عبد السلام العجيلي"..من وحي البادية، وإلهامات الفرات
أدب يشع فكراً وحضارة
«من يعرف "العجيلي" تصعب عليه الكتابة لأن الأعلام الكبار كالمحيط الهائل أنّا نظرت وجدت الماء تحيط بك. والدكتور "عبد السلام العجيلي" أديب عربي أصيل رفد المكتبة العربية وخلال نصف قرن من الزمن بروائع أدبية نفيسة، ومازال يغني الأدب العربي بعطاء دائم التجديد..».
هذه الكلمات للأستاذ "رشيد الحميد" بدأ بها دراسته عن أدب الدكتور "عبد السلام العجيلي" وذلك بين حشد من الأدباء والمثقفين استضافهم المركز الثقافي العربي في "منبج" مساء الثلاثاء (14/10/2008)م في استعراضِ تطرق فيه الأستاذ "الحميد" على البادية والفرات في أدب "العجيلي"، ويتحدث لنا الأستاذ "الحميد" عن بدايات "العجيلي" فيقول:
«نشر "العجيلي" أول قصة له في تشرين الثاني سنة (1936)م في مجلة الرسالة "المصرية" وكان آنذالك طالباً في مدرسة التجهيز بـ "حلب"، ثم انتقل إلى جامعة "دمشق" لدراسة الطب وتخرج منها طبيباً. نشر باكورته الأولى – مجموعة قصصية بعنوان (بنت الساحرة) سنة (1945)م، ومنذ ذاك الحين و"العجيلي" ينبوعاً فياضاً بالفكر والأدب».
وعن أهم المؤثرات في أدب "العجيلي" يضيف الأستاذ "رشيد الحميد" قائلاً:
«أهم المؤثرات زكي القراجةالتي نعتقد أن لها دوراً في أدب "العجيلي" هي البادية التي نشأ فيها وعاش، فهو من مواليد "الرقة" المتاخمة للبادية السورية التي أكسبت الرقة صفة الإستراتيجية وزاد الفرات في اسمية هذه الصفة، فقد صور "العجيلي" في قصصه حياة أهل البادية من حيث الاحتكام إلى قانون العشيرة، ومعظم عادات البادية وتقاليدها..».
أما الأستاذ " زكي القراجة" فهو من الذين كانوا يلتقون "العجيلي" وعنه يقول:
«يعتبر "العجيلي" علم من أعلام الثقافة العربية فهو رجل موسوعي - إن صح التعبير-، فقد كتب في القصة والرواية، كتب الشعر وكتب أيضا في المسرح.
التقيت بالدكتور "عبد السلام العجيلي" عدة مرات، وكنت أزوره في عيادته بـ"الرقة" فكنت أسأله وهو رجل وقور ومتزن، فقلت له يوماً: بماذا تنصحنا يا دكتور، جابر الساجورنحن الشباب؟ فقال لي: «أنصحكم بقراءة التراث العربي لأن التراث العربي غني ويغني الشخصية». والدكتور "العجيلي" قامة أدبية رفيعة وله مكانة عربية ودولية..».
ومن جهته الأستاذ "جابر الساجور" مدير المركز الثقافي في "منبج" يحدثنا عن فكرة الموضوع باختيار الحديث عن أدب "العجيلي" حيث يقول:
«الدكتور "العجيلي" من القامات الأدبية التي تركت بصمة ليس على مستوى القطر فقط بل على مستوى الوطن، وهو أرّخ لمنطقة اشتهرت به وهي محافظة "الرقة" بفراتها وباديتها، وهذا الإرث الحضاري الذي تركه "العجيلي" بحاجة إلى تسليط الضوء عليه لأن كثيرا من أبناء الجيل وخاصة الشباب يسمع بالدكتور "العجيلي" ولا يعرف أهمية ما تركه من إرث فكري وتراثي.
وكان "العجيلي" ابن مدينة بار حيث كان يعالج الفقراء مجانا في عيادته، وكتب عن هؤلاء الفقراء وصاغ عنهم قصص تركت الأثر الطيب لدى الأجيال المتعاقبة، فنحن بحاجة إلى تسليط الضوء على هذا الإرث الحضاري الكبير..».
وختام الحديث عن الدكتور الأديب "عبد السلام العجيلي" هو ما قاله الشاعر الكبير "نزار قباني" حيث قال عنه: «أروع بدوي عرفته الصحراء، وأروع مدني عرفته الحضارة..».
محمد علو