توى التقدمية بخصوص الفن التشكيلي وكل انواع التصوير
بشرى لكل محبي الفن التشكيلي وكل أنواع التصوير، فتوى التقدمية الجديدة تنسخ فتوى التحريم الوهابية السعودية القديمة وتبيح ما أحله الله
مواطن بسيط بصدد تصوير نسائه ورغم انعدام أية ملامح لهن بسبب النقاب ... فقد منع شيوخ الوهابية السعودية عملية التصوير هذه من أساسه... وقد يجلد في الساحات العامة من قبل المطوعة لخروجه على الفتوى الوهابية المذكورة... بشرى له ولأمثاله ففتوى التقدمية أباحت لهم ما أحله الله
التصوير وسائر ما يدخل في الفن التشكيلي حرام تحريما مطلقا عند مشايخ الوهابية ضمن عشرات من الفتاوى الموجودة ضمن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وقد أخذت نموذجين من هذه الفتاوى كدليل على اثبات صحة ما أدعيه من كون الوهابية يحرمون تحريما قاطعا كل أنواع التصوير مهما كان ولأي سبب وانهم في بعض الحالات يجوزون أشياء قليلة من باب الضرورة ولا يجوز ما عدا ذلك وكذلك اقامة التماثيل والنصب لأي غرض كان فهي محرمة تحريما مطلقا لأنها ستؤدي الى الشرك بالله وكأن هذه الأمور هي لب الدين و جوهره والخروج عنها معصية ما بعدها معصية ألهذا الحد يقع اختزال الدين وتسطيحه في هذه القشور وترك لبه من عدالة اجتماعية في توزيع الثروة واقامة مجتمع شوروي تتكافأ فيه الفرص بين الجميع وضمان حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين الى حد أن الاسلام بديلا عن ذلك يكرمها ويعلي من شأنها فان كل هذا لا نجده عندهم بقدر ما نجد تمجيد الحاكم وتحريم نقده بل واضفاء غطاء ديني لكل التصرفات الشاذة وغير المناسبة لمصلحة الاسلام و المسلمين ولذا لا بد من مواجهتهم بكل هذه الحقائق لعل وعسى أن نوقظ فيهم ضمير الصحوة الاسلامية والنخوة العربية فينتصروا للحق بديلا عن كيل الاتهامات لكل من يعارضهم بكونه رافضيا أو متأمركا أو علمانيا معاديا للاسلام واني جازم من كونهم بديلا عن الانصياع للحق عند ظهور هذه الفتوى سوف يشيطنونني ويصفوني بكل ما وصف به مالك الخمر أو أكثر من ذلك واني لأدعو لهم بالهداية و العودة الى الصراط السوي الذي يعلمونه حق العلم ولكن الخوف من السلطة والمصالح الدنيوية قد تكون هي التي تحول بينهم وبين الاذعان للحقيقة واليكم فيما يلي اثنتين من الفتاوى التابعة للجنة الدائمة للافتاء و البجوث بارقامها كما هي مذكورة في مصادرها
س2: ما موقف الإسلام من إقامة التماثيل لشتى الأغراض؟
ج2: إقامة التماثيل لأي غرض من الأغراض محرمة سواء كان ذلك لتخليد ذكرى الملوك وقادة الجيوش والوجهاء والمصلحين أم كان رمزا للعقل والشجاعة كتمثال أبي الهول أم لغير ذلك من الأغراض؛ لعموم الأحاديث الصحيحة الواردة في المنع من ذلك؛ ولأنه ذريعة إلى الشرك كما جرى لقوم نوح .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
السؤال الثامن من الفتوى رقم (3592):
س8: هل التصوير بالكاميرا حرام أم لا شيء على فاعله؟
ج8: نعم، تصوير ذوات الأرواح بالكاميرا وغيرها حرام، وعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله ويستغفره ويندم على ما حصل منه ولا يعود إليه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
احتوت كتب الحديث على محموعة من الاحاديث النبويةالشريفة بشأن التصوير واقتنائه.وكذالك فى المقام الثانى ذلك الكم الهائل من صور المخطوطات الاسلامية التى تنتشر فى المتاحف والمكتبات العالميه هذا بالاضافه الى بعض الصور الجدارية,مما يؤكد على ان المسلمين عرفوا فن التصوير وزاولوه واستخدموه على طول العصور الاسلاميه,فضلا عما ثبت للتصوير من فوائد لا يمكن الاستغناء عنها فى العصر الحديث كمقياس للتمدن والتحضر بالنسبة للشعوب.ومن ثم اصبح لابد لكل من يدرس التصوير الاسلامى ان يناقش هذا الموضوع من خلال ما ورد فى القرآن الكريم وفى الاحاديث النبويه الشريفه.
وبالنسبه للقرآن الكريم توجد فيه اشارة صريحه لفن التصوير و التماثيل فى سورة سبأ(الايات 12و13). عند الحديث عن سيدنا سليمان وتسخيره الجن فى عمل التماثيل والقصور الشامخه والقصاع الضخمه كالحياض وقدور كبيره ثابتات لاتتحرك لكبرها وضخامتها حيث يقول تعالىوَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ وهنا تجدر الاشاره الى ان هذا الموقف لايمكن القياس عليه لانه من المعجزات والنعم التى وهبها الله لنبيه ورسوله سليمان بن داود وغير قابله للتكرار. وكذلك فى سورة الانبياء(الايه 51 _59)حيث قال تعالى . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) الأنبياء بحيث وضحت الآيات كيف أن سيدنا ابراهيم كان قاطعا في و استنكاره الاوثان التى يعبدها قومه من دون الله وهى فى أشكال تماثيل منحوته تذكرنا بتلك الاوثان التى كانت حول الكعبه بمدينة مكه.
هنا فان القرآن يقبل ضمنا بالصورة الأولى التي ليس فيها شبهة اشراك بالله باعتبار أن ذلك من نعم الله على نبيه في حين أنه في الصورة الثانية حيث تتأكد شبهة الاشراك فان الرفض يكون حاسما وهنا فان المنطق يقول بدوران العلة مع المعلول حيثما كانت شبهة الاشراك كان المنع وحيما انتفت انتفى المنع وهذا هو المنطق الذي سنسير به مع السنة النبوية أيضا
وأما بالنسبه للاحاديث النبويه الشريفة فنجد منها مجموعه صريحة النهى عن صناعة التماثيل وعن تصوير ما فيه روح سواء أكان انسانا أم حيوانا أم طيرا فى حين تجيز تصوير ما ليس فيه روح كالأشجار والأزهار ونحوها:وأول هذه المجموعة حديث عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن صور صورة فى الدنيا كلف يوم القيامه أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)(اخرجه الترمزى).والحديث الثانى (ان من اشد الناس عذابا يوم القيامه الذين يصورون هذه الصور).والثالث(ان الملائكه لا تدخل بيتا فيه تماثيل)(فقه السنه المجلد الثانى).
كما نجد مجموعه ثانيه من الاحاديث يفهم منها الترخيص بالتصوير وأنه ليس بحرام وبخاصة الصور التى لا ظل لها كالنقوش فى الحوائط وعلى الورق والصور التى توجد فى الملابس والستور والصور الفوتوغرافية فهذه كلها جائزه. وأول حديث ما ذكرته عائشه رضى الله عنها قالتدخل على سول الله وقد سترت سهوة لى بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقاليا عائشه:أشد الناس عذابا يوم القيامه الذين يضاهون بخلق الله)قالت عائشه فقطعناه وجعلنا منه وسادة أو وسادتين).و الحديث الثانى أيضا عن عائشه قالت(كانت لى ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل اذا دخل اسقبله,فقال رسول الله حولى هذا فانى كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا)رواه مسلم. والحديث الثالث ما رواه يسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبى طلحه عن النبى قالان الملائكه لاتدخل بيتا فيه الصور).قال يسر ثم اشتكى زيد فعدنا فاذاعلى بابه ستر فيه صور فقلت لعبيد الله ربيب ميمونه زوج النبى :ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الاول؟فقال عبيد الله:ألم تسمعه حين قالالا رقما فى ثوب).
ونجد مجموعه ثالثه من الاحاديث النبويه الشريفه تستثنى لعب الاطفال كالعرائس ونحوها فانه يجوز صنعها وبيعها. وأول حديث عن عائشه قالتكنت ألعب بالبنات.فربما دخل على رسول الله وعندى الجوارى.فاذا دخل خرجن واذا خرج دخلن)رواه البخارى وأبوداود.و الحديث الثانى عن عائشه ايضا:أن النبى قدم عليها من غزوة تبوك أو خيبر وفى سهوتها ستر فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشه لعب.فقالما هذا يا عائشه؟)قالت:بناتى.ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع.فقالما هذا الذى أرى وسطهن؟)قالت:فرس.قالوما هذا الذى عليه؟)قالت:جناحان.قالفرس له جناحان؟)قالت:أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحه.قالت:فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه).رواه أبو داود والنسائى.
مما سبق يتضح أن الاحاديث النبويه تتدرج من الشدة الى التخفيف بخصوص النهى عن التصويربحيث يمكننا تقسيمها الى ثلاث مجموعات:
الاولى تنهى عن التصوير وتندد بالمصورين وربما السبب وراء ذلك أن القوم كانوا حديثى عهد بعبادة الصوروذلك أن شبهة الوثنية قائمة وبناء عليه كان المنع النبوي شأنه في ذلك شأن القرآن ولا فرق بينهما في هذا المجال.
والثانيه تبيح الصورة التى لا ظل لها كالصور الجداريه والصور على الورق أو على الستور والملابس .
والثالثه تبيح صور لعب الاطفال كالعرائس ونحوها وربما كان من بين الاسباب فى ذلك اثارة غريزة الامومه عند الشابات الصغيرات.
ويؤيد ذلك ما ذكره الطحاوى بأن التصوير كان فى البدايه منهيا عنه جميعه ثم أبيح ما كان رقما فى ثوب وأباح ما يمتهن من الصور.
أى ان الاسلام قد أباح التصوير ما دام بعيدا عن الوثنيه وعن شبهة منافسة الخالق وعن تثبيط الامة عن القيام بواجبها وتحمل مسؤليتها. وللتأكد من صحة هذا الموقف فلنعرض أيضا موقف الدكتور محمد عمارة وهو من هو في هذه المسألة لنستأنس به ويكون دعما لنا لاغنى عنه
قائد الجيش السعودي الماريشال خالد بن سلطان عبد العزيز في صورة مع حسناوات فرنسيات جميلات... الفتوى لا تعنيه لأنها مخصصة فقط للمساكين والفقراء لا للملوك والأمراء...
موقف الدكتور محمد عمارة من المسألة
يرى الأستاذ الدكتور محمد عمارة أن العلة في تكسير الأصنام هي أن تعبد من دون الله عز وجل أما إذا انتفت هذه العلة فتبقى كجزء من تراث الأمة وتاريجها ولايجوز تحطيمها بحال
وإليك تفصيل الفتوى
يقول الأستاذ الدكتور محمد عمارة
الموقف الشرعي للقضية ينبع من القرآن الكريم. وللقرآن الكريم مواقف متعددة إزاء التماثيل؛ فعلى سبيل المثال في عصر سيدنا سليمان عليه السلام جعل القرآن الكريم عمل التماثيل نعمة من نعم الله على سيدنا سليمان، فقد جاء في سورة سبأ وفي سياق تعداد نعم الله سبحانه وتعالى على سيدنا سليمان قول الله سبحانه: "ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير* يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرًا وقليل من عبادي الشكور"
في هذه الآية جاء ذكر التماثيل وعمل التماثيل في سياق تعداد النعم التي أنعم الله بها على سيدنا سليمان، ولم تكن تلك التماثيل يومها معبودة من دون الله، ولم تكن خطرًا على عقيدة التوحيد، ولم تكن تمثل شائبة تشوب نقاء عقيدة التوحيد.
أما في عصر سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وعندما كانت التماثيل أصنامًا تُعبد من دون الله فإن الموقف القرآني تجسّد في تحطيم سيدنا إبراهيم لهذه التماثيل؛ إزالة للشرك وتنقية للتوحيد ومنعًا لأية شوائب يمكن أن تغري الإنسان بعبادة غير الله.
ونفس الموقف تكرر عندما كانت الوثنية العربية الجاهلية تتخذ الأصنام والتماثيل معبودات، يتقربون بها إلى الله زلفًا، ويجعلونها وسائط بين الإنسان وخالقه؛ لذلك كان تشريع القرآن الكريم لنبينا صلى الله عليه وسلم هو إزالة وتدمير وتحطيم كل هذه الأصنام المعبودة.
وقد نهى القرآن الكريم عن عبادة هذه الأصنام، وسفّه أحلام وعقول الذين يتخذونها معبودات من دون الله، وجسد هذا الموقف القرآني وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم؛ حيث أزالوا جميع ما كان في شبه الجزيرة العربية من أصنام، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لم يدخل الكعبة إلا بعد تطهيرها من الأصنام والصور المجسدة، وكانت الأصنام تعلوها حيث جعلها المشركون متحفًا لكل ألوان وأنواع الأصنام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يحطمونها وهم يتلون قول الله سبحانه: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا".
إذن الموقف القرآني والتطبيقات النبوية، سواء على عهد سيدنا سليمان أو قبله؛ على عهد سيدنا إبراهيم أو في عصر ختم النبوة.. الموقف إزاء التماثيل ليس واحدًا، إنما يتعلق بالمقاصد إزاء هذه التماثيل: هل هي مجرد زينة تكون من نعم الله كما كانت لسليمان، أم أنها وسائط في العبادة، وشبهات يجب تحطيمها، كما حدث في ملة أبي الأنبياء إبراهيم، وملة وشريعة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد سار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا النهج الذي لا يعمِّم؛ ففي الوقت الذي أزالوا فيه التماثيل المعبودة وحطموها، تركوا التماثيل في البلاد التي فتحوها عندما لم تكن معبودة من دون الله.. صنع ذلك في مصر فاتحها عمرو بن العاص، ومعه كوكبة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهؤلاء الصحابة الذين فتحوا مصر والذين سبق وحطموا التماثيل المعبودة في شبه الجزيرة العربية هم الذين تركوا التماثيل في مصر؛ لأنها لم تكن معبودة، ولم يكن نصارى مصر يعبدونها، ولم تكن خطرًا على عقيدة الجيش المسلم الفاتح لمصر.
ونفس الشيء حدث عندما فتح المسلمون بلاد المشرق وذهبوا إلى أفغانستان، كان ذلك في عصر الخلافة الراشدة على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.. الصحابة الذين فتحوا أفغانستان رأوا فيها هذه التماثيل البوذية التي كانت موجودة قبل ذلك التاريخ، وتركوها وبقيت حتى عصرنا الراهن.
وحدث ذلك أيضًا عندما فتح المسلمون الهند، وتركوا فيها تماثيل بوذا، وعندما فتح المسلمون جزيرة صقلية وتركوا فيها الآثار الرومانية، وبقيت هذه التماثيل والآثار الرومانية حتى عصرنا الراهن، وزارها في أوائل القرن العشرين 1903 الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وكتب عدة مقالات في مجلة المنار وتحدث فيها عن هذه التماثيل وكيف أنها ليست معبودة من دون الله، ولا تمثل خطرًا على عقيدة التوحيد، وإنما هي جزء من ذاكرة التاريخ.
وكتب الإمام محمد عبده هذه المقالات معلقًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، وعلق فقال: إن الحديث جاء في أيام الوثنية وكانت الصور تُتخذ في ذلك العهد لسببين: الأول اللهو، والثاني التبرّك بمثال من ترسم صورته من الصالحين، والأمر الأول مما يبغضه الدين، والثاني مما جاء الإسلام لمحوه، والمصوَّر في الحالين شاغل عن الله، أو ممهد للإشراك به، فإذا زال العارضان وقُصدت الفائدة، كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر والمصنوعات، وقد صُنع ذلك في حواشي المصاحف، وأوائل السور، ولم يمنعه أحد من العلماء، مع أن فائدة نقش المصاحف موضوع النزاع، أما فائدة السور فمما لا نزاع فيه".
إن الشريعة الإسلامية ـ وهذا أيضًا كلام الإمام محمد عبده ـ أبعد من أن تحرّم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين، لا من جهة العقيدة، ولا من جهة العمل، وليس هناك ما يمنع المسلمين من الجمع بين عقيدة التوحيد، ورسم صورة الإنسان والحيوان لتحقيق المعاني العلمية وتمثيل الصور الذهنية.
أيضًا هناك من الأدلة الشرعية تطبيقات عهد النبوة؛ فكما أزال الصحابة الصور والتماثيل عندما تكون معبودة من دون الله، استخدموها واستخدموا المرسوم فيها من صور الأصنام والتماثيل عندما لم تكن هناك مظنة لتعظيمها. فالسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تروي في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، فتقول: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد اشتريت نمطًا" أي نسيجًا من صوف، أو بساطا فيه صورة، ومعنى الصورة في الحديث النبوي وفي العهد النبوي صورة الصنم المعبود؛ لأن الذين كانوا ينسجون النسيج ويصدّرونه إلى شبه الجزيرة العربية حينئذ كانوا يعلمون أن العرب أهل وثنية وعبدة أصنام، وكانوا يرسمون صور الأصنام على الأقمشة كي تروج في تلك البيئة.
فالسيدة عائشة اشترت قماشًا فيه صورة، وعلقت هذا القماش على كوة أي على نافذة في منزل النبوة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم كره هذا الذي صنعته عائشة.
وفي ذات الحديث برواية أنس بن مالك تعليل لسبب كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليق هذا القماش وما فيه من الصور، يقول أنس: "كان ستر لعائشة قد سترت به جانب بيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أميطي، أي أزيحي عنا قِرَامَك هذا (ستر رقيق فيه ألوان ونقوش)، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي"، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما وقف في المنزل يصلي رأى الصور أي صور الأصنام على هذا الستر المعلق أمامه، فكره ذلك لأن هذه الصور تخايله وهو يصلي، وطلب من السيدة عائشة أن تزيح هذا الستار، فأخذت السيدة عائشة هذا القماش وقطّعته وجعلته وسائد فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم هذه الوسائد ويتكئ عليها وفيها رسم الصور أي التماثيل، وهي في هذه الحالة ممتهنة أي أن الإنسان لا يعظمها.. أي أن علة التحريم قد انتفت.
وهناك حديث آخر رواه الإمام أحمد يقول: إن الصحابي المسور بن مخرمة دخل على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يعوده في مرضه، فرأى عليه ثوب إستبرق وبين يديه كانون عليه تماثيل، فقال له: يا ابن عباس ما هذا الثوب الذي عليك؟ قال: ما هو؟ قال: إستبرق، قال: ما علمت به، وما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه إلا للتجبر والتكبر ولسنا بحمد الله كذلك، قال: فما هو الكانون الذي عليه الصور، قال ابن عباس: ألا ترى كيف أحرقناها بالنار"، إذن نحن أمام هذا الحديث نجد الأحكام معللة بعلل، ونجدها تدور مع عللها حِلاً وحرمة.
والكانون أي الموقد الذي قوائمه صور أي تماثيل، أحل ابن عباس استخدامه واقتناءه في بيته لأنه يوقد فيه النار، فهو لا يعظم هذه التماثيل وإنما هو يمتهنها ويحتقرها ويجعلها موقدًا للنار ومكانًا للرماد.
إذن هذه التماثيل حطمها الصحابة عندما كانت شبهة للعبادة، واستخدموها عندما لم تكن شبهة للعبادة.
أيضًا في كتب الأصول، وعند واحد من أئمة علم الأصول وفقهاء المذهب المالكي، عند الإمام أحمد بن إدريس القرافي وهو من تلاميذ العز بن عبد السلام وهو من علماء القرن السابع الهجري. يحكي الكرافي في كتابه "شرح المحصور" حل اقتناء التماثيل التي تُستخدم للزينة وليست للعبادة، ليس هذا فحسب بل إنه قام بصنع هذه التماثيل، أي أنه مارس النحت والتشكيل.
يقول القرافي: بلغني أن الملك الكامل وُضع له شمعدان، وهو عمود طويل من نحاس، له مركز يوضع عليه الشمع للإنارة، كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص يقف في خدمة الملك، فإذا انقضت عشر ساعات أي حان وقت الفجر طلع الشخص على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه وقال: صبّح الله السلطان بالسعادة، فيعلم السلطان أن الفجر طلع.
نحن هنا أمام صنعة شمعدان فيه تماثيل وأشخاص وهذه التماثيل تتحرك في أوقات محددة فتمثل ساعة يُضبط بها وبحركتها الوقت، بل إن التمثال يتحرك عند وقت الفجر فيضع إصبعه على أذنه، كأنه يؤذن ويقول بالصوت للسلطان صبح الله السلطان بالسعادة.
وبعد أن يحكي القرافي هذا الذي صُنع للملك الكامل يقول: وعملت أنا هذا الشمعدان، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة: وأصبح الشمعدان أسدا تتحول عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، وفي كل ساعة لها لون. غير أن القرافي عجز عن صنعة الكلام للشخص الذي يصعد على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه يشير إلى الأذان.
أي أن القرافي صنع شمعدانًا ونحت تماثيل لأشخاص حية، وجعل منهم ساعة تحدد الزمان وتشير إلى وقت الأذان، كل هذه الإشارات تفصح عن أن حكم الإسلام في صناعة التماثيل هو حكم معلل بعلل، يدور مع هذه العلل حيث دارت بالحل والحرمة.
ولقد أجمع العلماء على أن التماثيل إذا أدت إلى منفعة فإنها تكون حلالاً، واستدلوا بالحديث الصحيح الذي جاء فيه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تلعب وهي زوج لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلعبً منها تماثيل خيل، أي تماثيل لأحياء، وكانت تُسمّى خيل سليمان، وكانت لها عرائس وتماثيل ودمى تلعب بها، وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تلعب مع صواحبها بهذه التماثيل لم يغضب ولم ينه عن ذلك، بل عندما خجلت صواحبها منه قربهن إليها ثانية كي يلعبن معها.
والسيدة عائشة تروي الحديث فتقول: "دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وأنا ألعب بالبنات أي تماثيل البنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان، فضحك".
ويعلل العلماء –كما جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- ذلك بدور لعب البنات بهذه التماثيل في تربيتهن؛ حيث يتدربن على تربية أولادهن منذ الصغر بالألفة التي تنشأ بينهن وبين دمى العرائس والأطفال.
هذا هو موقف الإسلام قرآنًا وسنة وتطبيقات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التماثيل والصور المجسدة: يحرمونها ويحطمونها عندما تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد، ويبيحونها إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، يفصح عن وقائع التاريخ ويتحول إلى جزء من ذاكرة الذين يرون هذه التماثيل.
هناك أمر آخر هو أن المسلمين الذين يدعون الناس إلى التوحيد وإلى أرقى مستويات التنزيه للذات الإلهية مطالبون بأن يتركوا غيرهم وما يعبدون؛ فالمسلمون ليسوا مطالبين بتحطيم المعبودات الزائفة التي تُعبد من دون الله، بل إنهم منهيون عن سب هذه المعبودات الزائفة؛ وذلك حتى لا يؤدي هذا السب إلى ردود أفعال يسب فيها الوثنيون والمشركون الله سبحانه وتعالى.
وفي القرآن الكريم في سورة الأنعام في سياق الحديث عن التوحيد يقول الله سبحانه وتعالى: "اتبع ما يوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين* ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل"، في هذه الآية يطلب المولى منا أن نعبده وحده لا شريك له، وفي ذات الوقت يطلب منا ألا نكون وكلاء وحفاظًا ومسيطرين على الذين أشركوا، ثم تقول الآية التالية: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون"، إذن فنحن مطالبون أن نوّحد الله وألا نحطم معبودات المشركين، بل وألا نسبّ هذه المعبودات الزائفة؛ كي لا يؤدي ذلك إلى سب المشركين لله سبحانه وتعالى، كما حدث أخيرًا؛ فعندما بدأ تحطيم تماثيل بوذا في أفغانستان أحرق الهندوس القرآن الكريم. والله أعلم .
انتهى النقل عن الدكتور محمد عمارة
وبناء على ماتقدم من اعتبارات فانا في التقدمية نعلن عن نسخ كل تلك الفتاوى ونعتبرها كأنها لم تكن موجودة أصلا ونقرر بدلا عنها بأن التصوير بكل أنواعه واقامة التمائيل للزينة والاحتفال وفي البيوت كتحف اذا كانت دون شبهة الاشراك بالله فهي حلال على المسلمين جميعا في كل أنحاء الدنيا وذلك أن تحريمها جميعا كان بدون مبرر أصلا ولا حاجة لنا به و يجب أن يركز المسلمون على القضايا الجوهرية في دينهم من مثل التوزيع العادل للثروة و السلطة وعدم احتكارهما فقط لدى العائلات الحاكمة وعدم الاذعان للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والعمل على تحرير كل فلسطين بدل التغني بالقدس بديلا عنها تلهية للجماهير وعدم فعل أي شيىء
الناصر خشيني نابل تونسEmail Naceur.khechini@gmail.comSite http://naceur56.maktoobblog.com/
--
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar