُ البَعْضُ لَكانَ الله يُزَاحِمُ الملائِكةَ وهَذا مُحالٌ، فَقَد ثَبَتَ حَديثُ36أنّه "ما في السموات مَوْضِعُ أَرْبَعِ أصَابِعَ" وفي لفظ37"شبر" "إِلا وفِيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ أوْ رَاكِعٌ أو سَاجِدٌ".
وكَذَلِكَ الحَديثُ الذي رَواهُ البُخَاريُّ ومُسْلِمٌ38عَن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ أنَّ الرّسولَ صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تأْمَنُوني وأَنَا أَمِينُ مَنْ في السَّمَاءِ يَأْتيني خَبرُ مَن في السَّمَاءِ صَبَاحَ مَسَاءَ" فالمقْصُودُ بِه الملائِكةُ أَيضًا، وإِنْ أُرِيد بِه الله فَمعْنَاهُ الذي هُوَ رَفِيعُ القَدْرِ جدًّا.
وأَمَّا حَدِيْثُ39زَيْنبَ بنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ النّبي صلى الله عليه وسلم أنَّها كَانَت تقُولُ لنساءِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم "زَوّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي الله منْ فَوقِ سَبْعِ سَمواتٍ" فَمعْنَاهُ أَنَّ تَزوّجَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بِها مُسَجَّلٌ في اللّوحِ المحفُوظِوهذه كتابةٌ خاصةٌ بزينبَ ليست الكتابة العامة، الكتابةُ العامةُ لكلّ شخصٍ فكلُّ زواجٍ يحصلُ إلى نهايةِ الدنيا مسجلٌ، واللّوحُ فَوقَ
السموات السَّبْعِ.
وأَمَّا الحَدِيثُ الذي فِيه40"والذي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ فَتَأْبى عَلَيْه إلا كَانَ الذي في السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا" الحدِيث، فَيُحمَلُ أيضًا عَلى الملائِكةِ بدَلِيلِ الرّوَايَةِ الثّانِيةِ الصَّحِيحَةِ وَالتي هِي أَشْهَرُ مِنْ هَذِهِ وَهي "لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتى تُصْبِحَ"، رَوَاهَا ابن حبّان وغيرُه41.
وأَمَّا حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاء42أَنَّ النّبي صلى الله عليه وسلم قالَ: "رَبَّنَا الذي في السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ" فَلَم يَصِحَّ بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ كَمَا حَكَم عَلَيْهِ الحافظ ابنُ الجَوْزِيّ، وَلَوْ صَحَّ فَأَمرُهُ كما مَرَّ في حَدِيثِ الجارِيَةِ.
وأمَّا حَدِيثُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِم43عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله عَلى عَرْشِهِ فَوْقَ سَمواتِه، وسَمواتُه فَوْقَ أَرَاضِيْهِ مِثْلَ القُبّةِ" فَلَم يُدْخِلْهُ البُخَارِيّ في الصَّحِيحِفَلا حُجَّةَ فِيهِ، وَفي إسْنادِهِ مَنْ هُوَ ضَعِيفٌ لا يُحْتَجُّ بِه44، ذَكَرَه ابنُ الجَوْزِيّ وغَيْرُه45.
وكَذَلِكَ مَا رَواهُ في كتَابه "خَلْقُ أَفْعَالِ العِبَادِ46" عَن ابنِ عَبّاسٍ أنّهُ قالَ: "لمّا كَلَّم الله مُوسَى كانَ نِدَاؤهُ في السَّمَاءِ وكَانَ الله في السَّماءِ"، فَهُوَ غَيرُ ثَابِتٍ فَلا يُحتَجُّ بِه47.
وأَمَّا القَوْلُ المَنْسُوبُ لِمَالكٍ وهُو قَولُ "الله في السَّمَاءِ وعِلْمُه في كُلّ مَكَانٍ لا يَخْلُو مِنْهُ شَىء" فَهُو غَيْرُ ثَابتٍ أَيْضًا عَن مَالِكٍ48، وأَبُو دَاودَ لم يُسنِده إليه بالإسناد الصحيح بل ذكره في كتابِهِ المسائل49ومُجَرَّدُ الرّوَايَةِ لا يَكُونُ إثْبَاتًا
صِفَاتُ الله الثَّلاثَ عَشْرَةَ
جرَتْ عادَةُ العُلماءِ المؤلفينَ في العَقيدةِ منَ المتأخّرينَ على قَوْلِهم إِنّ الوَاجِبَ العَيْنِيَّ المَفْرُوْضَ علَى كُلّ مُكَلَّفٍ "أَي البَالغِ العَاقِلِ" أَنْ يَعْرِفَ مِن صِفاتِ الله ثلاثَ عَشْرةَ صِفَةً
الوجودَ والقِدَمَ والمخالفةَ للحوادثِ والوَحدانيّةَ والقيامَ بنَفْسِه والبقاءَ والقُدْرةَ والإرادةَ والحياةَ والعِلْمَ والكَلامَ والسَّمْعَ والبَصرَ
وأنَّه يَستحيلُ على الله ما ينافي هذِه الصّفاتِ.
وَلَمَّا كَانَت هَذِهِ الصّفَاتُ ذُكِرَتْ كَثيرًا في النُّصُوص الشَّرْعيَّة قَالَ العلماءُ: يَجبُ مَعْرِفَتُها وُجُوبًا عَيْنِيًّا أي على كلّ مكلّفٍ بعَيْنه، وقال بعضُهم بِوجوبِ مَعْرِفَةِ عِشْرينَ صِفَةً، فَزَادُوا سَبْعَ صِفاتٍ مَعْنَويَّةٍ قالُوا وكَونُه تعالى قادِرًا ومُرِيدًا وحَيًّا وعَالِمًا ومُتَكلّمًا وسَمِيعًا وبَصِيرًا، والطَّرِيقَةُ الأُولَى هِيَ الرَّاجِحَةُ
الوُجُودُ-1
اعلَم رحِمَكَ الله أنّ الله تعالى مَوْجُودٌ أزَلا وأبَدًا فَلَيْسَ وجُودُه تَعالى بإيجادِ موجِدٍ.
وقَد اسْتَنكَرَ بَعْضُ النّاسِ قَولَ "الله مَوجُودٌ" لِكَونِهِ علَى وَزْنِ مَفْعولٍ والجَوابُ أَنَّ مَفْعُولا قَد يُطلَقُ علَى مَنْ لم يَقعْ علَيه فِعْلُ الغَيْرِ كَما نَقُولُ الله مَعْبُودٌ وهَؤُلاءِ ظَنُّوا بأَنْفُسِهم أَنَّ لَهُم نَصِيبًا في عِلْمِ اللُّغَةِ ولَيْسُوا كمَا ظَنُّوا.
قَالَ اللُّغَويُّ الكَبِيرُ شَارحُ القَامُوسِ الزَّبيديُّ في شَرْح الإحْياءِ مَا نَصُّه: "والبَارِئ تَعالى مَوْجودٌ فصَحَّ أَن يُرَى".
وقَالَ الفَيُّومِيُّ اللُّغَوِيُّ صَاحِبُ المِصْبَاح: المَوْجُودُ خِلافُ المَعْدُوْمِ
القِدَمُ-2
يَجِبُ لله القِدَمُ بمَعنَى الأزَلِيَّةِ لا بِمَعْنَى تَقَادُمِ العَهْدِ والزَّمَنِ لأَنَّ لَفْظَ القَدِيمِ والأَزَليّ إِذَا أُطْلِقَا علَى الله كَانَ المَعْنَى أنَّهُ لا بِدَايَةَ لِوجُودِهِ، فَيُقَالُ الله أزليٌّ، الله قَدِيمٌ، وإذَا أُطلِقَا على المَخْلُوقِ كَانَا بِمَعْنَى تَقَادُمِ العَهْدِ والزّمَنِ، قالَ الله تعَالى في القَمرِ﴿حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)﴾ [سورة يس]، وقَالَ صَاحِبُ القاموس الفَيروز ءابادي: "الهَرَمَانِ بِناءَانِ أَزَلِيَّانِ بِمصْرَ".
وأَمَّا بُرهَانُ قِدَمِه تَعَالى فَهُو أنَّه لَو لَم يكنْ قَدِيمًا لَلَزمَ حُدُوْثُه فيفتَقِرُ إلى مُحْدِثٍ فيلزَمُ الدَّورُ أو التَّسَلْسُلُ وكلٌّ مِنهُما مُحَالٌ، فَثَبَتَ أنَّ حُدوثَه تعالى مُحالٌ وقِدَمَهُ ثابتٌ
البَقَاءُ-3
يَجبُ البقاءُ لله تعالى بمعنَى أنّهُ لا يلحقُهُ فناءٌ، لأنّه لمَّا ثبتَ وجوبُ قِدَمِه تعالى عَقلا وجبَ لهُ البقاءُ لأنّهُ لو أمكن أنْ يلحقَهُ العدَمُ لانتفَى عنهُ القِدمُ، فهوَ تباركَ وتعالى الباقي لِذاتِهِ لا باقيَ لذاتِهِ غيرُهُ، وأمّا الجنّةُ والنارُ فبقاؤهما ليسَ بالذّاتِ بل لأنَّ الله شاءَ لهما البقاء، فالجنّةُ باعتبارِ ذاتِهَا يجوزُ عليها الفناءُ وكذلكَ النّارُ باعتبارِ ذاتِها يجوزُ عليها الفناءُ
_____________________________ 30) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الصلاة: باب إذا بدره البزاق فيأخذ بطرف ثوبه.
31) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير.
32) تفسير الطبري (1/504-505).
33) أخرجه الترمذي في سننه: كتاب البر والصلة عن رسول الله: باب ما جاء في رحمة الناس. وقال "هذا حديث حسن صحيح".
34) رواه أحمد في مسنده (2/160).
35) انظر المجلس السادس والثمانين من أمالي العراقي (ص/77).
36) أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الزهد: باب في قول النبي لو تعلمون ما أعلم. وقال هذا حديث حسن غريب.
37) رواه البزار في مسنده (8/177).
38) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المغازي: باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن، ومسلم في صحيحه: كتاب الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
39) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد: باب وكان عرشه على الماء.
40) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب النكاح: باب تحريم امتناعها من فراش زوجها.
41) رواه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، وابن حبان في صحيحه انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان لابن بلبان (6/187).
42) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى.
43) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في الجهمية.
44) ذكره ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه (ص/266) وقال "تفرد بروايته محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة وكلاهما لا يحتج به".
45) قال البيهقي في الأسماء والصفات (ص/418): "كان مالك بن أنس لا يرضاه ويحيى ابن سعيد القطان لا يروي عنه ويحيى بن معين يقول ليس بحجة".
46) خلق أفعال العباد (ص/41).
47) البخاري لم يلتزم أن لا يذكر إلا الصحيح في هذا الكتاب، لذلك لا يكتفى لتصحيح الحديث بمجرد ذكه فيه. وقد ذكره البخاري في كتابه خلق أفعال العباد بدون سند بل قال قال ابن عباس.
48) ذكره ابن جماعة في كتابه إيضاح الدليل (ص/82) وقال فيه "قال أحمد بن حنبل عبد الله بن نافع لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفًا فيه".
49) مسائل الإمام أحمد (ص/263
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الله أعلم وأحكم
الدال على الخير له مثل اجر فاعله
انشروا علم وعقيدة اهل السنة والجماعة
لله تعالى
للسؤال او الاستفسار او طلب زيادة معلومات
او انسحاب
او اضافة الى القائمة البريدية
أرسل على هذا ألإيميل
ad.leen@yahoo.com