الذئب و الفريسة - قصة واقعية - نزار ب. الزين

[نزار ب. الزين]

الذئب و الفريسة

قصة قصيرة حقيقية

نزار ب. الزين*

*****

تسمع هدير سيارة ، ترتعش ،

يتوقف الهدير ، تزداد إرتعاشا و رعبا ،
تشاهده يكشف طرف الخيمة ، فتصرخ و تصرخ ؛
يتقدم منها و قد ركَّب إبتسامة صفراء فوق لحيته الصغيرة ، (( لماذا تخافين مني يا صغيرتي ؟ )) يقول لها بصوته الوحشي ، ثم يضيف : (( لقد أحضرت لك صديقي حمود كما أحضرنا لك كبابا و حلويات .. هيا كلي بالهناء و الشفاء )) تجيبه بمزيد من الصراخ و بلغة لم يفهم منها حرفا ، ربما كانت تستنجد بوالديها " همس لنفسه " ، يحاول إرغامها على الأكل ، تزدرد لقيمات ثم لا تلبث أن تتقيأها ؛ (( ترفضين الطعام ؟ هذا شأنك ، و لكنك لن ترفضي المتعة ... )) يعاود ربط يديها ، يملأ فمها بقطعة قماش قذرة ليخرس صوتها المبحوح ، ثم يلتفت إلى صديقه حمود : (( تفضل قبلي !!! ))
يتقدم حمود ، يشمئز ، يرفض ، يبتعد ....
يتقدم عبد الرحمن ، فيمارس وحشيته ..
(( حرام عليك يا رجل إنها طفلة ... إنها تموت ، إنها تنزف ! )) يقول حمود مستاءً ، فيجيبه عبد الرحمن متسائلا بينما لا يزال يلتهم ضحيته : (( تقول طفلة ؟ إنها في التاسعة يا رجل ! )) ..
يزداد إشمئزاز حمود ، تخالطه مشاعر الإشفاق على الطفلة و الندم لأنه رضي بمرافقة صديقه ، و الغضب منه بل و إحتقاره ، يخرج من الخيمة و يجلس في السيارة مضطربا منزعجا تتقاذفه الأفكار ..... و النوايا ! .
(( ظننتك رجلا يا حمود )) يقول لصحابه - ممازحاً - بعد أن فرغ من إلتهام ضحيته ، فيجيبه حمود : (( و أنا ظننتك إنسانا ! ))
(( لماذا أنت هكذا خجول مثل البنات يا حمود ؟ لقد تناوب عليها منذ إختطفتها كل أصدقائنا المشتركين ، و خرجوا جميعاً شاكرين ، إسأل راشد ، إسأل شارخ و إسأل عبد الله ، كلهم أعجبتهم الوليمة ! إلا أنت.؟!. ))
يصمت حمود و هو يكاد يبكي !

*****

بعد أن اعتلى منصة المشنقة مرغماً ، التفت عبد الرحمن نحو الجماهير المحتشدة ، فصاح يخاطبهم : (( لماذا أنا وحدي ؟!... كلهم كانوا شركائي ، جميعهم دفعوني لإختطاف الطفلة ، راشد و شارخ و عبد الله و جسار و غلام .... )) و إذ علا صياحه أكثر ، أسرع الجلاد ( العشماوي ) فغطى رأسه بكيس أسود فانكتم صوته ، ثم ما لبث جسده أن تدلى فأخذ يتراقص في الخلاء كديك مذبوح ؛ ثم نفق...
بينما كانت الجموع المحتشدة تهلل و تكبر .

*****

-------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو ٍإتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com

[ريمه الخاني]

حسبنا الله ونعم الوكيل....
نص مؤلم حقيقة...
تثبيت

[حسن لشهب]

قصة واقعية لحد المرارة
شكرا لقلمك أخي نزار

[ندى نحلاوي]

دوما قصصك أستاذنا من عمق الواقع بمعالجة دافئة جدا
تحيتي
ندى

[نزار ب. الزين]

حسبنا الله ونعم الوكيل....
نص مؤلم حقيقة...
تثبيت

*********
أختي الفاضلة أم فراس
شكرا للمرور و التثبيت
مع خالص المودة و التقدير
نزار

[نزار ب. الزين]

قصة واقعية لحد المرارة
شكرا لقلمك أخي نزار

*********
أخي الأكرم حسن
ممتن لزيارتك و اهتمامك بالنص
عميق نودتي لك
نزار

[نزار ب. الزين]

دوما قصصك أستاذنا من عمق الواقع بمعالجة دافئة جدا
تحيتي
ندى

*********
أختي الفاضلة ندى
الشكر الجزيل لزيارتك
و لثنائك المعطر بالياسمين
عميق مودتي لك
نزار