المياه الصادقة د. ريمه عبد الإله الخاني
قال جدي يوما:
-إن المياه أصدق ما في الطبيعة، فطعمها ولونها ورائحتها تشي بما فيها...
-وأنا أحب الماء...
لذا كنت أستمتع بتنظيف سيارة والدي.. فيطل من الشرفة جدي مشيرا بيده، أن خفف تيار الماء...المندفع من الخرطوم.
-لكن الماء متوفر في الأرجاء..
فيكمل بيده نافيا عني ما قلت مكررا طلبه...
أنا أحب الماء.. لأنه أصدق ما في الكون .
نعم...
كما قال جدي تماما...أكاد أعرف متى تكون المياه نقية ومتى تكون غير ذلك.
ولعلها أطيب ما تكون عندما تكون كذلك...نظيفة تماما...
إن أكثر ما يسعدني عندما أنصاع لرغبة أمي في أداء صلاة الفجر قبيل النور الأبيض في الوجود.. والكون الفسيح...
لحظات رائعة لا يمكن وصفها أبدا.... حيث أبدأ يومي من أوله ..بذكر الله.
أحسه ممتعا و طويلا أملأه بما أحب من قراءة وألعاب جماعية مع أصدقائي في المدرسة داخل الواتس، وألغاز وتمارين رياضية غريبة عجيبة، نحن أبطال الرياضيات، هكذا قال لنا أستاذنا..
أفقت باكرا جداجدا هذا اليوم .. قرأت في كتب والدي، وفي مكتبته التي شجعنا على قراءة مافيها.
صليت الفجر...ثم عدت للنوم..
أفقت فجأة أستدرك ما ضاع مني من النهار.. فوجدت وجوه أفراد عائلتي واجمة تنظر إلي بدهشة!..باستغراب.. يحملقون...واجمون.
إشارات الاستفهام تملا فيهم...
سألتهم :
-ماذا هناك؟، كله لأنني أفقت باكرا جدا؟
-ألست أنت من ملأت ليلة البارحة خزان المياه بماء ينقذنا من انقطاع الماء المتكرر؟؟.
-نعم هذا صحيح..
-فكيف فرغ بسرعة؟ ماذا فعلت..؟؟؟
ركضت للحمام ..ونظرت لمستودع المياه الذي يرمي مياهه لينظف فضلاتنا الطبيعية.. فما وجدت فيه نقطة واحدة..
- هل فعلا انتهت المياه!؟؟ يا للهول.
فجاء الجواب:
- ضغطت على زر تفريغ المياه.. وتركته يفرغ كل الخزان لأنه علق ولم يعود لما كان عليه. وعليك تعبئته من جديد..
-ومدرستي؟هل ألحق بها، أم أبحث عن حل؟
-....
د. ريمه الخاني 16-1-2017