لقد عرفنا السلة بأحجامها المختلفة وأشكالها المتعددة، واستعملناها في جني وجمع الفواكه والخضراوات، ومن السلال ما حجمه صغير جداً، وهناك الصغيرة، ومتوسطة الحجم، وهناك السلة الكبيرة، وتدعى (السل) لكن عرفناها في غوطة دمشق باسم (الأرطل) وأشكال السلال مختلفة فمنها المتطاول العمودي، الدائري الملتف، ومنها شبه المستطيل أو شبه الدائري، ولكل منها يد مختلفة، أما ألوانها فهي البني والأصفر الفاتح، وذلك حسب مادة صنعها، فالمصنوعة من القصب لونها أصفر، والمصنوعة من صفصاف الحيلاف لونها بني.
وهناك أنواع أخرى من السلال، مثل (المكبة) وحجمها أكبر من (السل) بكثير، وتستعمل لوضع الأكل فيها، ولها غطاء واسع، كذلك (الكبك) وهو من القصب أو الحيلاف، وشكله مسطح واسع له حافات مرتفعة قليلاً، ويستعمل لوضع الأكل فوقه، ويعلق في فراغ السقف أو العلية أو الرواق بواسطة حبل.
وتصنع السلال من نوعين من النبات وهما القصب وصفصاف الحيلاف، ففي دمشق وحلب وحمص تصنع من القصب، وفي الريف السوري تصنع من صفصاف الحيلاف حيث الأنهر كثيرة والينابيع غزيرة إذ تجود زراعة الصفصاف.
ويستعمل في صناعتها السكين (القطفة) والمخرز للثقب، ويؤتى بالقصب فيقشر ثم يشق من منتصفه بالقطفة، وتوضع القضبان القصبية في الماء يوماً كاملاً، ثم تمسك كل قصبتين طريتين مع بعضهما وتلفان مع غيرهما لفة واحدة من الأسفل إلى الأعلى، فترسم أولاً قاعدة السلة وتترك لها حواف في القصب لتمسك مع غيرها، وهكذا حتى الارتفاع المناسب، وتحتاج السلة ذات الحجم المتوسط إلى عشرة قصبات لصفها، ولم يبق في دمشق اليوم إلا عدد قليل من صانعي السلال، فهي في طريقها إلى الزوال. ومن الأمثلة التي وردت في السلال (بدو سلتو بلا عنب) و(محبتك اللي مثل المي بالسلة) و(حزين وقع بسلة تين) و(بدك السلة ولا العنب).