لقد ولّى زمان الحب
لقد ولّى زمان الحب
عصافير على الشرفاتِ
تجمعني
كحبات من الحنطه
وبركة ماء أحلامي
بحب غازلت بطه
وموسيقا وفيروز وصوت الصبح يغسلني
إذا أنشدتُهُ حباً
شدا نغماً بلا لغةِ
صباح الحب يا وطني
وما أحلى مراهقتي
مضى زمن من التاريخِ
من زمني
وعقدي الرابع ابتدأتْ حكايتهُ
وشرفاتي تناست كل أطياري
وماء الحلم قد كفتْ
نقاطه عن مغازلتي
وحتى الصبح صار يجف في لحني
وأوردتي
كبرتُ
وتكبر المأساةُ في قلبٍ
ملونة جوانبهُ
كلوحة حقل ضيعتنا
يراقص غيمة زرقاءْ
يهب إلى مفاتنها
يطيرُ يطير مشتاقاً
لدمعتها
فتسقط فوقه مطراً
ويحضنها
كأني في مراهقتي
كأني أُرجع اللحظاتْ
أيا شمساً علتْ نسمه
أعيديني إلى القمه
أعيديني لأقماري
لأنهي لحظة الظلمه
أنا رجل إذا فارقتُ ذاكرتي
كنهد فارق الحلمه
أيا شمسي
أعيدي كل إشراقي
وكوني بين أحداقي
كشباكٍ
أطلتْ منه أشواقي
كخدٍّ زار قُبلتهُ
بلثم العشق في شفتي
كأفكار تبنّتْني
كمدفأة على كتفي
تنام ودفء أمسيتي
يظل يراود اللحظاتْ
أحن إلى ابتسامات العذارى
حين ترمقني حواجبهنَّ بالهزات والغمزاتْ
وأحملهن في جيبي وريقاتٍ
أخبئها لئلا تنتبهْ
أمي
وما أدراك ما أمي
هي امرأة فتنت بها
شغفت بها
حلمت بها
صحوت لأجل عينيها
ألا تدرون من أمي
هي النور الذي مازال يغمرني
لقد رحلتْ
وأحرقني فراق النجمة السمراءْ
بكيت بكيتُ حتى الآنَ
لكني أواري خلف أخيلتي
بقايا دمعة سوداءْ
لقد رحلتْ
وبعد رحيلها
انتحرت فراشاتي
وضاع السحر من ذاتي
وسافر عطر زهراتي
ولم تعدِ الحروف لسحر أبياتي
وطار البلبل الشادي
وغاض الماء في الوادي
وحتى أنني ألقى
شروداً عند أولادي
فــ / عبودٌ / يرى حزني
إذا أخفيت عن / هادي /
أيا أماه كم أصحو
وحيداً دون قهوتنا
كتمثال أضاع الروحَ
فانهارت ملامحهُ
لقد مرتْ سنون فوق جبهتهِ
التي صدئتْ
وغطى القار زنديهِ
أيا عمراً يمر على مناجلنا
فيحصدنا ونحصدهُ
تُيَبِّسُ حلقنا الكلماتْ
ويغدو الصوت تياراً من الماءِ
فيجرف كل موسيقا
عزفناها
ويغرب صوت فيروزٍ
فما عادت تحدّثنا
وكل حكايةٍ نبتتْ
على زعرور بلدتنا احتطبناها
لندفئ لقمة الخبزِ المجمّدة النهاياتِ
فما أقسى ابتسامتنا إذا بزغتْ
بلا أمل من الشفةِ
فقد ولّى زمان الحبْ
وقد ولّتْ مراهقتي
محمد إقبال بلو 31/1/2011