منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل نحن شعب.....

  1. #1

    هل نحن شعب.....

    محمد إقبال بللو
    هل نحن شعب "شبيح"؟؟
    "الشبيحة" كلمة متداولة في سورية قبل اندلاع الثورة، وتطلق على بعض حثالات الساحل السوري من أبناء الطائفة العلوية المرتبطة مصلحياً بالنظام، وغالب هذه المجموعات تنتمي لعائلة الأسد أو لها صلات قرابة بها، في ذلك الوقت.
    ومع اندلاع الثورة السورية، عمل النظام بكل ما يملكه من ادوات القمع الوحشية على إخماد صوت المتظاهرين السلميين بالقوة العسكرية والاعتقالات ومهاجمة المتظاهرين من قبل مجموعات تطوعت لتكون يد النظام الضاربة في الشارع، تلك المجموعات سرعان ما سميت بـــ "الشبيحة" لكن مفهوم التشبيح اختلف تماما مع بدايات المظاهرات، إذ أن كل حي أفرز شبيحته، غير المنتمين للطائفة العلوية، وغير المقربين من عائلة الأسد.
    مجموعات الشبيحة آنفة الذكر كان لها الدور الاكبر في اندفاع الشبان من المتظاهرين إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، بعد أن حصل التعديل الوراثي المفاجئ على الجينات السورية، ليصبح كثيرون من "مسيحة الجوخ" و "أمناء الحلقات والفرق الحزبية" شبيحة بكل معنى الكلمة، وكان سعر الواحد منهم آنذاك لا يتجاوز خمسمائة ليرة سورية لحفلة التشبيح الواحدة، أي ما بعادل دولارا واحدا اليوم.
    وعرف الكثير من الشبيحة في الساحل وغيره كحلب وحمص وحماة ودمشق والحسكة ودير الزور وادلب، ما جعل السوريين ينظرون للموضوع بشكل مختلف، فالطائفة أو صلة القرابة بمسؤولي النظام لم تعد معيارا للحالة التشبيحية، بل اصبح الشبيحة طائفة بحد ذاتهم، وانتشروا في مختلف بقاع الأرض السورية، كالكلاب اللاهثة يجرون وراء الخمسمائة ليرة سورية، وبعض الحظوة لدى معلميهم من شبيحة الوطن الكبار، كما برزت فتيات ونساء شبيحات، إذ لا بد من التنوع الجنسي بغية التواصل الغريزي المحفز لهؤلاء الحيوانات إن جاز التعبير.
    وعرف السوريون شبيحة النظام وكشفوا أسرارهم وصفاتهم بكل يسر وسهولة، لكن أحدهم لم يتوقع ان تظهر مجموعات تشبيحية جديدة لا تنتمي إلى النظام السوري، إذ اصطدم السوريون من بعد هؤلاء بشبيحة تنظيم داعش، وشبيحة جبهة النصرة، ومن ثم شبيحة الالوية العسكرية المعارضة، وبات المرء يخشى ان يذكر قائد فصيل بسوء، إذ أن لكل قائد قائد شبيحته، الذين سيقومون بالانتقام، وهنا لا بد من التعريف بقائد الفصيل، قد يظن من هو غير سوري، ان ذلك الكائن ضابط رفيع منشق عن جيش النظام، او قاض لديه من الخبرة ما لديه، او مثقف راجح العقل تتبع نصائحة ويؤخذ برأيه، قائد الفصيل ليس هذا ولا ذاك، بل هو عبارة عن بائع بقدونس في احدى ساحات "باب جنين بحلب" مثلا، أو في أسمى حالاته "صاحب مكتب عقاري احترف النصب وتعليق صور سيادة الرئيس" وهؤلاء من خيرة القادة إذ ان مهنهم مألوفة وطبيعية، لكن بعض القادة كانت أقصى خبراتهم السرقة مثلاً، ولا يخلو الأمر من قلة قليلة من القادة الذين يحملون رؤية او هدفاً او فكراً، هؤلاء معظمهم تمت تصفيتهم ولم يتبق منهم إلا من تم تدجينه.
    وهمذا أصبحت سورية الثورة مرتعاً للشبيحة على اختلاف أصنافهم وأنواعهم، ومن اين جاء هؤلاء؟ لنكن واقعيين، هؤلاء كلهم "مننا وفينا" كما يقولون ولم يتم استيرادهم من خارج الحدود، كلهم سوريون للأسف، لم يتوقف التشبيح داخل أسوار الوطن، فكثيرون توجهوا إلى تركية وسرعان ما أصبح بعضهم شبيحاً للحكومة التركية، والبعض توجه إلى اوروبا، وبات يشبح على الواصلين الجدد من أبناء بلده بشتى الوسائل، ليظهر في حالة المتفوق، او ليقنع ذاته بذلك التفوق.
    إذن لا بد من دراسة حالة نفسية أكثر مما هي حالة اجتماعية، وتدعى هذه الحالة "متلازمة الشبيح السوري" لان مئات الآلاف من الشبيحة على اختلاف أنواعهم كلهم سوريو المنشأ، كيف دخل التشبيح إلى خلايانا، هل السبب نظام عمل على ذلك لسنوات طويلة، أم العكس، ألأن النظام مارس الضغوط على الجميع لعشرات السنين، وجد الجميع فرصة ضعفه هذه مناسبة ليظهر كل واحد ما بداخله، فمن يرغب بالحرية نادى بها، ومن يرغب بالدولة الاسلامية نادى بها، ومن يحمل في جينات خلاياه بذور التشبيح أبرز مواهبه في التشبيح؟ غريب أمرنا نحن المساكين "شعب الله المقهور والمشرد" غريبون نحن السوريون!!
    حديث الأسبوع لن يتم إغناؤه دون آراؤكم، لست سوداوياً ولا متشائماً، لكنها قضية تستمر في طرح نفسها أمامي لذا وددت نقاشها معكم، وإلى حديث جديد في الاسبوع القادم.
    24-11-2016
    محمد إقبال بلو

  2. #2
    ندعو الله ان يفرج عن اهل سوريا يارب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •